IMLebanon

مقاربة اقليمية – غربية جديدة للواقع الايراني: الاستيعاب!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

رحّب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان الخميس، من دمشق، بانفتاح دول عربية على سوريا بعد الزلزال الدامي الذي ضربها بشكل متزامن مع تركيا. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية مع نظيره السوري، فيصل المقداد “نرحّب بالانفتاح الأخير للعلاقات السورية مع بعض الدول، ونحن مرتاحون جداً لأن الدول الإقليمية (..) اتخذت مواقف واقعية بالنسبة إلى الدور الهام لسوريا”، مشيراً إلى أن إيران التي ساندت دمشق طوال 12 عاماً من الحرب، ستدعم الجهود الهادفة إلى التقريب بين سوريا وتركيا.

من جهتها، ذكرت الرئاسة السورية أن عبد اللهيان تحدّث مع الرئيس بشار الأسد عن “انضمام إيران إلى الاجتماعات المعنية ببناء الحوار بين دمشق وأنقرة”. وأضافت أن عبد اللهيان “أبدى ارتياحه للتقارب بين سوريا والدول العربية”.

في الموازاة، كشف السفير الإيراني لدى روسيا، كاظم جلالي، في تصريح لوكالة “سبوتنيك”، عن أن “طهران تعتزم المشاركة في اجتماع لنواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا في موسكو، والمقرر عقده الأسبوع المقبل. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن أن “العمل جار على عقد اجتماع رباعي بين وزراء خارجية تركيا وإيران وسوريا وروسيا”، موضحا أن “الاجتماع سيعقد بدعوة من روسيا”. وفي وقت سابق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن “العمل جار على عقد اجتماع لوزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران”.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” فإن هذه المستجدات تدل على تبدّل في المقاربات العربية والدولية للملفات الاقليمية. فبعد مرحلة من العزلة والقطيعة مع أهل المحور الممانع، تبدو العواصم الكبرى في صدد اعادة النظر في سياساتها تجاه هؤلاء، بحيث ستلجأ الى الانفتاح عليها لـ”استيعابها”.

هذا ما يفعله العرب اليوم مع دمشق، وهذا ما تفعله ايضا روسيا مع طهران بعد ان ضمتها الى اجتماعاتها مع كل من دمشق وانقرة. وهذا ايضا ما تفعله الرياض مع طهران وقد اعلن امس عن استئناف التبادل الدبلوماسي بينهما بعد سنوات من التوتر.

لكن هذا الانفتاح هو ضمن “ثوابت”: وقف التصعيد في المنطقة ووقف توتير امنها. وللغاية، فإن على “قائدة” محور الممانعة، اي الجمهورية الاسلامية، ان تعيد النظر في سياساتها التوسعية اكان في سوريا او في الشرق الاوسط ككل. فمطلب ضبط تمددها محطَ اجماع دولي اميركي – اوروبي – عربي – روسي، عابر للاصطفافات التقليدية التي تباعد عادة بين القوى الكبرى.

فهل ستلاقي طهران اليد الممدودة اليها ام ستستمر في التصعيد والتعنت فيشتد طوق العزلة حول عنقها من جديد؟