IMLebanon

المطران بو نجم: مستعد لإحياء “قرنة شهوان” إذا طلب البطريرك… وجواب الرهبنة الأنطونية عن بيع الأراضي لم يقنعني

شدد راعي أبرشية أنطلياس المارونية سيادة المطران أنطوان بو نجم على أنه “لم يتغيّر موقف بكركي من الاستحقاقات الوطنية، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعا للحوار مراراً، ولكن الأفرقاء مهتمة باصطفافاتها الخاصة والأجندات السياسية”، مؤكدًا أن “بكركي باقية على مبادئها لكنّ مَن تغيّر هم الأشخاص المتواجدين في الساحة السياسية، ولدى الكنيسة برنامجها الواضح لكن السياسيين لا يريدون السماع”.

وقال في حديث لبرنامج حوار المرحلة مع الاعلامية رولا حداد عبر الـLBCI: “”ما عم قصّر” بزياراتي للبنانيين وطلبت منهم قبل الانتخابات المحاسبة ولكن لم يتغير شيء، ولكن الفجر آت و”ما بيصح إلا الصحيح””.

وعن تراجع دور الكنيسة في المجتمع، أوضح أن “الكنيسة ملتزمة بكلمتها”، محملًا “المسؤولية للشعب في الدرجة الأولى”، وقال إن القضية مفقودة اليوم في لبنان.

وأمل المطران “عدم وقوع الحرب”، مشيرًا إلى أن “الفيدرالية تُعاش اليوم قبل أن يتم الإعلان عنها لأن الدولة “فارطة””.

إلى ذلك، تابع المطران: “عندما استشهد الرئيس رفيق الحريري اجتمع اللبنانيون وطالبوا بإجلاء الجيش السوري، فنحن بحاجة لقضية لإعادة توحيد اللبنانيين، والأزمة اليوم أبعد من الأزمة الاقتصادية، بل لدينا أزمة قضية”.

وأكد أن “قضية الكنيسة ليست المحافظة على الوجود المسيحي، بل المحافظة على كل إنسان حرّ”.

وأعلن أن “هناك تنسيق بين البطريرك والفاتيكان”، قائلًا: “نحن ككنيسة على تواصل مستمر مع البابا فرنسيس، وهو لن يترك لبنان”.

ولفت إلى أنه “على الشعب أن يفرض أشخاصاً جدد على الساحة السياسية، والكنيسة تشجّع الوجوه الجديدة البعيدة عن الأحزاب”.

وأردف المطران: “النواب المستقلّون لم يتفقوا سوياً للأسف، فنحن بعد الثورة كنّا نعوّل على قدرتهم على التغيير من داخل البرلمان”.

من ناحية أخرى، أوضح المطران أن “الراعي لم يبكِ على لبنان الرسالة، بل بكى على الشعب الذي لم يختار مسؤوليه جيدًا، ونحن مستمرون برسالة المسيح التي لن تأثّر على الاوضاع المتردية في البلاد، البطريرك يبكي على الشعب “الميّت من الجوع””.

وقال: “دوري كمطران أن أعيد الناس إلى الكنيسة والصلاة لأن هذا الأمر يحرر الانسان من العبودية،  ولكن الشعب يرفض السماع للكنيسة منذ عام 1975، فماذا نفعل؟ ”

ولفت إلى أن “الدول تتدخّل في لبنان منذ الأزل، وأسأل نفسي دائما: لماذا جميع الدول تريد السيطرة على هذا البلد الصغير؟ وأقول للمسؤولين عن الانهيار: نار جهنم بانتظاركم!”

ودعا النواب إلى انتخاب رئيس بسرعة، قائلًا: “”هني خاربين البلد”، فهذا عملهم وهذا السبب الذي انتخبناهم لأجله! من واجبهم انتخاب رئيس و”حاج عاملين حالن قديسين”، ولا ملفات لدي أو لدى البطريرك عن “كيف عم يبيعونا ويشترونا””.

