IMLebanon

المنطقة بدأت تلمس مفاعيل “بكين”.. متى دور لبنان؟!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

بدأت مفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني تظهر على الساحة الاقليمية عموما، ومن البوابة اليمنية في شكل خاص. امس، تم توقيع اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة وجماعة أنصار الله، بعد جولات عديدة من المفاوضات الجارية حاليا في العاصمة السويسرية جنيف. وافيد ان الاتفاق شمل 706 من الحوثيين مقابل 181 من أسرى الحكومة.

واذ أعلنت حكومة الإنقاذ في صنعاء أنها ستطلق سراح 15 سعودياً وثلاثة سودانيين وآخرين، مقابل 700 أسير، قال كبير المفاوضين لدى جماعة “أنصار الله” محمد عبد السلام من جانبه عبر “تويتر”: بناءً على اتفاق السويد وبعد جولات عديدة من المفاوضات لمعالجة ملف الأسرى، تتجه المفاوضات الجارية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، نحو التوصل إلى صفقة إنسانية يتحرر بموجبها 700 أسير بينهم نساء ومدنيون، مقابل الإفراج عن 15 سعودياً من أسرى الحرب و3 سودانيين وآخرين.

للتذكير، فإن الحكومة اليمنية وقعت أواخر آذار 2022، اتفاقا مع الحوثيين برعاية أممية لتبادل أكثر من 2200 أسير من الطرفين، لكن عملية إطلاقهم تعثرت وسط اتهامات متبادلة بعرقلتها. اما اليوم، ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فقد سهّلت الاجواء “الزهرية” بين ايران والسعودية، تنفيذَ هذه الصفقة. وعلى الارجح، فإن ابرز الملفات التي لأجلها أبصر اتفاق بكين النور، هي ملف اليمن، ومنه سيبدأ مسار التبريد في المنطقة، بتعاون ايراني – سعودي.

وفي موازاة القضية اليمنية التي وُضعت التسوية السياسية لها على نار حامية، قطارُ تهدئة الاوضاع في سوريا على قاعدة “التطبيع المشروط” مع الرئيس السوري بشار الاسد، وُضع ايضا على السكة. في الايام الماضية، كانت زيارة لافته للأخير الى الامارات ترافقه زوجته ووفد حكومي اقتصاديُ الطابَع. وقد طبعت استقبالَه في ابوظبي حفاوةٌ لافتة. وتشكّل هذه الزيارة محطة جديدة في مسار طي حقبة القطيعة بين الخليجيين ونظام الاسد، تمهيدا لاعادته الى “جامعة الدول العربية” حيث من غير المستبعد ان يشارك في قمتها التي تستضيفها الرياض في ايار المقبل.

الى ذلك، يُتوقّع ان تدخل الاوضاع في العراق مرحلة تهدئة سياسيا واقتصاديا وعسكريا في الحقبة المقبلة، مستفيدة ايضا من التقارب السعودي – الايراني، خاصة وان للجبارين الاقليميين، خاصة لطهران، نفوذا كبيرا في الداخل العراقي، وقد دعت المملكة رئيس الوزراء العراقي امس الى زيارتها.

يبقى ان يلمس لبنان ايضا مفاعيلَ هذا التفاهم، سيما على صعيد رئاسته الفارغة. لكن حتى الساعة، يبدو ملفه موضوعا على الرف، بدليل فحوى اجتماع باريس الفرنسي – السعودي منذ ايام، والذي دل على ان لا تبدّل في الموقف السعودي من الاستحقاق وهو يدعو اللبنانيين الى الاتفاق في ما بينهم أوّلا. واذا لم يحصل هذا التفاهم، تتابع المصادر، من غير المستبعد ان تستمر المراوحة السياسية ومعها الانهيار الاقتصادي.. فهل يضع مَن يتمسّكون بمعادلة “مرشحي او لا رئيس”، بعضَ الماء في نبيذهم؟