كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إنّ الأطعمة التي تتمتّع بخصائص صحّية ليست دائماً تلك التي تُرضي ذوق الإنسان. لكنّ الخبر الجيّد هو أنّ استهلاك أنواع معيّنة من الحلويات التي تصعب مقاومتها، وتحديداً الشوكولا، يقلّل من الوفاة لدى النساء.
بفضل مَذاقه الحلو وخصائصه الصحّية التي يتمتّع بها، يحتلّ الشوكولا مكانة بارزة في السوق العالمي. إنه يحسّن المزاج في المقام الأول، لا بل إنه مفيد جداً للدماغ. ولقد وجدت دراسة أُجريت عام 2016 أنّ مواد فلافونويد في الكاكاو تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، الأمر الذي يعزّز فعاليته. كذلك ثبُت أنّ تناول الشوكولا بانتظام قد يكون له تأثيرات مضادة للأكسدة بفضل احتوائه على البوليفينول التي تشتهر بخصائصها المضادة للالتهاب. ومع ذلك، يجب تناول النوع الأسود الذي يحتوي على ما لا يقلّ عن 70 في المئة من الكاكاو تفادياً لظهور البثور الصغيرة».
وبحسب دراسة كندية نُشرت عام 2016، يمكن للحوامل والرضّع الحفاظ على صحّتهم نتيجة تناول الشوكولا. وفي التفاصيل، ثبُت أنّ استهلاك 30 غ من الشوكولا في اليوم يسمح بتحسين الدورة الدموية المشيمية والرحمية والجنينية. أشارت هذه الدراسة إلى أنّ الشوكولا قد يكون له تأثير إيجابي في نمو المشيمة والجنين. كما أنّ آثار الشوكولا لا ترجع فقط وبشكلٍ مباشر إلى محتوى الفلافونول.
ودرس الباحثون السجلات الطبية لـ84709 امرأة أميركية في مرحلة انقطاع الطمث، لمدّة 19 عاماً. وأظهرت النتائج أنّ المشاركات اللواتي حصلن على 28 غ من الشوكولا في اليوم كنّ أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان.
ولكن رغم هذه الآثار الإيجابية للشوكولا على الصحّة، أوضح فريق البحث أنّه يحتوي على مكوّنات ضارّة مُحتملة مثل السكّر المُضاف والحامض الدهني، في مقابل مكوّنات مفيدة مثل الفينولات والفلافونويد. وصحيحٌ أنه شائع الاستهلاك عالمياً، إلّا أنّ الآثار الصحّية طويلة المدى لتناول الشوكولا غير واضحة.
وللتعامل مع هذا الطعام الحلو بأفضل طريقة صحّية ممكنة، يُنصح بالتنويع في أصنافه. في الواقع، إنّ الشوكولا الأسود الذي يحتوي على ما لا يقلّ عن 70 في المئة من الكاكاو يكون أقل غنى بالكربوهيدرات (نحو 33 في المئة) ولكنه أغنى بالدهون (42 في المئة تقريباً). في حين أنّ الشوكولا الأبيض أو بالحليب يحتوي على سكّر أكثر (56 في المئة) ودهون أقلّ (32 في المئة).