وعن رسالة البطريرك في عيد الميلاد، أشار المطران إلى أن “لبنان على مرّ تاريخه شهد مخططات خارجية لاستهدافه، ومن المؤكد أن الراعي يملك معطيات معيّنة، والمطلوب “يوعى الشعب” والسماع للكنيسة والبطريرك”.

ونبّه “المسؤولين المسيحيين أنّ جهنم تنتظرهم إذا لم يتغيّروا”.

وقال للنواب الذين يعطّلون: “”وعّوا ضميركم”، إذ يكفي المواطن ما يمرّ به، فمصلحة الوطن فوق الجميع”.

وأضاف المطران: “لا أتخوف على دور الكنيسة، ونحن باقون في لبنان ويجب الاستفادة من زمن الاضطهاد الذي نعيشه، وكنسيتنا هي كنيسة نضال ومقاومة عبر الإنجيل”.

وحول مطالبة الراعي بعقد مؤتمر دولي بشأن لبنان، أكد أن “الكنيسة لا تتدخل بالنظام الداخلي للبنان، ولكن عندما ينتهك النظام حقوق الانسان فعندها تتدخّل، فليس بإمكانها البقاء مكتوفة اليدين”.

وأوضح المطران أن “النظام الفدرالي خطر في لبنان، بسبب “حروب الاخوة” التي حصلت في الماضي، سواء عند المسيحيين أو المسلمين، ولماذا لا نعود للطائف؟ فهذا دستورنا ولم يتنفّذ يوماً، لم لا نحاول تطبيقه قبل الذهاب نحو حلول أخرى”.

وأشار إلى أن “الغاية ليست إعادة لقاء “قرنة شهوان” بل إنقاذ الوطن، وإذا طلب منّي الراعي إعادة تفعيل اللقاء فأنا جاهز”.

وأعلن عقد “لقاءات شهرية مع عدد من النواب وهي بمثابة خدمة روحية لهم، منهم الياس بو صعب وابراهيم كنعان والياس حنكش وملحم رياشي وروجيه ديب، ولا نتكلم في السياسة، ولكن قد تتطور هذه اللقاءات الروحية إلى لقاءات سياسية”.

وأكد المطران أن “خيارنا كمسيحيين أن نعطي رأينا بحرية ومن دون خوف، ولو أوصلنا هذا الأمر للموت”.

وعن غياب الحقيقة في الاغتيالات وانفجار المرفأ، قال: “أخاف على المجرم أكثر من الضحية لأن “حالتو حالة” نتيجة الظلام في حياته”.

وحول مصادرة الأراضي في لاسا، لفت إلى أننا “لم نستطع التصرّف كما يجب لأن الفريق الآخر يملك السلاح”.

وعن التعدي على الأراضي في رميش، قال المطران: “باقون في أرضنا و”ما حدا يخاف” على الوجود المسيحي في لبنان، والكنيسة دورها مساعدة جميع الرعايا، ومساعدتهم لكي يبقوا في أرضهم”.

وبموضوع بيع الرهبانية الأنطونية لبعض أراضيها، قال: “سألت المعنيين عن هذا الموضوع ولكن الجواب لم يقنعني، ولا أعلم ما إذا كان الفاتيكان على علم بهذا الملف، وهذا الأمر محزن، إذ أعتبره دعسة ناقصة”.

وردًا على سؤال حول تقاضي الكنيسة الكثير من الاموال من خلال مستشفياتها ومدارسها، سأل: “كيف بإمكاننا الاستمرار من دون تقاضي الأموال؟” وتابع: “هناك من يستغلّنا ولا يدفع الأقساط، في حين يملكون الأموال “لطق الحنك”، والاهالي التي وضعها فعلا سيء فنحن نساعدهم”.

وحول امتلاك بعض الكهنة الكثير الأموال، أوضح أن “بعد الأزمة خسرت الكنيسة أموالها في البنوك اللبنانية، ويقال أن الكنيسة غنية في لبنان ولكن هذا الامر غير صحيح”.

