IMLebanon

الداخل يستعيد الكرة… بحثاً عن تقاطع “لا غالب ولا مغلوب”

كتب طوني كرم في “نداء الوطن”:

يضيق هامش المناورة الرئاسيّة وراء هذا المرشح أو ذاك مع فرض بعض الإستحقاقات الإداريّة نفسها على جميع المتربصين باستنزاف ما تبقى من مؤسسات الدولة المتهالكة، من بينها حاكميّة مصرف لبنان التي تتقدم على غيرها من الاستحقاقات الداهمة.

وإذ تتزامن الجولة الثانيّة المرتقبة لموفد الرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان مع انتهاء ولاية حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وغياب أيٍّ من المؤشرات الكفيلة بالإفراج عن الإستحقاق الدستوري وانتخاب رئيسٍ للجمهورية بالإحتكام إلى قواعد اللعبة الديموقراطية وفق ما ينص الدستور، تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين مرشح تقاطع «المعارضات» الوزير السابق جهاد أزعور والموفد الفرنسي لودريان، وسط معلومات تشير إلى أنّ لودريان سيفاتح أزعور بإمكانية الإستعاضة عن ترشّحه لرئاسة الجمهورية بتولي حاكميّة المصرف المركزي على اعتبار أنّ التقاطع الأقصى مع «الثنائي الشيعي» يخوّله ضمان هذا المنصب راهناً، عوض الإستمرار في تحالفه الأدنى مع «المعارضات» وخسارة معركته الرئاسيّة.

إلّا أنّ الرهان على مخرجٍ كهذا يتضمن التوافق على الخطوط العريضة للحكومة ورئاستها والتعيينات الأساسيّة، يبدو بعيد المنال، بعدما شدّد أزعور على مسامع المتصلين به أنه ليس في وارد التراجع إطلاقاً عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، ولا المفاضلة بين حاكميّة مضمونة للبنك المركزي مقابل تجاهل معركة رئاسيّة غير مضمونة النتائج.

وفي انتظار ما سيرشح عن المجموعة «الخماسيّة» أو السداسيّة المعنيّة لإخراج لبنان من معضلته التي تحول دون إعادة تكوين السلطات وإعادة الإنتظام إلى عملها، يشير النائب غسان سكاف في حديث لـ»نداء الوطن» إلى أنّ الواجب الوطني يحتّم على القوى السياسيّة التحرّك من جديد من أجل كسر الحواجز المتبقيّة بين كل المكوّنات الوطنيّة، وتحديداً بعدما فرض تقاطع المعارضة مع «التيار الوطني الحر» معركة رئاسيّة وليدة مبادرة داخليّة كسرت الجمود الذي دام ما يقارب 5 أشهر، وأعطى فرقاء الداخل دوراً متقدماً في اختيار رئيس في الجلسة الثانية عشرة التي شهدها المجلس في 14 حزيران الماضي.

وإذ شدد على وجوب عدم انتظار الخارج لغياب الملف اللبناني عن سلّم أولوياته، أوضح أنّه في صدد استكمال مساعيه أو لقاءاته الحواريّة «الجوّالة» التي أدت إلى تقاطع «المعارضات» حول ترشيح أزعور، وهذه المرة مع الثنائي الشيعي، وذلك بهدف الوصول إلى تقاطع وطني على غرار ما حصل بين «مكوّنات المعارضة».

ومع استبعاد سكاف إدراج البحث في مستقبل النظام أو تعديله خلال جولاته على القوى السياسيّة، أكّد أنّ الهدف الأساسي ينحصر في انتخاب رئيس للجمهوريّة باحترام الأصول الديموقراطية التي يتغنى بها لبنان، إلى جانب عرض المتطلبات الأساسيّة التي يحتاج اليها لانتشاله من الإنهيار المحدق، أكان راهناً أو بعد سنة أو خلال السنوات الستّ المقبلة. وإعتبر سكاف أنّ الذهاب إلى انتخابات رئاسيّة مضمونة النتائج على أثر أي طاولة حوار يعدّ إنقلاباً على النظام الديموقراطي، خلافاً لمساعيه الحواريّة التي ترتكز على إقرار الجميع بعدم إسقاط النصاب في دورات الإنتخاب المتتاليّة. ولفت إلى أنه يتطلّع بعد تمكّن مبادرته من تحقيق إتفاق جزئي مع بعض مكوّنات المعارضة، للوصول إلى تحقيق إتفاق كلّي مع باقي المكونات في لبنان، ما من شأنه أن يفرض إنتخاب رئيس بعيداً عن الإنتظار الذي قد يطول إلى أن يحلّ موعد الملف اللبناني في برنامج المجموعة الدوليّة المعنيّة في الملف اللبناني. وعن ظروف ترجمة هذه المساعي، أكّد سكاف وجوب طرح جميع الخيارات الرئاسيّة على طاولة البحث أو الحوار، على أن يعمد كلّ فريق من موقعه إلى محاولة إقناع الفرقاء الآخرين بجديّة وخلفيات تمسّكه بترشيح هذا المرشح أو ذاك، أكان سليمان فرنجيّة أو جهاد أزعور وسط تركه الباب مشرعاً أمام الجميع للإقرار بوجوب الذهاب إلى خيار ثالث، إذا ما استدعت المصلحة الوطنيّة ذلك، أسوة بالمساعي التي يعمل عليها لودريان، والمرتكزة على إيجاد مخرج للمعضلة السياسيّة اللبنانية على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».