IMLebanon

“الحزب” يفعّل عملية الانسحاب من سوريا… ويتفرّغ للبنان!

كتبت لينا يونس في “المركزية”:

رغم المعلومات الكثيرة عن اعادة تموضع حزب الله وقواته في سوريا، في مسارٍ بدأ في الاشهر القليلة الماضية، لا تزال الاستهدافات التي تطال عناصر من الحزب هناك، مستمرة.

في الساعات الماضية، أدى تفجير عبوة ناسفة في سيارة في القنيطرة، إلى إصابة أربعة عناصر مما تُعرف بـ”قوات الدفاع الوطني” المقرّبة من حزب الله، في بلدة جبا في ريف القنيطرة قرب هضبة الجولان. وأوضحت مصادر ميدانية أن إصاباتهم حرجة، وتم نقلهم إلى مستشفى في مدينة البعث في محافظة القنيطرة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقد شهدت البلدة استنفاراً أمنياً كبيراً لاسيما أن المجموعة مقربة من حزب الله.

للتذكير، فإن حادثا مماثلا سُجّل أواخر تشرين الاول الماضي، حيث قتل عنصر يعمل مع مجموعات مسلحة موالية لحزب الله إثر استهدافه من قبل مسلحين مجهولين في بلدة حفير الفوقا في ريف دمشق.

الى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون عنصرا مقرّبا من حزب الله يعمل لصالح مجموعة مسؤولة عن تهريب المخدرات من بيت جن إلى درعا، ينحدر من قرية جباتا الخشب، في بلدة خان أرنبة في محافظة القنيطرة أيضا، في 17 تشرين الماضي، علما ان ميليشيات عدو موالية للنظام السوري، تعمل على الحدود اللبنانية السورية في تهريب البضائع وتمرير شحنات المواد المخدرة، في تجارة تدرّ عليها، أرباحاً هائلة.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن أسباب سقوط قتلى في صفوف الحزب وداعميه في سوريا كثيرة، الا ان موتهم واحد. فتارة يقتلون في معارك يخوضونها ضد المعارضين للنظام، وتارة يُستهدفون في اغتيالات او في غارات اسرائيلية، وطورا يسقطون في عملية تصفية حسابات بين مهرّبين وتجّارا، الا ان النتيجة هي نفسها: خسائر يتكبّدها الحزب.

هذا الواقع المؤلم، وفق المصادر، ما عاد حزب الله قادرا على تبريره وتسويقه لدى شارعه وناسه في لبنان، وحتى في صفوف المنتمين اليه، سيما وأن الاوضاع في سوريا باتت مستقرة، اي ان الحزب والفصائل الايرانية الاخرى أنجزا المهمة التي من أجلها انتقَلا الى سوريا، والمتمثلة في تثبيت أقدام بشار الاسد في الارض السورية.

انطلاقا من هنا، فإن قيادات الحزب، بالتنسيق طبعا مع القيادة الايرانية، بدأت تدرس في الاسابيع الماضية، وفي شكل أوسع، تفعيل عمليّة اعادة التموضع في سوريا، وسحب عديد الحزب وعتاده من الميدان والابقاء على الحد الادنى من الحضور العسكري فيه. وعلى الارجح، تتابع المصادر، هذا التوجه سيسلك طريقه الى التنفيذ على الارض قريبا ولكن من دون اي ضجة اعلامية. وبالتزامن، سيمهّد هذا الانسحاب لتفرّغ الحزب في شكل اكبر، لمتابعة الاوضاع السياسية اللبنانية المعقدة عموما، والشأنين المعيشي والرئاسي خصوصا، تختم المصادر.