إلى ذلك، أسف المطران “لما يحصل في المستشفيات”، متابعًا: “لكنها ليست المسؤولة، فهذا خطأ الدولة التي أوصلتنا إلى الانهيار، وأدعو من لا يستطيع الدخول إلى المستشفى إلى التواصل مع الكنيسة، فإذا كان فعلا بحاجة للمساعدة ستفعل الكنيسة ما بوسعها لمساعدته”.

وأضاف: “في كثير من الأوقات يتمّ تحميل المسؤولية للكنيسة، كأنها هي المسؤولة عن غياب الكهرباء وأزمة الدواء والانهيار، فهل المسؤولين “صنم” لا علاقة لهم بإيجاد الحلول؟”

من ناحية أخرى، لفت المطران إلى أن “الميلاد هو ميلاد الرجاء بغض النظر عن أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية، فالوضع عند ميلاد المسيح لم يكن أفضل من الوضع الآن، إذاً فالعالم لم يتغيّر”.

وحول رسالة الطفل جو التي أبكت اللبنانيين، قال: “لم أستطع النوم بسبب التفكير به وبالأطفال الجائعين، ومن واجبنا المساعدة، فدورنا ككنيسة تأمين احتياجات أبناء الرعية”.

وأكد أن “الفرج آتٍ لكننا لا نعرف متى، فنحن أبناء الرجاء وسنبقى هكذا، والأهم أن نسهر على الإيمان والصلاة”.

وأشار إلى أن “البعض يعتقد أن السعادة تكمن في امتلاك الكثير من الاموال، ولكن هؤلاء هم أتعس الاشخاص”.

وأكد المطران أن “ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، والكاهن ليس مؤسسة خيرية ولا يمكنه إطعام كل جائع مع الاسف، إذ دوره التبشير وايصال كلمة الرب”.

وأشار إلى أن “الكنيسة لا تستطيع فعل كل شيء، أين الدولة وأين المسؤولين؟ ليس باستطاعتنا أن نقوم بأكثر من ذلك، فنحن نعمل فوق طاقتنا لمساعدة الجميع وايجاد الحلول ولكن بالنهاية هذا عمل الدولة”.

إلى ذلك أوضح المطران أن “دوره التنبيه أن العلاقة مع المسيح والإيمان ليست سطحية، والتحدي أمامنا إدخال الإنسان في علاقة عميقة وصحيحة مع الرب”.

وعن تعاظم المظاهر الاجتماعية على حساب الإيمان، قال: “هناك الكثير من المسيحيين المحافظين على ايمانهم في لبنان، وأفرح بهذا الأمر لأنه رغم الازمات، ما زال اللبناني مؤمن بيسوع المسيح”.

ولفت إلى أن “عيد الميلاد ليس فقط للمسيحيين، بل لكل الأديان”، وتابع: “الصورة الطاغية لديّ في الميلاد هي المغارة والبساطة، والله لم يضع شروطًا للتجسد على الأرض وأدعو المواطنين للمواجهة عبر الإيمان”.

وأعلن خوض “تجربة إدخال العلمانيين في أمور الكنيسة والاراضي”، وقال: “أشجع هذا الامر، لأنهم جزء مهم من الكنيسة”.

وأكد المطران أن “الحقيقة هي يسوع المسيح، وعلينا التحرر للوصول إلى الفرح، ويسوع نبّه الخاطئين وهذه أعظم هدية”.

وعن المثلية الجنسية، قال المطران: هي حالة يمرّ بها العالم، وسنصل إلى أمور غريبة في المستقبل، ولكن نحن نستقبل المثليين في الكنيسة، في حين نرفض زواجهم رفضا تاماً، ولكن نحترمهم”.

وختم داعيًا “الشباب والشابات للتوجه إلى الكنيسة في كل ما يواجهونه، فأنا أبوهم، وأدعوهم لعدم السماح لأحد بسلب حريتهم”.