IMLebanon

حوار بري المؤجل ينشط في كواليس الاعياد… الرئاسة الى الـ2023‏

كتبت نجوى ابي حيدر في المركزية:

في جلسة لا انتخاب رئيس جمهورية امس وقبل ان يُفقد النصاب فعليا، اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع الجلسة وعقد اخرى تحمل الرقم ثمانية، يوم الخميس المقبل.

الجلسة الثامنة، بحسب ما تقول مصادر سياسية لـ”المركزية” قد تكون الاخيرة في كانون الاول المقبل او في الحد الاقصى تعقد تاسعة، كي لا يُحمَّل الرئيس بري وزر التعطيل، فتنضم الى سابقاتها في الشكل والمضمون، ليرجئ الدعوة الى كانون الثاني المقبل، باعتبار ان كانون الاول هو شهر مناسبات واعياد ، يمضيه معظم السياسيين في الخارج، وهو بذلك يكسر رتابة المشهد البرلماني الممجوج بعقد جلسات اسبوعية فولكلورية، يطير نصابها مع انتهاء الدورة الاولى وتتكرر المواقف النيابية اياها، وقد ملّها الللبنانيون الغارقون في مآسيهم وهمومهم اليومية، ولم يعد يهمهم إن عُقدت الجلسة ام لم تعقد ما دامت النتيجة محسومة سلفاً.

اجراء بري هذا، ليس فقط بسبب عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، في وطن لم يترك حكامه للعيد معنى وللاحتفال سبيلا، بل افساحا في المجال امام مروحة اتصالات يجريها في هذه المرحلة بهدف التوافق على هوية شخصية لانتخابها مطلع العام او في شباط المقبل، بحسب المصادر، وتلافيا لانعكاس التباينات بين فريقي 8 و14 اذار على المشهد العام وتحولها خلافات تغذيها الاوضاع الاجتماعية المتردية. والاهم ، منح فريقه السياسي صاحب الاوراق البيضاء، مساحة اضافية لترتيب اوضاعه ومحاولة حل عقدة مرشحَيه الكأداء، سليمان فرنجية وجبران باسيل، وقد بات محسوما انه يدعم فرنجية، الا ان حزب الله، لا يريد في الوقت عينه اغضاب باسيل، الذي قد يفرغ جام غضبه على الحزب، ان اعلن تبني ترشيح فرنجية خصمه اللدود، وصولا الى انفراط عقد التحالف معه.

تشير المصادر الى ان بري سيباشر جولة استشارات نيابية مع الكتل بعيدا من الاضواء، لمحاولة صياغة تفاهم على شخصية الرئيس، فتتم انذاك جوجلة الاسماء المقترحة لاعداد لائحة من اسمين او ثلاثة في الحد الاقصى ويختصر طريق الحوار الذي يريده ويراه ضروريا للاتفاق على رئيس. اللائحة حينها تطرح على الدول المعنية بالشأن اللبناني وتستمزج الاراء في شأنها، انسجاما مع الدعوات الخارجية للاتفاق ليتمكن الخارج من تقديم المساعدة حيث تجب، لأنه لا يمكن ان يحل محل اللبنانيين، وهو ما اعلنته بالفم الملآن مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، بقولها اخيرا ان ” كل التدابير التي نتخذها لن يكون لها تأثير، ما لم يقم البرلمان اللبناني بعمله بانتخاب رئيس للجمهورية. وقد فشلوا في ذلك. ما يترك لبنان في فراغ سياسي غير مسبوق.هذا الأمر لا نستطيع أن نفعل به شيئاً، فهم عليهم فعل ذلك”.

فإن فعلوا، وقدموا لائحة اسماء مصغّرة، تضيف المصادر، يصبح متاحا انذاك، اختيار احد الاسماء، استنادا لتسوية خارجية تتوافق ومقتضيات اللحظة، فتمرر كلمة السر الى من يجب، ويتم انتخاب مرشح من ضمن اللائحة، على انه احد خيارات اللبنانيين.

وفي السياق، تدرج المصادر مسارعة بري الى التواصل مع بكركي وقوفا عند خاطر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي طار الى الفاتيكان اليوم في مهمة سينودوسية الا انها لن تخلو حتما من “رئاسيات لبنان”، من خلال موفدين من عين التينة زارها بعضهم “سرا” وأخرون في العلن، لتهيئة ارضية مشاوراته مع الكتل وصولا الى اتفاق على رئيس يرضي الجميع.

مجمل المشهد هذا يبقى مرتبطا ارتباطا وثيقا بما يدور على المسرح الاقليمي والدولي، وهو ما يفرض ايقاعه على لبنان واستحقاقاته، لا سيما في ظل ارتفاع منسوب التوتر على مختلف الجبهات. من اليمن التي اهتزت هدنتها باستهداف ميناء نفطي، الى الانفجارات داخل اسرائيل من خلال عمليات نفذها فلسطينيون، فيما يبرز اتجاه اسرائيلي متنام الى مواجهة ايران عسكريا، ان هي استمرت في تخصيب اليورانيوم مع بلوغه نسبة الـ60 في المئة، في ظل جمود وتعثرمفاوضات فيينا النووية، وقد سددت تل ابيب ضربة قاضمة لها باغتيال العقيد في الحرس الثوري داوود جعفري بعبوة ناسفة قرب دمشق وهو”أحد مستشاري قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري في سوريا”.. كل ذلك، يجري على وقع الحرب الروسية- الاوكرانية الملتهبة، والمهددة بمزيد من التداعيات الكارثية على المنطقة والعالم.

رهانا على تهدئة ما، ربما تتظهر معالمها مطلع العام 2023 ، تعرب المصادر عن اعتقادها ان الرئيس بري سيشغل محركاته في “عطلة الجلسات الرئاسية” عله يتمكن في لحظة معينة من اقتناص فرصة تمرير الاستحقاق اللبناني وتجنب مضاعفات عدم انجازه التي تحذّر منها دول العالم قاطبة…فهل ينجح في “المهمة المستحيلة” ام يدخل لبنان في دوامة فراغ الاشهر وربما السنوات؟