IMLebanon

“الحزب” لحوار اقتصادي… ترقيعٌ وهروبٌ من مسؤولية الشغور!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في إطلالته الإعلامية الاخيرة الاربعاء، كانت للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مواقف مثيرة للقلق والاستغراب في آن، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

ففي ظل الشغور الرئاسي، دعا الى حوار حول الشؤون الاقتصادية، وقال: ارتفاع سعر صرف الدولار ليسَ منطقياً، ومنع عمليات المضاربة مسؤولية الدولة، مؤكداً أن “الموضوع الاقتصادي والمعيشي يتطلب طاولة حوار، لكن هناك من يرفض ذلك، فيما التقاذف الحاصل للمسؤوليات لن يحل المشكلة”، مضيفا “لطالما دعونا في البلد إلى وضع الخلاف السياسي جانباً وإقامة طاولة حوار اقتصادية، لأجل سلاح المقاومة كلهم جاهزون لطاولة، ولكن طاولة حوار لإنقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي فهذا كلام لا أحد يقف عنده أصلاً”. وبينما لفت إلى أن “هناك إجماعاً على أنّ تحسين الوضع المعيشي يرتبط بتحسين الاقتصاد، والصين جاهزة لتقديم المساعدة في هذا الشأن”، اشار إلى “انّ منطقة الخليج اليوم تتجّه شرقاً، وها هي السعودية دعت الرئيس الصيني للرياض، وأقامت ثلاث قمم لأجله، وتتحدث الأرقام عن استثمارات بمئات ملايين الدولارات”. وسأل: لماذا في لبنان إلى هذه الدرجة هناك خوف وبطء؟ هذا الموضوع ليس فقط عند رئيس الحكومة بل عنده وعند القوى السياسية، فهناك دولة اقتصادية ضخمة كبيرة (الصين) جاهزة للاستثمار في لبنان، لماذا الأبواب موصدة؟ هذا لا يحتاج سنوات من الجدل البيزنطي بل إلى قرار وشجاعة سياسية.

فبحسب المصادر، تُشكل هذه الدعوة دليلا على ان الفراغ الرئاسي سيطول، وان الثنائي الشيعي يسعى الى تغطية إصراره على عدم التخلي عن مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، عبر الهروب الى عنوان “إعطاء الشأن الاقتصادي الاولوية”. لكن المصادر تشير الى ان لا حلّ لأي من الأزمات الداخلية الا بانتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات، فلا الحوارات تنفع ولا التعاميم ولا القرارات التي تصدر عن هذا الوزير او ذاك او عن هذه الحكومة او طاولة الحوار تلك. فكل هذه الحركة تُعتبر ترقيعية، ولا مدخل للخلاص الا بانتخاب رئيس. ولتحقيق هذا الهدف، يجب ان تبقى تنصبّ الجهود وأن تُحصر به الاولوية.

على اي حال، تذكّر المصادر بأن كل تجارب الحوار مع الفريق الآخر ليست مشجّعة ولم تصل الى اي نتائج يوما، وتلفت الى ان عملية متابعة الوضع الاقتصادي والمالي يجب ان تكون مُناطة اليوم بحكومة تصريف الاعمال التي للثنائي الشيعي وحلفائه، الغالبية الوزارية فيها. وتسأل: اذا كان نصرالله يدعو الى التحاور كي يطرح خلاله حلّ “الاتجاه شرقا”، فإن هذه الفكرة ليست بجديدة ويمكن للوزراء المحسوبين عليه او للحكومة التي كما قلنا له الاكثرية فيها، ان تعتمدها علما ان حجم الاستثمارات التي يمكن ان تقدمها الصين، بحسب الدراسات والوقائع والارقام، غير قادرة على إنقاذ لبنان من أزمته، فاقتضى التوضيح، تختم المصادر.