IMLebanon

بري يساير المسيحيين ولكن… “العين ما بتعلا عن الحاجب”!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

حمّلت القوات اللبنانية الاسبوع الماضي، في أكثر من مناسبة، رئيسَ مجلس النواب نبيه بري، مسؤوليةُ كبيرة، في الفشل المتمادي فصولا، في التوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية. فقد توجّه رئيس حزب القوات سمير جعجع برسالة إلى بري، قال فيها “المؤسسة الدستوريّة الوحيدة التي لا تزال فاعلة في الوقت الراهن هي مجلس النواب وهو رئيس هذه المؤسسة والمؤتمن على حسن سير عملها. صحيح أن هذا الأمر مرتبط أيضاً بالكتل النيابيّة إلا أنه منوط بشكل أساسي بضابط إيقاع المجلس الذي هو الرئيس بري”. وتابع “دولة الرئيس، إن مجموع الكتل التي تقوم بتعطيل الإنتخابات الرئاسيّة معروفة، وهنا أشدد على مسألة التعطيل لأن القضيّة لم تعد انسحاباً من جلسة وإنما تحوّلت إلى تعطيل، وبالتالي تقع على كاهلك مسؤوليّة كبيرة باعتبار أنك مؤتمن على حسن سير مجلس النواب، ماذا وإلا، سيتم تعطيل هذه المؤسسة الدستوريّة بحكم تعطل انتخابات الرئاسة في الوقت الذي البلاد بأمس الحاجة لإتمام هذا الإستحقاق الدستوري”. وأضاف “دولة الرئيس بري، تقع من صلب مسؤولياتك في الوقت الراهن أن تقوم في إطار التحضير لجلسة الخميس المقبل دعوة رؤساء الكتل النيابيّة التي تقوم بتعطيل الانتخابات الرئاسيّة وأن تبلغهم بأنه لا يمكنهم الاستمرار في التعطيل وإذا ما استمروا في ذلك في جلسة الخميس المقبل فعندها ستتخذ التدابير والمواقف اللازمة في أن تخرج لتعلن أن هناك كتل معيّنة تقوم بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهوريّة، ماذا وإلا، كيف يمكننا أن نفهم الاستمرار في تعطّل هذه الانتخابات بعد شهرين من المهلة الدستوريّة وشهر من الفراغ”؟

من جانبه، ليس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعيدا من هذا “المنطق”. في عظته الاحد الماضي، قال “ندعو مجددا رئيس مجلس النواب المؤتمن على إدارة الجلسات وتأمين الظروف الدستورية والنصاب الطبيعي الذي أشارت إليه المادة 49 من الدستور للإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية، لكي لا يفقد المجلس النيابي مبرر وجوده كمركز لانبثاق السلطة”، مضيفا “هذا الإستخفاف في إنتخاب رئيس للدولة يضع الحكومة ورئيسها بين سندان حاجات المواطنين ومطرقة نواهي الدستور”…

ازاء هذه المواقف الصريحة، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، يرفض بري الانتقادات، ويعتبر انه يقوم بواجبه على أتم وجه. وقد رد عبر كتلته الاثنين على المصوّبين عليه، من دون ان يسمّيهم، فجاء في بيان اجتماع “التنمية والتحرير” برئاسته ما يلي: إنّ الكتلة، ومِن موقع تحمّلها المسؤولية الوطنية، وكما عبّر رئيسها في آخر جلسة انتخابية عن الحرص على إنجاز الاستحقاق بالأمس قبل اليوم، هي بالقدر نفسه ترفض رفضاً مطلقاً أي محاولة من أي جهة لتحميل رئيس المجلس ومَن يٌمثّل نيابيا او سياسيا وزر إطالة أمد الفراغ تحت أي عنوان من العناوين، فليقرأ الجميع في كتاب الدستور إنّ حماية موقع رئاسة الجمهورية بما يمثّل لا تكون بالعبث لا بالدستور ولا بالقفز فوق مواده أو بتجاوز الأعراف وكسرها.

انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان بري راعى الموقفَ المسيحي من الحوار الذي كان في صدد توجيه الدعوة اليه، فألغاه. وهو راعاه ايضا عبر توجيهه دعواتٍ اسبوعية الى جلسات انتخاب، علما انه كان ميالا الى عدم سلوك هذا الدرب لأنه “مضيعة للوقت”، مُفضّلا الذهابَ نحو توافقٍ على رئيسٍ ما، قبل الدعوة الى جلسة للانتخاب، كما “ساير” المسيحيين امس فألغى جلسة الهيئة العامة لمجلس النواب التي كانت مقررة اليوم، لانهم قرروا مقاطعتها.. غير انه، وفي ما يخص ادارة الجلسات ومسألة نصابها، هو ليس في وارد مسايرة احد. ذلك ان اي تراخ من قِبله في هذه النقاط، قد يفتح البابَ امام وصول مرشّح لا يرتاح اليه الثنائي، الى قصر بعبدا.. وهذا خط أحمر بالنسبة الى بري وحزب الله، لا يتجاوزه لا كرمى لبكركي ولا لسواها، تختم المصادر!