IMLebanon

“القوات” ترد على بري: موقفكم الرئاسي… “عنزة ولو طارت”!

لفتت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية، إلى أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري أطلق في حديث للسيد عماد مرمل في صحيفة الجمهورية جملة من المواقف التي تستدعي التوقُّف عندها:

– أولا، قال الرئيس بري إنّ رئيس حزب القوات اللبنانية جعجع يبدو متوتّرًا هذه الأيام، وللدقة ليس متوتّرًا إنما متحفّزًا ومتحسِّسًا إن بسبب الأوضاع الكارثيّة التي انزلقت إليها البلاد، وإن بسبب عدم جواز السكوت عن التعطيل المتمادي للمؤسسات ووضع اللبنانيين أمام خيارات أسوأ من بعضها، أي استمرار الشغور أو انتخاب رئيس ممانع يشكل تمديدًا لهذا الشغور، فيما المطلوب إنهاء الشغور عن طريق انتخاب رئيس سيادي وإصلاحي قادر على الإنقاذ”.

– ثانيًا، قال الرئيس بري إنّه صادق في كل ما يقوله عن المسار الاقليمي والدولي المواكِب للملف الرئاسي، ثم لا الفرنسيين ولا السعوديين نَفوا ما صدر عني في شأن موقف الرياض حيال ترشيح فرنجية، ولذا فإنّ نفي القوات اللبنانية لا يؤخّر، وبالتالي إذا كلام الرئيس بري بهذه الدّقّة؛ لماذا لم يصل بعد البريد الأميركي والفرنسي والسعودي، أم أنّ هذا البريد لا يزال بنسخة القرن الثامن عشر؟ وإذا كان كلامه صحيحًا لماذا لم تترجم تمنياته بعد في صناديق الاقتراع؟.

وفي الوقائع والحقائق إنّ تمسُّك الممانعة بمعادلة مرشحنا أو الطوفان لم ولن تبدِّل في المعطيات الخارجية ولا الداخلية قيد أنملة، والشغور على حاله بسبب هذه المعادلة، والقادم من الأيام سيثبت أكثر فأكثر صحة ما نقول وخطأ ما يقوله الرئيس بري”.

– ثالثًا، قال الرئيس بري إنّ جعجع يرفض الحوار ويرفض التشريع في مجلس النواب ويرفض اجتماع الحكومة ويرفض التجاوب مع مساعي التسوية الرئاسية، ولكن كيف يمكن لرئيس القوات أن يوافق على حوار في معرض انتخابات رئاسية يجب أن تحصل في مجلس النواب عن طريق جلسات متتالية. وكيف يمكن أن يوافق على حوار الداعي له أكّد بأنّه لا يعترف سوى بالخطة أ، أي المرشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، أمّا باقي حروف الأبجدية فليست موجودة في قاموسي السياسي”، وبالتالي ما قيمة حوار، ينحصر هدف الداعي له بالترويج لمرشحه فقط والتغطية على تعطيل مجلس النواب.

أما لجهة التشريع فليس جعجع مَن يرفضَه، إنما الدستور ينصّ على تحوّل مجلس النواب إلى هيئة ناخبة لا اشتراعية في ظلّ الشغور الرئاسي، وهناك عريضة نيابية موقّعة من عدّة كتل نيابية ونواب مستقلين عديدين ترفض التشريع التزامًا بنصوص الدستور. لناحية اجتماع الحكومة، فيبدو دولة الرئيس أنّكم لا تتابعون بدقة مواقف جعجع الذي يؤيد اجتماع الحكومة ضمن إطار البنود الطارئة والملحة، وقد أيد أكثر من مرة هذه الاجتماعات عندما تقيّدت الحكومة بما هو طارئ وملحّ.  ومن ثمّ لا حاجة لتذكيركم دولة الرئيس أن أول مَن بادر رئاسيًّا كان جعجع، ولكن جوابه، على غرار مبادرات أخرى، بمعادلة الممانعة: تقبلون بمرشحنا أم استمرار الشغور.

– رابعًا، قال بري إنّ الجلسات الـ 11 لانتخاب رئيس الجمهورية تحوّلت أضحوكة وألعوبة، والحقيقة أنّ تحولها على هذا النحو سببه الورقة البيضاء من جهة، والانسحاب لدى انتهاء الجلسة الأولى مباشرة من جهة أخرى، فيما لو تمّ الالتزام بالبقاء في المجلس لكان انتخب رئيس الجمهورية ضمن المهلة الدستورية، فيما عدم الدعوة إلى جلسات جديدة مردّه إلى حقيقة ساطعة وهي أنّ مرشّح الرئيس بري ليس لديه أي فرصة.

– خامسًا، يعيد الرئيس بري تكرار مقولة تطوير العلاقات مع النظام السوري لإعادة النازحين، فيما القاصي والداني يعلم أنّ مَن يحول دون عودة النازحين هو النظام السوري لاعتبارات ديموغرافية وسياسية، وهل من نظام حريص على شعبه بحاجة لمن يقنعه بعودته إلى بلاده، وقد ملّ الشعب اللبناني من هذه الاسطوانة الممجوجة، فضلاً عن أنّ بعض المواقف الدوليّة التي ترفض عودة النازحين ترتكز في موقفها على أنّ النظام يضيِّق عليهم ويعتقل بعضهم ويغتال بعضهم الآخر ويمنع دخول بعضهم الأخير، فمن هجّر النازحين هو النظام السوري، ومَن يرفض إعادتهم هو النظام نفسه”.

واعتبرت الدائرة أن “أكثر ما ينطبق على موقفكم الرئاسي، دولة الرئيس بري، المثل القائل عنزة ولو طارت، وعلّكم تدركون أنّ العنزة لا تطير وإن تطيير الانتخابات الرئاسية لن يؤدي لا حاضرًا ولا مستقبلاً إلى انتخاب مرشّح ممانع لرئاسة الجمهورية، لأن الجمهورية بحاجة لإنقاذ وليس بالممانعة تُنقذ الجمهورية، إنما بكفّ يد الممانعة التي أمعنت في تدمير لبنان وتهجير شعبه”.