IMLebanon

هل اقترب أوان تطوير معرض رشيد كرامي؟

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”: 

بعد أعوام طويلة من النسيان، وبعدما فعلت الحرب الأهلية ما فعلته في بنيانه وقد نال نصيبه من الإهمال والسرقات، يعود الحديث عن تفعيل المشاريع المعطّلة في طرابلس ومناطق الشمال، ومنها مطار رينيه معوض في القليعات ومعرض رشيد كرامي الدولي، لا سيما وأنّ الأخير يعتبر مشروعاً حيوياً وريادياً لإنماء طرابلس والشمال، وتفعيله وتطويره سينعكسان إيجاباً على الواقع التنموي لمدينة طرابلس على كافة المستويات.

ما عزّز التوجّه نحو تفعيل المعرض هو إدراجه مطلع العام الحالي على لائحة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي، وقبلها صدور قانون المعرض الجديد في العام 2022 بجهود الوزير السابق سمير الجسر وإضافة بند ضمن القانون يؤكد على القيمة الثقافية للمباني ويعطي دوراً رقابياً لوزارة الثقافة بكل مشاريع الترميم والتأهيل المحتملة ولإعادة استغلال المباني، كما واضافة منشآت جديدة ضمن منطقة الحماية خارج المنظومة التي عمل عليها اوسكار نيماير في الستينات، الأمر الذي أعطى إشارة جدية إضافية، توحي بالتحوّل التدريجي في دور المعرض الوطني، لكونه حاجة إنمائية خدماتية لطرابلس والشمال ولكل لبنان.

وأخبار من هذا القبيل تُدخل الكثير من الفرح والأمل إلى نفوس الطرابلسيين الذين يرغبون بأن ينهض معرضهم من كبوته، وينفض عنه غبار التعب والحرب والسنين، ليتحوّل منشأة فاعلة متفاعلة تساهم في إحداث الحركة والنشاط في المدينة، وتدعم وترفد الإقتصاد الوطني، بدل أن يبقى معطّلاً ينتظر مبادرة فردية من هنا أو نشاطاً لجمعية من هناك، أو مهرجاناً لجهة سياسية ما، تقام فيه كل فترة، والسلام. فهل بالفعل ستحمل الأشهر المقبلة ضوءاً أخضر في نفق المعرض المظلم؟

ويقول رئيس جمعية «تراث نيماير في طرابلس» المعمار وسيم ناغي لـ»نداء الوطن» إنّ «الوعي على تفعيل أهمية المعرض بدأ منذ حوالى 10 سنوات، تحديداً بعد وفاة المصمّم أوسكار نيماير، المعماري البرازيلي سنة 2012 الذي صمّم هذا المعرض. فبداية الوعي كانت على صعيد محلي: نقابة المهندسين، الجامعات، الاكاديميون، والناشطون محلياً، اقليمياً ودولياً أضاؤوا عليه، وخلال بضع سنوات عاد المعرض مجدّداً الى الأذهان على كافة المستويات، وصار نقطة جذب لكل المقالات الوثائقية والتقارير الإعلامية والنشاطات الفنية بسبب حملة التوعية هذه وقد تزامنت مع مشروع تجميع لأرشيف كبير جداً يتعلّق بالصور والخرائط والمستندات واستطعنا في خلال 10 سنوات تكوين قاعدة معلومات بجهد مضنٍ، لأنّ المكان يستحقّ أن نعرف قيمته ونروّج له ولأهميته. ولا شك بأنّ هذا الإدراج المزدوج كتراث عالمي له قيمة عالمية استثنائية وعلى لائحة المعالم المهدّدة بالخطر بناء لهدفين: الأول تسريع مسار الإدراج، وثانياً لجذب جهات مانحة وإنقاذه لرفعه عن لائحة المعالم المهددة بالخطر بسبب الأزمة التي يعيشها لبنان اقتصادياً ومالياً».

ويضيف ناغي: «مع هذا التصنيف كتراث عالمي، أصبح المعرض تحت الأنظار، ومنذ تصنيفه حتى الآن نرى كثيراً من الإهتمام من القطاع الخاص والجهات الدولية لتفعيله، وأظنّ أنّنا مقبلون على مرحلة ستبدأ ملامحها بالظهور عند نهاية سنة 2023 وما بعد، وستكون هناك نتائج ملموسة بتفعيل المعرض وتشغيله وترميمه. ورغم الصعاب نحن مستمرون بعملنا، بمساعدة المجلس الحالي والتنسيق مع وزارتي الاقتصاد والثقافة وكل الجهات المعنية ورئاسة الحكومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتفعيل ما يمكن تفعيله ريثما تتجلى الصورة في لبنان ونخرج من الأزمة تدريجياً. هذا المعرض تراث حديث وأول منشأة مبنية في القرن العشرين تندرج على لائحة التراث العالمي لليونيسكو حيث كان لدينا 5 معالم سابقة هي فينيقية، إغريقية، رومانية وموقع طبيعي، وادي قنوبين والموقع الأموي في عنجر. اليوم لدينا منشأة ما بعد استقلال لبنان من إنجاز الدولة اللبنانية وهي من حسن حظنا موجودة في طرابلس، على أمل أن تتحول هذه الجهود دراسات لتدعيم المباني ووضع رؤية شاملة ومخطط عام لإعادة استخدام المعرض كموقع كامل متكامل من دون تجزئة».

يذكر أنه في العام 2013 تم تعيين مجلس إدارة للمعرض انتهت ولايته سنة 2016، ولم يبق من الأعضاء السبعة سوى رئيس ونائب رئيس، هما أكرم عويضة ورضوان مقدّم، مع المدير العام انطوان ابو رضا.