IMLebanon

لبنان الرسمي يهبّ لإنقاذ السوريين.. والأسد!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

استنفر لبنان بكل أجهزته الاغاثية والانسانية، الرسمية وغير الرسمية، لتقديم العون الى الشعب السوري المنكوب غداة الزلزال المدمر الذي هز سوريا وتركيا. فسارع البلد الصغير الذي يعيش انهيارا على الصعد كافة، الى ارسال كل الدعم الممكن، اكان لانقاذ العالقين تحت الانقاض او لتأمين الغذاء والمأكل والمشرب والملبس والدواء، للمحتاجين، وفتح مرافقَه البرية والجوية والبحرية امام قوافل المساعدات المتجهة الى سوريا… هذه الوقائع تعني أن لبنان لم يقصّر في القيام بواجباته الانسانية للتضامن مع الشعب السوري الشقيق ولمساندته في مصابه. وهذا التصرف يُعتبر، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، أضعف الايمان ومن أبسط قواعد التعاطي بين الدول أثناء الأزمات والكوارث.

غير أن الدولة اللبنانية لم تكتفِ بذلك، بل قررت إرسال وفد وزاري الى دمشق، في خطوة لم يُفهم – أو فُهم – مغزاها وهدفها في هذا التوقيت. فالدول كلّها تأهبّت لمساندة السوريين، غير ان ايا منها لم يرسل وفودا وزارية للقاء السلطات السورية والنظام المعزول دوليا، خصوصا وانه قتل شعبه ودمّر بلاده على مر سنوات، تماما كما فعل زلزال الثواني الاربعين! الاربعاء، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد الوفد برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب، وعضوية الوزراء: الاشغال العامة والنقل علي حمية، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار والزراعة عباس الحاج حسن، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد الخير، الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين هاني شميطلي ومدير قسم الشؤون العربية في الوزارة. ونقل الوفد الى الاسد تعازي وتضامن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجميع أعضاء الحكومة مع سوريا اثر الزلزال. وعرض أعضاء الوفد للرئيس الاسد الإجراءات والقرارات التي اتخذتها حكومة تصريف الأعمال من أجل “تقديم المساعدة والتنسيق مع المؤسسات السورية التي تعمل على الأرض للانقاذ والاغاثة”، مشيرين الى “استعداد لبنان لفتح المطارات والموانئ لاستقبال المساعدات التي ترد الى سوريا من أي دولة أو جهة”.
وشكر الرئيس السوري الوفد على “الاجراءات العملية التي قامت بها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم وتسهيل وصول المساعدات الى سوريا والتي تحقق آثارا فعلية على الارض وتترك أثرا معنويا لدى الشعب السوري”، مؤكدا “أهمية التعاون بين لبنان وسوريا في جميع المجالات انطلاقا من الإمكانيات التي يمتلكها البلدان والمصالح المشتركة التى تجمعهما”.

الوزراء كانوا كلّهم من لون سياسي واحد، مؤيد للخط “الممانع” في المنطقة، وقد قرر راعيه في لبنان اي حزب الله، الاستفادة من المأساة السورية، لتعويم النظام السوري وتسريع عملية التطبيع والتنسيق والتواصل معه. واذا كان هذا التوجّه مفهوما من قبل حزب الله، الا ان اللافت وفق المصادر، كان موقف التيار الوطني الحر المؤيد بوضوح لفك العزلة السياسية عن نظام الاسد. وعلى الارجح، فإن حسابات رئيسه النائب جبران باسيل “الرئاسية”، لعبت الدور الابرز في هذا الموقف الصريح، حيث يعتبر ان مغازلة الاسد ضرورية لرفع اسهمه في الشام وربما في الضاحية ايضا، تختم المصادر.