IMLebanon

“زلزال وشيك”… الإشاعات تغزو لبنان!

جاء في “الراي” الكويتية:

بدا لبنان أمس يتقلّب بين قلقيْن: أولّهمل خوفٌ استوطنَ أهلَه منذ الكارثة المزلزلة في تركيا وسورية، و«أشعلتْه» هزّةٌ وقعتْ (مساء الاربعاء) على أحد الفوالق التي تقيم فوقها «بلاد الأرز» جنوب الهرمل (بقوة 4.2 درجة) وأجّجتْه اشاعاتٌ تحوّلت زنّارَ رعبٍ لفّ البلاد وناسَها. والثاني واقع مالي – نقدي مخيف زاد من وطأته مضيُّ الدولار في هزِّ آخِر الطبقات الفاصلة عن القعْر المميت، من دون أن تبرّد قلوبَ اللبنانيين المَشاهدُ الساحرة لـ «الجنرال الأبيض» الذي كسا مرتفعاتٍ تكلّلتْ بالثلج ولكن «حزامَ الجليد» الذي رافَقَه أحيا الخشيةَ الدائمة على مَن وَضَعَهم الانهيارُ المالي في مرمى الموت البطيء من الجوع و… البرد.

وعلى وقع استمرار خفوت صوتِ العناوين السياسية الداخلية لمصلحة طغيانِ بداياتِ «الشَبْك» الرسمي مع النظام السوري من بوابة الدعم الإغاثي والانساني، وما قد يستدرجه من إحياءِ خط الاشتباك السياسي الداخلي حول هذا الملف، بقي اللبنانيون أمس مشدودي العيون إلى نكبةِ سورية وتركيا وعمليات الإنقاذِ المستمرة، ومشدودي الأعصاب بعد ليلةٍ «لا تُنسى» من ضخّ اشاعاتٍ عن زلزال «يطرق الباب» استدعتْ خروجَ البعض من منازلهم إلى عراء آمن وتحضير البعض الآخر «حقائب الهروب» عند أول اهتزازٍ أرضي.

ولم تنجح التطميناتُ الرسمية في «تنويم الكابوس» من حَدَث مزلزل قد يقع بين لحظة وأخرى وغذّتْه تصريحاتٌ من مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس عن «حركة غير عادية» مع تسجيل 11 هزة داخل لبنان في اليومين الماضييْن (ليست ارتدادات) وضرورة البقاء في وضعية alert لنحو 48 ساعة ووجوب إبقاء حقيبة تحتوي على مال وباسبور ومقتنيات ثمنية وحتى أدوية (للمرضى) قرب الباب تَحَسُّباً.

وفي موازاة هذا الهمّ «الموْصول» باستمرار تَقَصي أحوال اللبنانيين المفقودين في تركيا خصوصاً، لم تهدأ التحرياتُ عن تداعيات «التطبيع الناعم» للبنان الرسمي ممثَّلاً بحكومة تصريف الأعمال مع النظام السوري وفق ما عبّرت عنه زيارة الوفد الوزاري الرباعي لدمشق واستقباله من الرئيس بشار الأسد الذي تبلّغ قرار بيروت بفتْح جميع الموانئ الجوية والبحرية والبرية اللبنانية لمرور المساعدات إلى بلاده، وأكد للوفد «أهمية التعاون بين لبنان وسورية في جميع المجالات انطلاقاً من المصالح المشتركة التي تجمعهما».