IMLebanon

على أبواب الشتاء… واقعٌ أسود يعيشه اللبنانيون!

تقرير جورج-أنطونيو شمعون:

على بُعد أيام من بداية فصل الشتاء، تشكّل أزمة التدفئة مأزقًا لآلاف العائلات في لبنان. وتشهد البلاد ارتفاعًا صادمًا بأسعار وسائل التدفئة التقليدية كالمازوت والغاز بعد التوقف عن دعم المحروقات وارتفاع سعر صرف الدولار، كما طال الغلاء سعر طنّ الحطب.

أضف الى ذلك، فشل الدولة اللبنانية بالتخفيف عن كاهل المواطن عبر تأمين تغذية كهربائية تمكّنه من استخدام التدفئة الكهربائية. أمام هذا الواقع المأساوي، كيف يتعامل اللبنانيون مع أزمة التدفئة؟

يشرح المواطن طوني كلاس، من سكان إحدى القرى البقاعية، لموقع “IMLebanon” أن “الحالة تعبانة كتير”، لافتًا الى أن “بعض العائلات في القرية لم يستطع تأمين الوسائل اللازمة للصمود في فصل الشتاء”.
وكشف أنّ “غالبية المواطنين عمدوا الى تحويل مواقدهم على الحطب بدلًا من المازوت نظرًا لأنّ الكلفة الشهرية من المازوت تتخطى الـ10 ملايين ليرة كحدّ أدنى بانتظار ما يخبئه فصل الشتاء”.

كما لفت المواطن البقاعي الى أنّ “سعر طنّ الحطب شهد ارتفاعًا كبيرًا إذ يتراوح بين 8 الى 10 ملايين ليرة لبنانية مع حاجة المنزل الواحد الى 4 أطنان أقلّه”، لكنّه يؤكد أن “تأمين هذه المادة أسهل نوعًا ما، بدون الحاجة للشراء، حيث يعتمد الأهالي على أشجار الزيتون والأشجار اليابسة الموجودة في بساتينهم”.

واشار، في الوقت عينه، الى أنّ “عددا من الأهالي يعمد الى التقنين في استخدام وسائل التدفئة إذ يكتفي باستعمالها في فترات المساء فقط”.

من ناحيته، قال متقاعد من القطاع العام (أبٌ لـ 5 أولاد)، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إنّ “نصف راتبه يذهب لإيجار المنزل والنصف الآخر لتأمين احتياجات عائلته”، موضحًا أنه يعمد الى “استخدام الدواليب والأحذية القديمة في سبيل التدفئة”، مع ما يعنيه ذلك من تزايد مخاطر الاختناق داخل المنزل جراء الانبعاثات.

من جهته، بيّن شاب في السلك العسكري من قضاء عكار، أنّ “معظم زملائه العسكريين يعتمدون على المساعدات المقدّمة من المؤسسة العسكرية لتسيير أمورهم في فصل الشتاء”، متحدثًا في الوقت نفسه عن “حالة الحرمان الكبيرة التي يعيشها المواطن العكاري توازيًا مع غياب الفعاليّات السياسية في المنطقة عن توفير المساعدات”.

الى ذلك، لا يختلف الواقع المأساوي في المناطق الساحلية إذ يتخوّف الأهالي من الكلفة المرتفعة لفواتير المولدّات نتيجة استخدام التدفئة الكهربائية.

وكشف صاحب مولدات كهربائية في حيّ شعبي بمنطقة سين الفيل، أنه “طلب من المشتركين التقنين في استخدام وسائل التدفئة الكهربائية”، محذرًا من “فواتير مرتفعة قد تبلغ 5 ملايين ليرة لبنانية في الحدّ الأدنى”، مطالبًا “الدولة بتأمين الدعم على المازوت للتخفيف عن كاهل المواطنين”.

وفي هذا السياق، تقول سهيلة الدكاش (أمّ لـ 3 أولاد): “مش عارفة كيف بدّي دبّر حالي هيدي السنة، جوزي قاعد بالبيت بلا شغل والمساعدات يلّي عم تجي أنجأ تكفي أكل وشرب”، مضيفةً ألّا قدرة ماديّة لديها على تشغيل التدفئة الكهربائية “بدنا نعوّد حالنا نتدفى بالحرامات”.

هي أزمات متلاحقة يعيشها المواطن اللبناني منذ 3 سنوات، الى درجة باتت أمنياته تتلخص بالهروب من “الجحيم” نظرًا لتراكم المشكلات وفقدان الأمل بإمكانية النهوض مجددًا. في حين، يكتفي أركان الدولة اللبنانية بالوعود اللاواقعية من دون أي إجراءات جديّة لتأمين احتياجات الشعب.

وأمام هذا الواقع السوداوي يبقى السؤال المطروح، هل يواجه لبنان خطر ارتفاع حالات الوفيات نتيجة القدرة المحدودة لدى المواطنين من الوقاية خلال فصل الشتاء؟