IMLebanon

طريقُ الارتطام الكبير سالكة

كتب وسام أبو حرفوش وليندا عازار في “الراي الكويتية”:

في البرلمان الطريقُ مسدودٌ بالكامل أمام أي اختراقٍ قريب في الملف الرئاسي المزنَّر بـ «أسلاك شائكة» داخلية – خارجية، وفي المسار المالي الطريقُ سالِكٌ أمام المزيد من الاقتطاعات الضريبية على طريقة وضْع الماء في… سلة مثقوبة.

مَشهديةٌ دراماتيكيةٌ ارتسمتْ أمس في بيروت، حيث يَتَكَرَّسَ قيامُ «جدارٍ عازِلٍ» بين قوى سياسية تتقاذفُ المسؤوليةَ عن العجْز المتمادي عن انتخاب رئيسٍ بعد مرور شهر على دخول البلاد في فراغٍ خطير، وبين شعبٍ زُجّ في رحلة سقوط حرٍّ نحو الارتطام الكبير بلا أحزمةِ أمانٍ لا تنفكّ السلطةُ عن نزْعها الواحد تلو الآخَر.

وبدتْ الجلسةُ الثامنةُ لانتخاب رئيسٍ جديد التي عقدها البرلمان وكأنها «لم تكن» بالنسبة إلى اللبنانيين الذين تركّزت أنظارُهم على سريان العمل بالدولار الجمركي على أساس سعر 15 ألف ليرة أي بزيادة عشرة أضعاف، وذلك من ضمن إجراءاتٍ أخرى بعضها تجري مساعٍ لوقفه أو إدخال تعديلات جذرية عليه.

وفي موازاة أرقامِ «المهزلة» التي تتكرّر في البرلمان منذ نحو شهرين حيث يتنافس المرشّح ميشال معوض المدعوم من غالبية قوى المُعارِضة مع «شبحِ» الورقة البيضاء التي ترفعها الموالاة غير القادرة على التفاهم على اسمٍ تخوض به المعركة الرئاسية، انشغل اللبنانيون باحتساب مفاعيل الزيادة التي ستترتّب على أسعار السلع نتيجة السير بدولار الـ 15 ألف ليرة للرسوم الجمركية، وسط توقعاتٍ بأن تنفتح الأسواقُ على ما يشبه «صندوق باندورا» تتقاطع فيه «أعاصير» تضخّم «متوحّش» بفعل الزياداتِ المركّبة والمتدحرجة في الأسعار التي ترتبط باستمرارِ تَفَلُّت دولار بيروت وكسْره الحاجز النفسي لـ 41 ألف ليرة… والحبل عالجرار.

وبينما كانت «الآلات الحاسبة» منهمكة في تحديد اتجاهات الأسعار الجديدة التي يُرتقب أن ترتفع بمعدل نحو 30 في المئة، هذا قبل أن يباشر تطبيق رسم 10 في المئة على عدد من السّلع المصنّعة محلّياً والتي مازالت القائمة التي ستشملها كما انعكاساتها التضخمية تخضع للدرس، جاء سياقُ جلسة الانتخاب الرئاسية في البرلمان مملاً في ضوء استمرار التمترس نفسه مع تسجيل بعض الفوارق التي لا تقدّم ولا تؤخّر في المسار الرئيسي الذي يُبقي على هذا الاستحقاق خلف قضبان التعقيدات المتشابكة.

في هذا الوقت، ساد الترقبُ نتيجةَ مباحثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في واشنطن و«الوزن» الذي سيكون للملف اللبناني انطلاقاً من الأزمة الرئاسية، وسط معلوماتٍ باتت شبه محسومة عن أن ماكرون الذي سيكون في المنطقة بين 20 و22 كانون الأول الجاري سيزور «بلاد الأرز» عشية الأعياد في محطة خاطفة لتفقُّد جنود بلاده العاملين في ضمن قوة اليونيفيل في الجنوب، على أن تحمل هذه «اللفتة» أيضاً أبعاداً سياسية تؤكد الاهتمام العالي الذي توليه باريس للوضع في لبنان وإن كان تأثيره «مسألة أخرى»