IMLebanon

مشاريع نفطية في شرقي المتوسط… هل يضيّع لبنان فرصته؟

كتبت ميريام بلعة في “المركزية”:

يرتفع منسوب التفاؤل في استكشاف البلوك رقم 9 جنوب لبنان.. هذا ما خلصت إليه الاجتماعات التي انعقدت على مدى أربعة أيام في باريس وضمّت الهيئة الناظمة لإدارة قطاع البترول في لبنان والفِرَق الفنيّة والمالية والتقنية في شركة “توتال إنرجي”. وتركزت حول المرحلة الأولى من التنقيب، حيث اطلع الجانب اللبناني على تجارب الشركة في الحقول المستكشَفة في مياه المتوسط ومنها حقل “كاريش”…

وفي انتظار وصول الحفارة “ترانس أوشين” (TransOcean) التي ستلتزم أعمال الحفر في حقل “قانا” ضمن البلوك 9، مطلع أيلول المقبل والمباشرة بعمليات الحفر، من المرتقب أن تنظّم مجموعة “توتال إنرجي” ووزارة الطاقة والمياه هذا الأسبوع، ندوات في كل من بيروت وصور بهدف التواصل مع المجتمع المحلي ودرس الأثر البيئي والاجتماعي في المناطق المحيطة لمنطقة الحفر. إضافة إلى تحضير الشباب اللبناني لمرحلة جديدة في سوق العمل المتخصص بالغاز، ومواكبة القطاع.

تعليقاً على هذه التطورات، تُشير الخبيرة في شؤون النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان عبر “المركزية” إلى أن اللقاء الذي عُقد في باريس “هو أمر طبيعي نظراً إلى اقتراب موعد البدء بعملية الاستكشاف في البلوك رقم 9، ما يستدعي البحث في الخطط وسيناريوهات الحَفر ونتائجه، والكميات المستكشَفة إن كانت تستدعي التطوير أم لا… إلخ. وبقدر ما يقترب موعد الحفر بقدر ما ينكب المعنيون على البحث في كل هذه المواضيع.

وعن تقديم موعد وصول الحفارة، تعلّق بالقول: كان الأهم في الموضوع هو توقيع الاتفاق مع شركة الحفارة، وقد تم. أما قدومها قبل شهر أيلول أو بعده بقليل، فهذا لم يعد مهماً بل مجرّد تفاصيل عابرة، علماً أن الحفارة تعمل حالياً في بحر الشمال ما بين النروج وبريطانيا حيث تجري أشغال استخراج النفط والغاز.

وتُلفت في السياق، إلى أن “دراسة الأثر البيئي التي أعدّتها شركة “توتال إنرجي” ونشرتها على الموقع الإلكتروني لهيئة إدارة قطاع النفط، ستكون مدار بحث خلال اجتماعين ستعقدهما الشركة مع المعنيين والمهتمين لإطلاعهم على نتائج الدراسة ومناقشتها والبحث في وسائل المحافظة على البيئة خلال أعمال الحفر والاستكشاف…”.

..في انتظار نتائج الحفر والاستكشاف، يبدو أن التفاؤل يعزّز آمال التنقيب.
وهنا تشير هايتايان إلى أن “المشجّع في الموضوع، التحرّكات التي تشهدها المنطقة”، وتقول على سبيل المثال: عُقد اليوم مؤتمر في قبرص للبحث في إمكان مدّ أنابيب لجرّ الغاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر الأراضي القبرصيّة، والبحث في الطرق العلميّة المناسبة لتنفيذ هذا المشروع”.

وتكشف في السياق، أن “شركات النفط العاملة في قبرص ولا سيما الأميركية منها، تتحرّك أيضاً لهذه الغاية، إذ بعد 10 سنوات من التوقف أجرت شركة “شيفرون” في الفترة الأخيرة حفراً تقييمياً في حقل “أفرودايت” للغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص، على أن تنتقل لاحقاً إلى مرحلة الإنتاج استناداً إلى نتائج الحفر. كذلك “إيكسون موبيل” تتحرّك في البلوكات التي استكشفتها وتبحث في كيفية استخراج الغاز…”.

وتُضيف: لكن غالبية المشاريع تتطلع إلى إنشاء بنى تحتيّة مشتركة بين بعض الحقول في شرقي المتوسط للاستفادة من كميات الغاز المستخرَجة وتصديرها إلى أوروبا أو غيرها من البلدان، بما يوفّر قيمة مادية للشركات والحكومات على السواء.

وهنا، تقول هايتايان، “على لبنان النظر في ماهية البنى التحتية في حقل الجنوب إذا تم اكتشاف كميات من الغاز والنفط، ومع مَن سيتشاركها؟! هل مع إسرائيل أم قبرص؟! هل سيتم تفعيل الأنبوب العربي…؟! كل تلك الأمور أصبحت مطروحة اليوم بفعل الحرب الروسية – الأوكرانية، وكيفية تحريك ملف الغاز والنفط في شرقي المتوسط انطلاقاً من تأسيس بنى تحتية مشتركة للاستفادة قدر الإمكان من الكميات المستخرَجة”.

لقد حان وقت “الجَدّ”.. إنه استحقاق بالغ الأهمية يستعجل الدولة اللبنانية إلى التفكير مليّاً في هذه التطورات. فهل تسارع إلى ركب قطار مشاريع شرقي المتوسط النفطيّة أم ستفوّت على البلاد، كما درجت العادة، فرصة الاستفادة من الذهب الأسود؟!