IMLebanon

تهديد القضاة وحماية المطلوبين.. عن أي عدالة يتحدث “الحزب”؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

بعيدا من الموقف السياسي الرئاسي لحزب الله والذي بات يعرفه الجميع حيث يرفض رئيسا مفروضا من الخارج ويدعو الى التفاهم على هويته في الداخل، برزت نقطتان في الكلمة الاخيرة لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. الاولى تتعلق بعلاقة الحزب والتيار الوطني الحر الآخذة في التدهور.فقد قال رعد، خلال رعايته اللقاء السنوي الذي نظّمه “التجمّع الإسلامي لأطباء الأسنان” في النبطية، إنّنا “نُعيّر كيف لا نحاسب المفسدين كما نحاسب أعداءنا، وكأنّ المطلوب أن نستخدم القوة والسلاح لمحاسبة من أخطأ وأفسد وأوقع البلد في كارثة اقتصادية استجابة لمصالحه الشخصية أو الفئوية أو الأنانية، لكن هو بالنهاية ابن بلدنا، نتعامل مع المفسد بالاحتكام إلى القانون من أجل ردعه ومن أجل محاسبته ومعاقبته، ومن أجل الضغط حتى لا يتجرأ أحد غيره على مخالفة القانون”.

هذا الكلام الذي يحمل نوعا من “التهكم” من انتقاد “البرتقالي” لصمت الضاحية عن الفساد في البلاد، وهي تهمة يوجهها الي الحزب دائما رئيسُ التيار النائب جبران باسيل، هذا الكلام يؤكد وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان الهوة تكبر بين الطرفين، وان الملف الرئاسي سيفاقم الخلاف بين فريقي تفاهم مار مخايل. وفي وقت اعلن نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان “الترميم” متروك الى ما بعد الانتخابات، يبدو ان هذه المرحلة لن تكون هادئة بينهما حيث قرر الحزب خلالها عدم السكوت بعد اليوم على سهام “التيار”.

هذا اولا. اما النقطة اللافتة الثانية، فقضائية. اذ رأى رعد “أنّنا بحاجة إلى إعادة النظر في جسمنا القضائي، في سلطتنا القضائية، وإعادة النظر في أجهزتنا الأمنية، وإعادة النظر في بعض القوانين التي تتصل بالعقوبات وتتعاطى مع المخلين”، وأضاف: نريد أن نحقّق استقراراً وعدالة في بلدنا، لكن لا نريد أن نصفّي حسابات مع أحد، مشدّداً على أنّ “تصفية الحسابات تعني استخدام منطق الاستقواء، استخدام منطق القوة”.

غير ان اي أمن لن يستتب من دون دون “عدالة”، وهي لا تتحقق إلا عبر محاسبة فعليّة للضالعين في الجرائم، ايا تكن، وللمسؤولين عن الكوارث التي حلّت بلبنان، تتابع المصادر. فهل يساعد الحزب في ذلك؟ الم يُخوّن المحققين العدليين في جريمة المرفأ مثلا؟ وألم يهدد القاضي طارق البيطار بالقبع؟ هل سلّم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري أم حوّلهم قديسين؟ هل تعاون لكشف قتلة المفكر والمعارض الشيعي لقمان سليم الذي اغتيل رميا بالرصاص في مناطق نفوذ الحزب؟ هل يسلّم تجار المخدرات والمطلوبين الذين يَحتمون بمربعاته الامنية؟

فعن اي عدالة يتكلم رعد؟ ام ان المقصود في كلامه تشكيل قضاء على قياس الحزب ومصالحه؟! على اي حال، ما كان الجسم القضائي وصل الى هذا الحد من الترهّل لو تعاون معه الحزب ولم يتعاط معه بفوقية تارة وبالتهديد والوعيد طورا.