IMLebanon

“توتال” تعزّز الأمل بدخول لبنان سوق الغاز العالمية… ولكن!

جاء في “المركزية”:

مع إعلان شركة “توتال إنرجي” المباشرة بنشاطها للبدء بالاستكشاف في البلوك 9 جنوب لبنان، تكبر آمال لبنان بأن يصبح بلداً نفطياً بامتياز ليحجز في المستقبل مكاناً له في السوق الدولية لتسويق غازه الذي يتعاظم الطلب عليه عالمياً في ظل الحرب الروسية – الأوكرانية، وتسبّب بارتفاع سعره على وقع العقوبات المفروضة على روسيا التي علّقت تصدير الغاز إلى الدول الأوروبية تحديداً.

ومع تطوّر الوضع، قررت مجموعة الدول السبع G7 ودول الاتحاد الأوروبي EU في الفترة الأخيرة تحديد برميل النفط بـ70 دولاراً كحدّ أقصى، “في حين أن القاعدة الاقتصادية تعطي الدور في هذه المعادلة للعرض والطلب في سوق النفط فهما يؤمّنان انتظامها، وقد حاولت البلدان الشيوعية على مدى 50 عاماً أن تحدّد الأسعار ولم تفلح مرة… فلا أحد سوى السوق مَن يستطيع ذلك” بحسب ما يؤكد خبير الطاقة الدولي عبود زهر لـ”المركزية”.

ويُضيف: من هنا، وُلد القرار ميتاً… والدليل أن روسيا رفضت بيع دول الـG7 والـEU نفطها بهذا السعر وقرّرت بيع السوق بسعر “أوبيك بلاس”. ويعتبر أن “في أسوأ الأحوال ستنمو السوق السوداء”.

ويشير إلى أن “إيران على رغم كل العقوبات تستطيع تصدير نفطها، فروسيا وضعها أفضل وهي مستمرة في تصدير النفط والغاز إلى الصين والهند بالسعر الذي تريد، في حين تعمد دول أوروبية إلى شراء الغاز الروسي من الهند بسعر مرتفع بعد أن تكون الأخيرة قد استوردته من روسيا بسعر أدنى”.

هذا الواقع الدولي، معطوف على مباشرة “توتال إنرجي” بالتحضير للاستكشاف في البلوك 9، لا بدّ من السؤال عما إذا كان لبنان مهيّأً للبدء بالحفر والتنقيب؟! الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان تُجيب عبر “المركزية” أنه “في حال لم يتطلب الأمر أي قرار من مجلس الوزراء، فتسير الأمور في مسارها الطبيعي. وإذا كان العكس، فقد يواجه لبنان مطبّات دستورية عدة مرتبطة بالفراغ الرئاسي وغياب حكومة فاعلة”.

وتشير في السياق، إلى أن “توتال” ستبدأ بأعمال التنقيب تطبيقاً لاتفاق الترسيم، ومن الآن حتى 20 حزيران المقبل ستستخدم نحو 20 شخصاً للبدء بالحفر في البلوك 9، في حين أطلقت مناقصة لاستقدام حفّارة خاصة بهذه المهمة وأنجزت كل الطلبات للاستحصال على المعدات”.

تُضيف: وفي انتظار الإعلان عن الحفارة الفائزة في المناقصة والمرجّح في الربع الأول من السنة المقبلة، وعدت “توتال” بإنجاز دراسة الأثر البيئي للـ”بلوك “9 في آخر حزيران 2023 على أن تبدأ التنقيب في أسرع وقت. وإذا اعتمدت مسار “البلوك 4” ذاته، سيتم استشارة المجتمع المدني في ما يخصّ دراسة الأثر البيئي للانطلاق بعد ذلك بأعمال التنقيب، على أن تصل لاحقاً المعدات المتخصصة…

وترجّح هايتايان “البدء بالتنقيب إما في الربع الثالث من سنة 2023 أو في آخرها، ما يعني أن الحفر سيبدأ في ذلك الحين، علماً أنه استغرق في “البلوك 4” نحو شهرين لظهور النتيجة، ما يعني أن التقرير بنتيجة الحفر في “البلوك “9 قد يصدر في آخر السنة المقبلة أو بداية العام 2024، مشيرة إلى ثلاثة سيناريوهات سيُظهر التقرير واحداً منها: لا يوجد غاز، يوجد بكميات محدودة جداً وبالتالي لا داعي لتطوير الحقل، توجد كميات غاز تستدعي الحفر وفي هذه الحالة يُفترض بـ”توتال” التفاوض مع الإسرائيليين حول الاتفاق النهائي لتتمكّن الشركة من تطوير الحقل.

وعن الصندوق السيادي، تأسف “لعدم وجود أي رؤية اقتصادية للبلاد وأي توافق عليها وبالتالي نتخوّف من أن يقع الصندوق السيادي تحت ضغط التناتش السياسي حول مَن سيديره، أكثر من العمل على تحديد شروط الاستثمار والقواعد المالية والشفافية والإدارة الحسنة… إلخ، في ظل عدم وضوح أهداف الصندوق ما يثير المخاوف حول صدور قرار بإنشاء صندوق سيادي تشوبه الشوائب الأمر الذي يعرّض واردات النفط والغاز مستقبلاً للخطر.