IMLebanon

جعجع: الجلسة الـ12 “أنزع” من سابقاتها… و”التيار” سيدفع الثمن إذا!

أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إلى أنه “بعد تكرار الكلام من قبل فريق الممانعة الذي يلعب دور المتحدث باسمه في هذه الفترة رئيس مجلس النواب  نبيه بري بأن لديه مرشحاً جدياً فيما الآخرين ليس لديهم مرشّح قام هؤلاء الآخرون بصولات وجولات فيما بينهم وتمكّنوا من التوصّل إلى مرشّح واحد”.

وقال في مقابلة عبر قناة “هلا لندن”: “يجب ألا نشهد أي تصعيد لا بل على الفريق الآخر أن يشعر بالفرح بعدما تمّ التوافق على مرشّح آخر جدي مقابل مرشّحهم الأمر الذي يحتّم علينا الذهاب مباشرة إلى الانتخابات الرئاسيّة”.

واعتبر أنه “لا مبرّر للتصعيد وسمعنا في اليومين الماضيين تصعيداً كلامياً كبيراً ما هو الا مؤشر إلى أن فريق الممانعة لا يريد خروج الأمور عن سيطرته وهو لا يؤمن لا بالدستور ولا بالانتخابات ولا بالانتظام العام ولا بالمبادئ الأخرى المشابهة”.

وأضاف جعجع: “مرشحنا كان رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوّض ومنذ انتهاء الانتخابات النيابيّة الماضية كان جلياً وجود فريقين في البلاد فريق المنظومة الحاكمة الفعلية الذي يتألف من حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر وحلفائهم والفريق الآخر الذي يمكن أن نطلق عليه تسمية الفريق المعارض إلا أنني أفضل تسمية الفريق الآخر”.

وأوضح أنه “قمنا بترشيح معوّض على أساس أن الفريق المعارض مجمع على ضرورة إحداث تغيير ما في البلد خصوصاً في السلطة حتى لا تستمر الأمور على ما هي عليه اليوم”.

وتابع: “قمنا باتصالات مكثّفة مع جميع الأفرقاء من أجل الإجماع على ترشيحه على خلفية أنه مرشّح مقبول وجديد وشاب ويحمل بذور نجاح كبيرة في حال تم الاتفاق على دعمه إلا أننا لم نستطع أن نؤمن له إجماع الأطراف التي تطلق على نفسها اسم معارضة”.

وفي السياق، لفت رئيس “القوات” إلى أنه “على مدى 11 جلسة استمر معوّض في الحصول على 40 أو 45 صوتاً وعندها رأى فريق الممانعة أن الفرصة سانحة أمامه وأقدم على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وهذا بطبيعة الحال من حقّه”.

وأعلن أنه “منذ قرابة الشهرين ونصف الشهر إلى اليوم ونحن نفكّر بما يجب القيام به باعتبار أنه لا يمكننا الجلوس مكتوفي الأيدي من دون القيام بأي خطوة لأننا بذلك وبشكل غير مباشر نعزّز حظوظ مرشّح الممانعة”، مضيفا: “انطلاقاً من هنا كان من الواجب علينا استنباط حل من خارج الصندوق “Out of the box” ولا سيما أننا كنا أمام معضلة أنه من شبه المستحيل جمع فريق “من يعلنوا عن أنفسهم أنهم معارضين” خلف مرشّح واحد”.

وأردف جعجع: “لو أننا حاولنا مراراً وتكراراً القيام بذلك ولم نوفق لأسباب عديدة منها أن بعضاً من هذا الفريق تنقصه الخبرة وفئة أخرى منه نظريين كثيراً أما القسم الثالث فيعيش على كوكب آخر وللأسف لا يزال حتى يومنا هذا لذا كان علينا البحث عن حلّ من خارج المعارضة الأساسيّة والمعارضين الفعليين”.

وقال: “وجدنا “التيار الوطني الحر” يقوم بخطوة البحث أيضاً باعتبار أنه في مأزق ولا يوافق أبداً على ترشيح فرنجيّة وبالفعل جرت لقاءات عديدة بين بحثنا والبحث الآخر بحيث أن الاسم الذي تمكّنا اليوم من التقاطع عليه أتى نتيجة مسار دام قرابة الشهرين ما بين النواة الفعليّة للمعارضة والنائب جبران باسيل”.

وأكد أن “الهدف ليس إلغاء ترشيح فرنجية بحد ذاته وكأن الأمور شخصيّة وإنما نسعى إلى عدم البقاء في الجمود الرئاسي الراهن وألا نفسح المجال أمام فريق الممانعة بإيصال مرشّحه أياً يكن هذا المرشّح وأن ننجح في التقاطع على الاسم المقبول حالياً الذي من الممكن السير معه نحو الأمام”.

