IMLebanon

الحلبي: لا نقابات وروابط معلمين في مواجهة الوزارة

أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، اليوم الأربعاء، “الإطار المرجعي الوطني للتعلّم الإجتماعي الإنفعالي”، باحتفال في وزارة التربية، حضره الشركاء في المشروع من الوزارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء ومشروع “كتابي” 2 الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وعدد من كبار موظفي ومسؤولي هذه الجهات ومديري المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة والمجلس الثقافي البريطاني والجهات الداعمة.

وقال الحلبي خلال الحفل: “أتوقف أمام وضع المدارس الرسمية وقد قارب العام الدراسي على نهاية نصفه الأول، وانجزت المدارس الخاصة الجزء الأكبر من المنهاج فيما انهت المدارس الرسمية عدد أيام أقل بكثير بسب الإضراب. وهذه المفارقة التي أشعر بها تجعلني بالتأكيد أحرص على أن لا نضيع في الأزمات على أهميتها والتي سيصل يوم وتنتهي ونعود إلى التعليم. فهاجسي هو أن نكون أيضا مستعدين للغد الآتي الذي نامل ان يكون واعدا”.

ورأى أنّ “معالجة اللحظة تقتضي من الجميع الأخذ في الإعتبار الضرر اللاحق بالمدرسة الرسمية وبالنظام التعليمي، وبصورة خاصة بتلامذة المدارس الرسمية”، لافتًا الى “أنني اعتبر أن وزارة التربية مع جميع أركان العائلة التربوية في جهة واحدة، ولا يوجد في نظرنا نقابات وروابط معلمين في مواجهة الوزارة، فنحن وإياهم واحد”.

واضاف الحلبي: “سعينا لتلبية ما أمكن من مطالب المعلمين، ونحن امام ازمة معيشية حادة، وكل ما نوفره لا يشكل جزءا من متطلبات العيش الكريم، وإن آخر ما تم عرضه عليهم بالأمس هو خمسة ليترات بنزين لكل يوم عمل، ونحن ننتظر إنهاء آلية الدفع للإعلان عن هذه العملية رسميا”.

وتابع: “ذلك إضافة إلى ما كنا اعلنا عنه بفضل الجهات المانحة، ونتيجة قرار مجلس الوزراء بتخصيص مبلغ لإنتاجية المعلمين والعاملين في القطاع العام، ونحن بذلك نقرب من حاجات المعلمين حتى لا نخسر السنة الدراسية الحالية التي يوشك اكثر من نصفها على الإنقضاء، وأولادنا لا يزالون خارج الصفوف ، ونامل ان يعودوا إلى مقاعد الدراسة”.

كما اعتبر وزير التربية أنّ “اللبنانيين يدفعون في كل لحظة من عمرهم أثمانا غالية نتيجة غياب السلطة الناظمة وتأجيل المواعيد الدستورية وبالتالي تراكم الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية والتربوية والصحية والاجتماعية، ما جعل هذه الأزمات تنعكس بصورة مؤذية على شخصياتهم وخصوصا على الأولاد في عمر التدريس، وتستدعي وضع إطار وطني للتعلّم الاجتماعي الانفعالي في لبنان، يندرج في الإطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي، ويأتي ضمن خطة التعافي التربوي ويشكل بندا رئيسا في الخطة الخمسية لوزارة التربية”.

واشار الى أنّ “هذا الإطار يسهم في توحيد الرؤية والمفاهيم والمصطلحات حول التعلّم الاجتماعي الانفعالي واهمية إطلاقه في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب تقديم الدعم النفسي للتلامذة والمعلمين ضمن مقاربة تتم في شكل علمي ومنهجي”.

واوضح الحلبي أنّ “هذا المشروع الذي صدر في كتيّب باللغتين العربية والإنكليزية، يؤكد أهمية التعاون بين الوزارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء والوكالة الأميركية عبر تمويل مشروع كتابي الثاني والشركاء في جامعتي نيويورك وهارفرد وقد استمر العمل عليه على مدى ثلاث سنوات، وهذا مثال يجب أن نقتدي به دائما في وضع السياسات التربوية، وذلك لتلبية الحاجات الفعلية عبر التشاور وتبادل الآراء، حيث يتم إدخال هذه المفاهيم في عملية تحديث المناهج الوطنية التي يتم العمل عليها راهنا، كي نضمن ادماجها في علمية التعلّم والتعليم وتعزيز دور المعلم كمرب وليس كملقن للمعلومات”.

ولفت الى أنه “تمت الإفادة من هذا المشروع في المدرسة الصيفية، وتولى المركز التربوي تدريب المعلمين على هذه المفاهيم بدعم من مشروع كتابي 2، كما واكب جهاز الارشاد والتوجيه المعلمين في الصفوف”، مشيرًا الى أنّ “العمل جار راهنا لجعل هذه المفاهيم مندرجة ضمن المواد الدراسية وقابلة للتطبيق من خلال الأنشطة في الصفوف. وهذا الأمر يندرج أيضا في سياق توفير مقومات تطبيق الخطة الخمسية للوزارة ، الهادفة إلى تحسين نوعية التعليم وتدريب المعلمين وبناء قدرات الموظفين”.

وشدد الحلبي على أنّ “مشروع كتابي بنسخته الثانية يهدف إلى تحسين قدرات المعلمين في تعليم القراءة باللغات الثلاث والرياضيات والتعلم الاجتماعي الانفعالي، وقد تم إعداد وتوزيع موارد تعليمية لاستخدامها في الصفوف من جانب المعلمين، كما أمن الموارد لدعم تنفيذ برنامج المدرسة الصيفية على مدى سنتين، واسهم في توزيع حصص غذائية للأهل على مدى سنتين، سيما وانه وفر الدعم التقني للوزارة لتقوية النظام المؤسساتي وتعزيز نظام المكننة، وتوزيع قرطاسية ومستلزمات مكتبية للمدارس والمناطق التربوية. وإننا نتطلع إلى متابعة الدعم من جانب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عبر مشروع كتابي بنسخته الثالثة، والمنتظر اطلاقه قريبا”.

وختم: “لا بد من توجيه الشكر والتقدير إلى الحكومة الأميركية عبر سفارتها في بيروت برئاسة السفيرة السيدة دوروثي شيا، ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في بيروت السيدة أيلين ديفيت، وفريق العمل المشرف المؤلف من السيدة زينة سلامة، ومديرة مشروع كتابي الثاني الدكتورة وفاء قطب، ونائبة المديرة السيدة بوليت عساف، والعائلة التربوية في الوزارة عبر المديرية العامة للتربية من خلال جهاز الإرشاد والتوجيه، والمركز التربوي للبحوث والإنماء، لما لهذه الجهود من ثمار نقطفها من اجل مستقبل التربية والتعليم في لبنان”.

بعد النشيدين الوطني والأميركي، تحدث مدير الإحتفال المستشار الإعلامي ألبير شمعون مشيرا إلى أن “الإطار المرجعي الوطني للتعلّم لإجتماعي الإنفعالي ،عملية تنموية ، تساعد على غرس القيم في نفوس الأطفال وتساعد على تطوير كفاءاتهم الإجتماعية والمعرفية والإنفعالية”.