IMLebanon

بمثل هؤلاء الساقطين… تسقط الأوطان!

كتب ميشال طوق:

يروي الكاتب الإيرلندي الكبير جورج برنارد شو عن إمرأة جميلة جلست بقربه في إحدى الحفلات، وبعد حديث قصير إقترب منها وهمس في أذنها، هل تنامين معي مقابل مليون باوند؟

تبسمت المرأة ووافقت على العرض المغري، لكنه عاد وسألها من جديد، هل تنامين معي مقابل 10 باوند؟؟

إستشاطت المرأة غضباً قائلة له، أي نوع من النساء تظنني؟؟

فأجابها بكل هدوء، سيدتي، أصبحنا نعرف أي نوع من النساء أنت، نحن فقط نتفاوض على الأجر.

ويُشبه الكاتب هذه المرأة بالكثير من الساسة والإعلاميين، فكلما زاد أجرهم إزدادوا عهراً ونفاقاً، وكلما قلّ الأجر، إنقلبوا الى معارضة ليحدثونك عن الوطنية والكرامة والشرف… ويختم، بمثل هؤلاء الساقطين تسقط الأوطان.

لقتتني كثيراً هذه القصة ربما لأنها تحاكي الحال التعيسة التي وصل إليها وطني.

وما أكثر العهار والساقطين في لبناننا العزيز، ويا ليت أصنافهم إنحصرت في صنف تلك المرأة فقط.

نكاد نكون الوطن الوحيد الذي يحتوي على أكبر تشكيلة من الساقطين على كل المستويات وفي كل المجالات.

لديك الساقط الذي تتغير مبادؤه بحسب مصالحه وفي كلا الحالتين يجد الأعذار التي يريد أن يُقنع بها الجميع بأنه على حق في كل الأحوال.

لديك العاهر الذي باع نفسه لإبليس من دون أي إعتبار لا لوطن ولا لمواطنين، لا لدولة ولا مؤسسات، ويحاضر بالعفة والوطنية.

لديك المنافق الذي يُغير لونه مثل الحرباية، المدمن على تقبيل الأيادي والأرجل، كأن النفاق في جيناته ومن المستحيل تعديلها.

لديك السفلة الذي يُدفع ثمنهم بالفضة فيعيثوا في الدنيا خراباً، وعندما لا تعود تكفيهم الفضة، يُصبحون تماماً كتلك المرأة، يزايدون عليك بالوطنية والشرف والكرامة، شرفهم الذي كان بالأمس القريب ممسحة لكنادر أسيادهم الطغاة.

هذا على المستوى من فوق، أما على المستوى من تحت، أقسم بالله لم أر في حياتي شعباً يكره وطنه ويكره أبناء وطنه ومستعد أن يتعاون مع الشيطان ليفنيهم عن بِكرة أبيهم!!

في كل البلدان التي إحتُلت في العالم، تجد بعض الأفراد أو المجموعات الصغيرة الخائنة لوطنها، لكن أن ترى نصف شعب، تقريباً، يمجد ويبجل ويقدس الطغاة ويتفوق عليهم في طُغيانهم على أبناء بلدهم، فهذا لن تجده إلا في وطني التعيس ومنذ وجوده حتى اليوم.

هذا الوطن الذي تحول الى مزvعة وغابة لم تعد صالحة للعيش، غابة يحل ويربط فيها حميرها، بنادقها بيد مجرميها، سلطتها بيد خائنين فيها، يديرها الفاسدون يسيطر على إعلامها المنافقون، ومصيرها يتلاعب به الطغاة والحكام الظالمين من كل حدب وصوب.

عند كل فرصة سانحة نعول على الشعب المخدر أن يستفيق من كبوته، وإذ في كل مرة نراه من جديد يُمعن في قلة درايته وجهله وتبعيته العمياء، التي تُعيد الأبالسة نفسهم الى مواقع القرار، فيضحكون في سرهم ويُكملون في تدمير وإفساد ما تبقى.

هذه حال وطني واااأسفاه، زمرة من الساقطين الفاجرين حولته الى مرتعٍ للسفلة المجرمين.