IMLebanon

جامعة الروح القدس – الكسليك احتفلت برتبة سجدة الصليب

احتفلت جامعة الروح القدس – الكسليك برتبة سجدة الصليب، ترأسها قدس الأب العام هادي محفوظ، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، بمشاركة السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، وعاونه فيها مجمع الرئاسة العامة في الرهبانية وأعضاء من السلك الديبلوماسي الفاتيكاني، ورئيس جامعة الروح القدس الأب طلال هاشم ولفيف من آباء دير الجامعة.

وأشار الأب العام محفوظ إلى أن “المشهد ليس كسائر المشاهد، فهو يسلك الدرب مباشرة الى القلب، وهناك، في القلب، تقف أمامه بانحناء. مشاعر التأثر والانذهال العميقَين. إنّه مشهد يسوع المعلّق على الصليب الذي يطبعنا، بشكل مؤثّر ومذهل جدّا. إنّه مشهد ليس كسائر المشاهد لأنّه يخبر عن حدثٍ جرى مرة واحدة في التاريخ، ولكنّ مفاعيله تتخطى كلّ زمان ومكان. هو مشهد ليس كسائر المشاهد لأنّ كلاًّ منّا يستطيع قراءة وجوده ووجود الآخرين، على ضوئه. كم توالت أجيال من المؤمنين تأمّلت فيه، خصوصًا في يوم الجمعة العظيمة”.

وأضاف: “اليوم نتأمّل في هذا المشهد بشكل مميّز، فيبدأ كلٌّ منّا النظرَ والسماع، النظرَ إلى يسوعَ المصلوب، وسماعَ صوتِه في الكلمات التي لفظها على الصليب: “إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟”. هو مشهد ينبّهنا ألاّ نبقى خارجَه، متفرجين. فسرعة جري الحياة، أو الروتينية التي قد تضرب البعض منّا عند الاشتراك في الاحتفالات الدينيّة والاجتماعيّة، أو مظهر عبثيّة أحداث الحياة في بعض الأوقات، قد تدفع البعض الى عدم التفاعل مع هذا المشهد الوجوديّ الذي باستطاعته تغيير حياتنا إن نحن نظرنا اليه جيّدًا وسمعنا جيّدًا الرسالة التي يوجّهها الينا.”

وشدد الأب العام محفوظ على أنه “بعد اكتشافنا أنّ حالة يسوع تشبه حالتنا مرّات عديدة، نحن نتذكّر أيضًا، من خلال هذا المشهد، حالة كلّ بائس في الحياة، كلِّ فقير وكلِّ معوز. ولكنّ الشقاءَ لا ينحصر في نقص الخيور الماديّة، بل إنّنا في يسوع المصلوب نرى جميع “جرحى الحياة”، كما كان يسمّيهم البابا القديس يوحنا بولس الثاني. نحن نرى أيضًا كلّ من طالته مشكلةٌ صحيّة، أو معنويّة، أو نفسيّة، أو روحيّة، أو مشاكلُ متنوّعة، أو ظلم متجبّرٍ أو تعنيفُ من هو أقوى، أو الألمُ ألم تأتي من مرض انسان عزيز علينا او من موته، أو ما شابه كلَّ ذلك”.

وأردف: “من كلّ ما سبق، نستطيع القول إنّ علينا قراءة واقعنا اللبنانيّ على ضوء مشهد الصليب، حيث البؤس ممزوج بالرجاء، وحيث المصالحة الدائمة والمتجدّدة ضروريّة من أجل عيش الرجاء والفرح والهناء. هذه المصالحة هي أوّلاً مصالحة مع الذات، ومصالحة مع الآخرين، ومصالحة مع مبدأ الخير العام ومع فكرة الدولة وبنية الدولة ومع المواطنيّة، ومصالحة مع فكرة المسؤوليّة في المجتمع. هي مصالحة مع الذات فيها يتيقن كلٌّ منّا، كلٌّ منّا بدون استثناء، أنّه حريّ به، أو بها، أي بكلّ منّا، تحمّلَ المسؤوليّة في ما آلت اليه حضارة مجتمعنا وثقافته. غالبًا ما نتقاذف الاتهامات ويكون حديثنا مطبوع بالسلبيّة فننعي وضعنا.

وختم عظته مؤكدًا اننا “معكم، أريد أن أجدّد التأمّل في يسوع المصلوب، أن أنظر إليه وأسمع صرخته على الصليب، وأتيقن سرّ القيامة في خضمّ الموت. في كلّ ذلك خلاص لكلّ متأمّل، لأنّ مشهد يسوع المصلوب هو فعلاً مشهد ليس كسائر المشاهد”.
وختامًا حمل الآباء نعش المسيح وجالوا في أرجاء القاعة مقيمين الزياح.