IMLebanon

قلب البابا على لبنان ولكن!

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

تتضارب الآراء حول اهتمام الفاتيكان بلبنان، فمنهم من يقول بأن البابا فرنسيس يولي اهتماما خاصا بالشأن اللبناني وثمة من يؤكد بأنه فرمل حراكه وان الفاتيكان بدأ يتعاطى ببرودة مع الملف اللبناني.لكنّ الثابت وسط موجة التحليلات والتكهنات ان الفاتيكان لا ولن يتخلى عن لبنان، هذا البلد الأحب الى قلب كل الباباوات الذين تعاقبوا على الكرسي الرسولي، ومواقف البابا فرنسيس خير دليل . فخلال لقائه أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي مطلع هذا العام، أكد البابا فرنسيس أنه يتابع “عن كثب الوضع في لبنان، الذي ما زال في حالة انتظار لانتخاب رئيس الجمهوريّة الجديد، وآمل أن تلتزم جميع القوى السّياسيّة بالسماح للبلد بالتعافي من الوضع الاقتصاديّ والاجتماعيّ المأسويّ الذي هو فيه”.

مصادر مطلعة تؤكد لـ”المركزية” ان ليس فقط الفاتيكان بل العالم أجمع، لن يتدخّل في الشأن اللبناني بالطريقة التي يطمح إليها اللبنانيون. ففي كل الاجتماعات التي حصلت من أجل لبنان وآخرها الاجتماع الخماسي في باريس، صدرت توصيات تطالب لبنان بإجراء إصلاحات، وان يتحمّل الحكّام مسؤولياتهم تجاه مواطنيهم وبلدهم، مؤكدين أنهم لن يفرضوا رئيساً للجمهورية.

في المقابل، تشير المصادر إلى أن المجتمع الدولي ومن ضمنه دولة الفاتيكان مهتم ويتابع ولديه حرص كبير على بقاء لبنان، لكن العالم كله لا علاقة له بمشاكل لبنان الداخلية، فالفساد المستشري في المؤسسات والادارات العامة ليس هذا العالم سببه ، بل المنظومة الفاسدة الحاكمة ، بدءا من الانهيار الاقتصادي والمالي مرورا بالقضاء وصولا الى الكهرباء والدواء والنفايات والاستشفاء…

وتلفت المصادر الى ان الفاتيكان يتابع ويتدخل من منطلق كيفية إنقاذ البلد. لكن إذا كانت المنظومة الحاكمة “فالج لا تعالج” فماذا يمكن ان يفعله الفاتيكان او غيره من الدول. لا أحد يمكنه ان يحل محل اللبنانيين. على المسؤولين واجبات، يتقاعسون عن القيام بها.

وذكرت المصادر بموضوع الكهرباء الذي يعجز المسؤولون عن حلّه، مشيرة الى ان المنسق الخاص للمساعدات الدولية للبنان بيار دوكان زار لبنان منذ اسبوعين للتباحث في هذا الموضوع، وقد زاره تكرارا في السابق، إلا أن الحلّ لم يجد طريقه الى هذا القطاع الحيوي. كما ان دوكان كرر في كل زياراته العبارة نفسها “الاصلاحات” و”تعيين هيئة ناظمة”، واكد أنه متوجه الى الولايات المتحدة لبحث هذا الملف، لكن في حال لم يقم اللبناني بواجباته، لن يتمكن أحد من مساعدته. الدول كلها تعاني من مشاكل داخلية ولديها اولويات ولن توقف عملها كي تتفرغ للبنان.

وهنا تؤكد المصادر ان أكثر الدول التي تضع لبنان في سلّم أولوياتها هي الفاتيكان، لكن هناك أمور لا يمكن للكرسي الرسولي القيام بها بدلاً من اللبنانيين. على لبنان القيام بأول خطوة جدية باتجاه الإصلاح وانتخاب رئيس، لأن العالم لن ينتخب عنا. قلب البابا على لبنان، لكن قلب مسؤوليه على الحجر، تختم المصادر.