IMLebanon

المعارضة من توحيد صفها إلى جذب “التيار” إليها

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

فوق ركام انهيار تاريخي وافلاس مالي وبؤس اجتماعي وسبحة أزمات اقتصادية، لا بدّ من أنه سيصل رئيس لما تبقى او ابقت المنظومة السياسية من جمهورية لبنان. رئيس مجلس النواب نبيه بري يؤكد انه لا بدّ ان يُنتخب في 15 حزيران المقبل في الحد الاقصى، “اذ لا احد يمكن ان يعرف الى اين يتجه البلد من خلال الامعان في حالة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية”، ولكن الى ماذا يستند شريك حزب الله في ثنائية الممانعة الرافضة النزول عن شجرة ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية لفتح الدرب الرئاسي، وانتخاب ذاك المجهول من بين المرشحين المعلومين؟ وهل حانت لحظة مواجهة الحقيقة بعدما اقتنع “الاستيذ” ان حظوظ مرشحه  معدومة، وبات لزاما الانتقال الى الخيار الثالث؟

ازاء الاستعصاء المتحكم بالملف الرئاسي واثر سقوط المبادرة الفرنسية والرهان على الموقف السعودي وقد سجلت اليوم زيارة لافتة لفرنجية الى السفارة السعودية قد تُشكل آخر المحاولات لاقناع المملكة بالضغط على اصدقائها في لبنان لانتخابه، ومع انتهاء “الشوط” الاول من حركة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بصفر نتيجة تقريبا، باتت الكلمة الفصل لميزان القوى الداخلي الذي يقبع في حال من التوازن السلبي الحائل دون تقدم اي فريق ، مع انسداد افق فرنجية بفعل رفض قاطع من التيار الوطني الحر لتأمين نصاب انتخابه،  وعجز المعارضة عن توحيد صفها حتى اللحظة اذ تستمر الجهود بزخم على خطين بحسب ما تؤكد مصادرها لـ”المركزية”، الاول تأمين الوحدة الداخلية بضم المكون السني ونواب التغيير والثاني التقاطع مع التيار الوطني الحر على مرشح يسقط مرشح الممانعة. وفيما العمل جار على الخط الاول ويتولى التنسيق والمتابعة النائب غسان سكاف ، تنشط المفاوضات مع التيار لجذبه الى نقطة التقاطع، ليس على قاعدة حوار مباشر بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، بل في شكل عام لتقريبه من جبهة المعارضة بعدما اضحى يتيما سياسيا  بتخلي الحزب عنه واثر خروجه منهكاً من عهد رئاسي فاشل يوجب التحاقه، او على الاقل تقربه من المعارضة للاتفاق على مرشح بالمواصفات المطلوبة ، آنذاك يتم اسقاط مرشح الثنائي بالضربة القاضية. الا ان المصادر تعرب عن اعتقادها ان رئيس التيار النائب جبران باسيل يناور في السياسة، بمعنى انه يهدد الحزب بأنه على قاب قوسين من الانضمام الى المعارضة و”ما عليك الا التخلي عن فرنجية وتبني ترشيحي للحؤول دون ذلك”، وهذا تحديدا ما يفرمل تقدمه خطوة نحو المعارضة حتى الساعة ، فيترك خيطا رفيعا مع حزب الله قابعا في منتصف الطريق بين الطرفين، وهو ما تظهّر جليا في بيان التيار الوطني الحر امس .

واذا كان صحيحا ما يتردد عن اقتراب المعارضة من نقطة اعلان اسم يوحدها خلال ايام، تبقى اذا مهمة جلب التيار الى ضفتها، فتفشل بذلك خطة الممانعة وتصبح امام حائط مسدود لا سبيل لتجاوزه الا بالقبول بمرشح التسوية او ما يعرف بالخيار الثالث.

حتى اللحظة، لم يحقق اي من الطرفين هدفه ولا فعل اتفاق بكين فعله على الساحة اللبنانية، اذ اكتفى طرفاه باعلان الحياد عن الاستحقاق الرئاسي وفق ما اظهرت مواقف وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان الذي لم يعلن دعم او تأييد مرشح الحزب، والسفير السعودي الذي يكرر موقف بلاده بأن لا فيتو على اي مرشح والاستحقاق الرئاسي شأن لبناني داخلي، كما ان جولة الوفد القطري لم تقدم جديدا، بحسب المصادر، بل شكلت استكمالا لما بدأه سابقا ويكمله وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي قريباً في اطار السعي للحل. وتبعا لذلك، تسأل المصادر ، هل يملك الرئيس بري ارنبا سيخرجه من قبعته حينما تحين لحظة الحسم ، لينتقل الجميع الى مربع التسوية فتصدق نبوءته ويكون للبنان رئيس جمهورية قبل 15 حزيران؟