IMLebanon

الحزب يُكرّر تجربة عون… نحو شغور طويل إلا إذا!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في حال ابصر اتفاق القوى المعارضة والتيار الوطني الحر على اسم مرشح موحّد يخوضون به الانتخابات الرئاسية، ام لم يبصر النور، تأكّد بحسب مواقف الفريق المؤيّد لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ان لا انتخابات ستحصل اذا ما كانت لايصال زعيم زغرتا الى قصر بعبدا، اي ان الضاحية ثبّتت معادلة “إما فرنجية او الفراغ”.

فقد قالها بوضوح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الاحد “المرشح الذي يتداول بإسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه”، داعيا الفريق الآخر الى “التوقف عن هدر الوقت واطالة زمن الاستحقاق”، مضيفا “نريد تفاهما وطنيا وشراكة حقيقية تحفظ البلد الذي نحرص عليه لا مرشحا بدل ضائع، في حين أن التعليمات الخارجية كانت توجه البعض في لبنان الذين يملكون الوقاحة اللازمة للتصريح علنا برفضهم وصول مرشح للممانعة، في مقابل رضاهم بوصول ممثل الخضوع والاذعان والاستسلام”. وأضاف، “من لا يريد ممثلا للممانعة هو نفسه يقول لنا “لنا جمهوريتنا ولكم جمهوريتكم” ويريد تقسيم البلد”.

اما نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فغرد امس الاثنين كاتبا: منذ البداية انطلق ترشيح فرنجيه من عدد وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المتعارضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حررِّوا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه.

وبطبيعة الحال، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن قاسم يقصد بهذا الكلام فرنجية ولا احد سواه. انطلاقا من هذه المواقف المتشددة – المغلّفة للمفارقة بدعواتٍ الى التوافق والتلاقي لكن شرط ان يكون هذا التوافق على نائب زغرتا سابقا حصرا – تعتبر المصادر ان الاستحقاق يبدو سيدخل في نفق طويل ومظلم لان الحزب مصممٌ على تكرار ما فعله قبيل انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، مع فرنجية هذه المرة. والاخطر، ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يبدو ايضا في صدد مجاراته. وقد اعلن اليوم في حديث صحافي أنه لن يدعو إلى جلسة فلكلورية تنتهي كسابقاتها، وجزم بأنه لن يدعو إلى جلسة لا تنافس حقيقياً فيها، موضحاً أن المعطيات الموجودة لديه الآن لا تسمح بالدعوة إلى جلسة منتجة.

فبدل ان تقرن عين التينة القولَ بالفعل ويعلن مسؤولو حركة امل ان بري سيفتح ابواب المجلس ويدعو الى جلسة فور اتفاق المعارضين على مرشح، كما كان يردد “سأدعو الى جلسة بعد ان يتم ايجاد منافس جدي لفرنجية”، دلّت المواقف التي اطلقها معاونه السياسي النائب علي حسن خليل الى غضب من اتفاق المعارضين على مرشح! فقد اعتبر أنّ “منطق النكد السياسي لا يبني وطنًا، منطق أنّ قوى سياسية تجتمع فقط على قاعدة إسقاط المرشح (رئيس تيار المردة سليمان فرنجية) الذي دعمناه أو تبنيناه وتتجمع فيه إرادات فقط من أجل التعطيل لا يمكن أن يوصل بلدنا إلى بر الأمان، وندعو كل الكتل النيابية إلى تحمل مسؤولياتها في معالجة قضية تفصيلية تتصل بتأمين معاشات الموظفين والعسكريين والمتقاعدين”. وكرر المكتب السياسي لامل هذا الموقف امس قائلا”… تقوم الأطراف الأخرى التي لا يجمعها جامع لتضارب مصالحها وتنازع مشاريعها بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي والإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحدا تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه”.

واذ تسأل عما اذا كان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل المصرّ حتى الساعة على عدم استفزاز الضاحية، سيتراجع عن هذا الموقف بعد ان تأكّد ان الحزب لا يريد إلا فرنجية رئيسا، تعتبر المصادر ان تصعيد الثنائي الشيعي لا يبشّر بالخير ويؤكد انه مستعد لاغراق البلاد في سنوات فراغ اضافية اذا لم يخضع المعارضون لإرادته، لافتة الى ان لا بد من ضغوط دولية قوية على طهران لكسر هذا التشدّد وتبديله، ماذا وإلا بقيت الرئاسة فارغة الى اجَل غير مسمى.