IMLebanon

لبنان المنهار قادر على خوض حرب؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

حبس اللبنانيون أنفاسهم، المقطوعة اصلا، امس، مترقبين رد اسرائيل على الصواريخ التي انطلقت من الجنوب نحو الكيان العبري. كان يمكن للامور ان تنزلق الى ما لا تحمد عقباه، غير ان العناية الالهية والاتصالات الدولية وتقاطع المصالح بين محور الممانعة وتل ابيب ورعاتهما الدوليين، حالت دون ذلك، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فاقتصر العقاب الاسرائيلي على بعض الغارات التي نفذت فجر اليوم على مناطق جنوبية لم تتسبب بأي اضرار في الارواح.

بينما كان اهل 8 آذار يشيعون ان الاتفاق الايراني – السعودي سيستفيد منه لبنان، ويسوّقون لرواية انه سيسهّل الانتخابات الرئاسية في لبنان وسيكون لصالح مرشّحهم، داعين، انطلاقا من هنا، الفريق الآخر الى التنازل والذهاب نحو حوار يفضي الى اتفاق على “تزكية” رئيس المردة سليمان فرنجية، رئيسا للجمهورية، ارتأت راعية هذا المحور، ايران، المقامرة بأمن اللبنانيين، واستخدام لبنان ساحة للانتقام من انتهاك الاسرائيليين للاقصى ولإسعاف حركة حماس، المدعومة من ايران، في الرد على ممارسات الكيان العبري.
ايران “تذاكت” على اتفاق بكين، واعتبرت ان هذه الضربة “المحدودة” – التي لن يتبناها حزب الله بما لا يعرّضه لاي ردود مباشرة او خطيرة – لا تتعارض وما جاء في التفاهم السعودي – الايراني الذي أبعَدَ الخليجيين عن اتفاقات ابراهام وبطّأ مسار التطبيع العربي – الاسرائيلي. وعليه، لا بأس في الذهن الايراني “في ان نتحرّك ضد اسرائيل مِن لبنان، لا مِن سوريا، فنفاجئ اسرائيل من جهة، ونعوّم أنفسنا وأذرعنا في المنطقة شعبيا ونظهر على اننا قادرون فعلا على إيلام الكيان العبري”.

بعد الضوء الاخضر هذا، حط رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس اسماعيل هنية في بيروت الخميس، والتقى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والفصائل الفلسطينية، محذرا بعد ترؤسه اجتماعا لها في بيروت “حكومة الاحتلال من “التمادي في عدوانها على المسجد الأقصى”، داعياً فصائل المقاومة الفلسطينية كافة إلى “توحيد صفوفها وتصعيد مقاومتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني. وأشار هنية إلى أن “الأولوية اليوم هي لمقاومة الاحتلال، والوحدة الوطنية والمقاومة هما السبيل لتحقيق الانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني”.

لكن مَن قال لهنية او نصرالله او محور الممانعة ان لبنان يريد ان يفتح اراضيه للجهاد ضد اسرائيل؟! تسأل المصادر. وهل يعرف هؤلاء ان لبنان وقع على القرار 1701 الذي يمنع العمل المسلّح جنوبي الليطاني؟ واذ تستغرب عدم دعوة مجلس الوزراء الى جلسة طارئة لمناقشة هذا الانتهاك للسيادة اللبنانية، تشير المصادر الى ان “الله ستر” ولم يكن الرد الاسرائيلي اكبر وأعنف، فهل تنقصنا مصائب وكوارث بشرية واقتصادية وفي البنى التحتية، والدولار بـ100 الف ليرة ونحن نمر في ازمة معيشية اقتصادية تعد الاخطر عالميا في العقود الماضية؟

القطوع الذي مر هذه المرة، يجب ان يحفّز السياديين على التمسك اكثر بخيار انتخاب رئيس سيادي قادر على اعادة الهيبة الى الدولة اللبنانية وعلى نشر سيادتها وهيبتها على الاراضي اللبنانية كلّها، وعلى وضع حد نهائي لمَن يستبيحونها ويستسهلون تحويلها ساحة ومنصة في ايدي القوى الخارجية، بما يتهدد باعادة لبنان الى زمن غابر والى العام 69 تحديدا وما تلاه من كوارث، تختم المصادر.