كما رأى أنه “من المفترض ألا ننسى أن الطبيعة تكره الفراغ وفي ظل استمراره لا يمكننا أبداً استشراف ما ينتظرنا فعلى سبيل المثال كان من الممكن في أي وقت من الأوقات أن يعود محور الممانعة للتفاهم مع باسيل على اسم مرشّح ما عندها ماذا يمكننا أن نفعل؟”.

وشدد على أنه “كان هناك حاجة ملحّة لملء هذا الفراغ بما هو ضمن حدود المعقول والممكن في هذه الفترة كما أن ترشيح جهاد أزعور ليس أبداً من أجل إلغاء ترشيح فرنجيّة بحد ذاته بل خطوة جدية هدفها الفوز في هذه المعركة”.

وكشف عن أنه “منذ شهرين تقريباً كنا على مقربة من ترشيح أزعور إلا أنه وبناءً على السوابق التي لنا مع “الوطني الحر” لم نكن مقتنعين بجديته في هذه المسألة حتى سماعنا الموقف العلني الذي وفي حال التراجع عنه سيدفع الثمن غالياً”.

وتمنى “على حركة أمل أن تتحلّى بالحد الأدنى من المنطق في المواقف فإذا كان هذا التجمّع بنظره تجمّع أضداد او افرقاء متفاهمين “شو فرقانة معا” فنحن في صدد انتخابات رئاسية ومن حقكم تأييد او عدم تأييد هذا المرشح ولكن كيف تم التقاطع عليه وممن فهذه المسألة ليست من شأن أحد”.

واعتبر أن “فريق الممانعة يحكم البلاد منذ 15 عاماً من خلال مجموعة أضداد قوامها “الوطني الحر” و”الحزب” و”أمل” وهي تعيش بالعمق ما يحاول هذا المحور اتهام الآخرين به”.

واستغرب “وصف ترشيح أزعور بـ”التعطيل” فيما أخرج الاستحقاق الرئاسي من الركود ما دفع بري بالدعوة إلى جلسة انتخابية وبالتالي هذا المنطق مرفوض باعتبار أن الديمقراطيّة تتطلب الحد الأدنى من قبول الآخر”، وقال: “مقياسان مهمان لدى أزعور الأول النظرة الوطنية فيما الثاني محاربة الفساد وكيفية التعاطي في إدارات الدولة”.

ولم يستبعد جعجع ان “تكون الجلسة الـ12 “أنزع” من سابقاتها من خلال تعطيل النصاب في الدورة الأولى او عدم حضور الجلسة من الأساس”.

وقال: “لنضع شخص فرنجيّة جانباً لكنه مرشّح الممانعة على الموقع المسيحي الأول الذي في العرف والمناخ السائد في لبنان منذ نحو الـ50 سنة، من الواجب الإستئناث برأي المسيحيين به كما عندما يكون موقع رئاسة الحكومة موضع بحث فمن الطبيعي التوقف بالدرجة الأولى عند رأي الطائفة السنية”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر ينطبق أيضاً على موقع رئاسة مجلس النواب بالنسبة للطائفة الشيعية”.

واستطرد: “بالنسبة لمسألة الميثاقية منذ 20 عاماً عمد البعض على تشويه هذا المفهوم واستخدامه بشكل مغلوط وإذا أردنا الجواب الصحيح حوله علينا العودة إلى الميثاق الوطني 1943 الذي كان بين المسلمين والمسيحيين لا بين الموارنة والروم الأرثوذكس ولا بين الشيعة والسنّة والدروز والروم الكاثوليك”

ورأى جعجع أن “أي مسألة تحظى بموافقة غالبية المسيحيين والمسلمين تكون ميثاقيّة وهذا المفهوم المطروح يجب ان ينسحب على كل الطوائف”.

وعن الوضع الأمني، لفت إلى أنه “بالعودة الى احداث الماضي فهناك خشيّة من أعمال مخلّة للأمن في الفترة الممتدة حتى 14 حزيران لكن استبعد ذلك إذا أردنا الأخذ بعين الاعتبار المؤشرات الدوليّة والإقليميّة والمحليّة، الى جانب عامل إضافي لم يكن موجوداً في العادة وهو الجهود المضنية لقوى الأمنية والجيش”.

من جهة ثانية، سأل جعجع: “من الموجود في دمشق اليوم؟”، متابعا: “فلو وجدت سلطة فعليّة تمثّل الشعب السوري لكنا تفهمنا هذه الزيارة ولكنت حذوت حذوه باعتبار أن سوريا دولة على حدودنا ومن المفترض أن تربطنا بها علاقات إلا أن الواقع هو غياب النظام في سوريا”.

كذلك أوضح أنه “في حال كانت هذه الزيارة تهدف الى اصلاح العلاقة مع فريق الممانعة فعندها كان يجب ان تأتي ضمن إطار حزبي ضيّق وليس في إطار علاقة بين دولة وأخرى لمصلحة الشعبين”.