IMLebanon

هل من جديد رئاسي في باريس؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

لا يزال الملف الرئاسي يراوح في الداخل. لا تحركات او اتصالات او مساع لكسر هذا الجمود القاتل الذي يتحكم بالاستحقاق، بل تبدو معظم القوى السياسية تنتظر الخارج وقد سلّمت الامرَ الرئاسي اليه. لكن حتى في الخارج، لا مقاربة موحّدة للتسوية التي يمكن ان تؤدي الى ملء الشغور في بعبدا.

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، الخماسي الدولي الذي يتابع ملف لبنان قد يجتمع او لا يجتمع في قابل الايام، وقد يلتقي في عاصمة ما، قد تكون باريس او الرياض او القاهرة كما تردد في الاعلام في الساعات الماضية، او قد لا يلتقي. ذلك ان غياب النظرة الواحدة في ما بين اركانه، يُشكّل عقبة يُعمل راهنا على تذليلها كي لا ينتهي الاجتماع المرتقب كما بدأ، من دون تحقيق اي خرق.

المعروف حتى الساعة، ان فرنسا تقف منفردة تقريبا، في وجه كل من واشنطن والرياض والدوحة والقاهرة. هي لا تزال تعتبر ان المقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة، هي الحل القادر على اطلاق قطار التسوية في بيروت. وباريس حتى اللحظة لم تتخل عن طرح إعطاء الرئاسة الاولى لفريق 8 آذار وتحديدا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مقابل ذهاب رئاسة الحكومة لنواف سلام او اي شخصية مقربة من فريق 14 آذار سابقا.

العواصم الاخرى، شريكة باريس في الخماسيّ، لم تقتنع بهذه الصفقة. غير ان رفضها لها ليس العقدة الوحيدة التي تمنع تقدُّم هذه الصيغة، بل ان المعارضة الأقوى محليّة المصدر. فقد أبلغ معارضو الثنائي الشيعي، باريس وايضا الموفدَ القطري الذي زار بيروت منذ ايام، انهم لن يسيروا بمنطق المقايضات والصفقات بعد اليوم. وبعد ان زار رئيسُ الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط فرنسا منذ ايام، ناقلا اياها هذا الموقف، يلتقي رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الموجود في اوروبا مع العائلة، مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل.

وهو ايضا، وبعد ان ابلغ السفيرة الفرنسية آن غريو في الصيفي، رفضَه اي تسويات كالتي تحملها باريس، سيكرر الموقف ذاته في الاليزيه. رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي استقبل غريو امس، اكد بدوره، مرارا وتكرارا ان لا تنازلات هذه المرة في الملف الرئاسي. ومعظم نواب التغيير يجزمون ان انتخاب رئيس محسوب على محور ما، مرفوض مِن قبلهم.

انطلاقا من كل هذه المعطيات، المحليّة والدولية، تشير المصادر الى ان الخرق الرئاسي يبدو مستبعدا حتى الساعة. فعدمُ تبلور تصوُّر مشترك بين الخماسي لاجراء الانتخابات، يعني ان الشغور مستمر، وعدمُ تبلور حلّ خارجي يُرضي الكتلَ النيابية اللبنانية المُعارِضة ايضا. فهذه المرة، بصمُ الاطراف السياسيين على تسويات معلّبة لا تؤمّن مصالحَ اللبنانيين ولا تتلاقى والمعايير التي وضعوها للرئيس العتيد، سيكون امرا شبه مستحيل، تختم المصادر.