IMLebanon

التوافق المحلي رئاسيا رهن ضوء أخضر ايراني: متى يأتي؟

كتب لارا يزبك في “المركزية”:

يواكب الخارج الازمة اللبنانية السياسية، حيث تحضر استحقاقاته المعلّقة اضافة الى مسألة انهياره الاقتصادي في معظم مواقف المسؤولين والدبلوماسيين، عربا كانوا ام غربيين… أمس، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قمة “بغداد 2 ” التي عقدت في الاردن، بمشاركة مصر وفرنسا والإمارات والسعودية وقطر وتركيا وإيران وفرنسا وعمان والبحرين، ان “أزمات العراق وسوريا ولبنان تتطلب لحلّها أجندة تعاون صادق بين الدول المعنية”، قبل ان تدعو وزيرة خارجيته كاترين كولونا القادة السياسيين اللبنانيين إلى “تحمل مسؤولياتهم” والعمل على “إجراء انتخابات سريعة” لرئيس جديد للبلاد. وعبرت الوزيرة الفرنسية في مؤتمر صحافي في ختام القمة الاقليمية، عن “قلقها”، داعية القادة اللبنانيين الى “الاضطلاع بمسؤولياتهم في تسهيل الانتخاب السريع لرئيس جديد في لبنان وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاج اليها لبنان بشدة”.

الى ذلك، كان الملف الرئاسي محور بحث في بكركي بين كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والسفير السعودي وليد بخاري. واذ غادر الاخير الصرح من دون الادلاء بأي تصريح، قالت مصادر بكركي ان بخاري أكد على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت وتشكيل حكومة منسجمة مع الرئيس للنهوض بالبلد وان المملكة لن تتردد في القيام بأي جهد يطلب للمساعدة في موضوع الانتخابات وان التنسيق مع الجانب الفرنسي مستمر. واشارت معلومات صحافية الى ان بخاري قال في بكركي إن المطلوب اليوم رئيس مقبول من الجميع وأن يكون على علاقة جيدة بمختلف الدول. وتابعت المعطيات: البطريرك الراعي فهم من كلام بخاري أن المملكة تحبّذ رئيساً لا ينتمي إلى أي محور سياسيّ. واردفت: بخاري أثنى على عظات البطريرك الراعي لا سيما في ما يتعلّق بالحياد وبضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

عربيا ايضا، شدد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط خلال استقباله وزير الداخلية بسام مولوي مساء الاثنين في زيارة رسمية الى القاهرة، على “مواصلة الجامعة العربية القيام بدورها في مساعدة لبنان ودعمه ومواكبته من أجل تجاوز التحديات الراهنة، وعلى ضرورة أن يعمل اللبنانيون على توحيد كلمتهم واعلاء المصلحة الوطنية، وكذلك النأي بلبنان عن أي تجاذبات اقليمية تقوض دوره في محيطه العربي، والاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، خاصة وأن الوضع الحالي لا يتحمل شغوراً رئاسياُ ممتداُ”، معتبرا أن “البلد في حاجة إلى اتخاذ خطوات عملية وملموسة على صعيد الإصلاح الاقتصادي، وفتح الطريق أمام المساعدات الدولية”.

الا ان كل هذه المعطيات لا تعني ان الخلاص الرئاسي سيأتي من الخارج، بل على العكس، اذ انها تشدد على ان الحل يجب ان ينبع من الداخل. ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن المواقف العربية – الغربية من قضية لبنان، لا تزال في اطار “المواقف الكلامية”، اي ان اي تسوية رئاسية لن يتم قريبا انضاجها في الخارج لـ”تهبط” على بيروت وتسهّل ملء الشغور في قصر بعبدا.

فحتى الساعة، ما يجري هو مجرد اتصالات تتولاها في شكل اساسي، باريس مع المعنيين بالملف اللبناني في المنطقة والعالم، هدفُها محاولة اقناعهم بالمساعدة على انجاز الانتخابات. وبحسب المصادر، أبلغ الدبلوماسيون المسؤولين اللبنانيين بضرورة ان يحضّروا هُم الارضية لاتمام الاستحقاق من خلال تأمين حد ادنى من التوافق في ما بينهم. اما بقاؤهم على تموضعاتهم الحالية وانتظارهم حلا من الخارج، فلن يفيد، بل عليهم بالمبادرة اولا، ليواكب الخارج هذه المبادرة. ووفق المصادر، فإن التوافق المحلي ينتظر اليوم اقتناعَ الحزب بضرورة التخلي عن مرشح من فريق 8 آذار.. وهذه القناعة لن تنضج قبل ان تقرّر ايران الافراجَ عن الرئاسة اللبنانية التي باتت احدى اوراق الضغط الاقليمية التي في جعبتها.. فهل يساهم الحوار الاقليمي الذي يبدو سينطلق قريبا بين طهران والمملكة، في تليين موقف الجمهورية الاسلامية، من ملف لبنان؟