IMLebanon

الحل الرئاسي يحتاج غطاء “خماسي باريس”؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

كثرت الرهانات الداخلية على تبدُّلٍ سيخلقه التفاهم السعودي – الايراني في المشهد اللبناني. ويقول اصحاب هذه النظرية، وهُم في شكل خاص، من فريق 8 آذار، ان الاتفاق العتيد سيسهّل اجراء الانتخابات الرئاسية وقد انقسموا بين مَن يعتبر انه عزز حظوظ مرشح الممانعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومَن يرى انه عزز حظوظ المرشح التسووي البعيد عن الاصطفافات.

غير ان هذه الاجواء تفتقد حتى الساعة الى المبررات المنطقية. فقد اعلن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان مساء الجمعة أن “لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني وليس إلى تقارب إيراني سعودي”. وأضاف “على لبنان أن يقدّم المصلحة اللبنانية على أي مصلحة، ومتى حصل هذا سيزدهر”.

رغم هذا الوضوح، تستمر التحليلات الصحافية والسياسية الداعية الى ترقّب المفاعيل “الايجابية” لاتفاق بكين لبنانيا. وقد قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قبل لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاثنين، في دردشة سريعة مع الإعلاميين، إنّ “ربيع لبنان قريب إن شاء الله”. ويأتي كلامه غداة اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان “إذا سار هذا التقارب في المسار الطبيعي يمكن أن يفتح آفاقاً في المنطقة وفي لبنان أيضاً”. واضاف “لبنانيا، في ناس هيفرحوا وناس هيزعلوا وناس هيحكوا قرعتهم وناس هيحكوا لحيتهم وفيه ناس هيبلشوا يحللوا وبعدهم مش عارفين شيء من شيء”، على حد تعبيره. وتابع “هذا التحول طيب، ونحن سعداء لأنه عندنا ثقة إن هذا لن يكون على حساب شعوب المنطقة بل لمصلحة شعوب المنطقة ويساعد في لبنان واليمن وسوريا والمنطقة، وثقتنا مطلقة بأن هذا لن يكون على حسابنا ولا على حساب الشعب اليمني ولا على حساب سوريا ولا على حساب المقاومة”.

لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الرهان على الاتفاق العتيد يبدو في غير مكانه. فالجدير ذكره، هو ان الانتخابات الرئاسية في يد اللبنانيين قبل سواهم، وعليهم هُم ان يبادروا ويتفقوا، وعلى النواب ان ينزلوا الى البرلمان للاقتراع، اذ ليس للخارج نواب في لبنان، وهذا ما سمعه المسؤولون اللبنانيون من امين عام جامعة الدولة العربية احمد ابوالغيط امس. هذا اولا. اما ثانيا، فما يجب الا ينساه احد، هو ان الملف اللبناني محط اهتمام دولي وليس فقط ايراني – سعودي. فالرئاسة وشؤون وشجون بيروت، كانت مدار بحث بين 5 دول كبرى اجتمعت في باريس اكثر من مرة، هي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر. اي ان اي تسوية في شأن الرئاسة، يجب ان تمر عبر هذه العواصم كلّها، كي تكون متينة وتصمد ويُكتب لها النجاح. فباريس مثلا حاولت تسويق طرح رئاسي، الا انه لم يعمّر لان واشنطن والرياض لم ترضيا عنه. الامر نفسه يحصل اليوم. فاذا افترضنا ان هناك تسوية سعودية – ايرانية تُعنى بلبنان، فإنها لن تسلك طريقها الى التنفيذ اذا لم تحظ بدعم الخُماسي الدولي ككل. وللتذكير فإن “اتفاق بكين” برمّته، لم يعجب الادارة الاميركية كثيرا.. فهل ستعطي الاخيرةُ ايَ حل مُفترض، تحمله الرياض وطهران اليوم، فرصةً للحياة؟ للبحث صلة لكن الافراط في التفاؤل ليس مبررا راهنا، تختم المصادر.