IMLebanon

إلى الياس بو صعب: غلطة الشاطر بـ57 مليار! (بقلم طوني أبي نجم)

كم كنت أربأ بنفسي أن أتوجه إلى دولة الرئيس الصديق الياس بو صعب بعدما تيقّنت أن ثمة “أجندة” واضحة ينفذها في اللجان النيابية المشتركة تضرّ بلبنان وتسيء إلى جميع اللبنانيين وفي طليعتهم المودعين، وتخرب الاقتصاد اللبناني بشكل كارثي تماماً حين حصل التوقف العشوائي عن دفع السندات السيادية اللبنانية من دون خطة ومن دون مفاوضات.

كم كنت مسرورا حين لعب الياس بو صعب دور البطولة في مفاوضات الترسيم، وكان مستحقاً وعن جدارة. لكن أن يسعى اليوم للعب دور البطولة في فيلم إذلال صندوق النقد للبنانيين فتلك مصيبة كبرى، وخصوصاً أنه ينفّذ “أجندة” أفترض أن لا علاقة له بها بمعنى أن لا مصلحة شخصية له فيها، بل ثمة من وضعه في الواجهة بعدما استلذّ تأدية أدوار البطولة ولو كانت وهمية في هذه الحال. وكأني بالياس بو صعب وبعدنا نال جائزة الأوسكار عن أفضل دور في فيلم الترسيم، يستلذ اليوم أن ينال جائزة “التوتة الذهبية” (Golden Raspberry award) عن أسوأ دور يلعبه في فيلم كتب نصّه صندوق النقد لابتزاز لبنان واستعباده، ويعمل على إخراجه عدد من المسؤولين اللبنانيين بعدما خضعوا لضغوط خارجية خوفاً من العقوبات عليهم!

وأضيف أن دور “كيم جونغ أون” في رئاسة اللجان النيابية المشتركة لا يليق بمن يصوّر نفسه على أنه ديمقراطي ومحاور لبق، ولا يمكن لنائب رئيس مجلس النواب أن يمنع النواب من إبداء رأيهم والمناقشة في ملف هو من أهم الملفات حاليا ومرتبط بخطة الحكومة الفاشلة للإنقاذ المالي والاقتصادي.

كيف يقبل بو صعب أن يناقش مشروع قانون من الحكومة للكابيتال كونترول يتناقض مع ما أرسلته الحكومة نفسها عن الكابيتال كونترول في خطتها الهزلية؟

وكيف يقبل بو صعب بأن يطيح في حال أصرّ على محاولة فرض تمرير مشروع القانون هذا بأكثر من 57 مليار دولار من ودائع اللبنانيين كما تنص خطة الحكومة المالية؟

لماذا يسعى بو صعب لإرضاء الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل في آن عبر تمرير هذا المشروع في محاولة لاسترضاء بعض المجتمع الدولي علّ الرضى يشمل جبران باسيل تحديداً الذي يعمل جاهداً لرفع العقوبات عنه لعله يصبح مؤهلا للانتخابات الرئاسية؟

إن ما يقوم به دولة الصديق بو صعب أقل ما يُقال فيه إنه جريمة عظمى بحق اللبنانيين والمودعين المعترضين بقسوة على محاولة تهريب مثل هذا القانون، كما وإرضاء لباسيل ولبعض المصالح الضيقة… عسى أن يقرأ دولة الرئيس الياس بو صعب، وأن أعرف أنه يقرأ، ولعلّه يتّعظ قبل فوات الأوان لأن التاريخ لن يرحم!