IMLebanon

بعد حادثة الكحالة… “الحزب” أكثر تمسّكاً بفرنجيّة؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

يبدو أن خيار الاتفاق بين التيار الوطني الحر وحزب الله، يتقدّم على احتمال توصل الحوار الدائر بينهما اليوم الى جدار مسدود، وذلك برغبة مشتركة من الطرفين، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”.

في الساعات الماضية، أشاد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق، بـ”الموقف الوطني للرئيس السابق العماد ميشال عون”، اثر حادثة الكحالة، لافتا إلى أن “موقفه كان صوت الحكمة وصوت الوعي الوطني الذي يرفض الفتنة”. وأكد أن “الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر متواصل ويتقدم بإيجابية ولن يتأثر”. وقال “بعد الذي حدث في الكحالة، فإن النتيجة الأكيدة أننا اليوم أكثر تصميماً وإصراراً على إيصال رئيس للجمهورية يؤتمن على حماية السلم الأهالي والوحدة الوطنية”.

بدوره، قال عضو تكتل “لبنان القوي” النائب اسعد درغام في حديث مُتلفز مساء الاحد ان تأييد التيار لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية “وارد جداً إذا قبل “الحزب” بشروط “التيار” الثلاثة، أي الصندوق الائتماني وبناء الدولة واللامركزية. ونطمح الى اتفاق مع الحزب قبل أيلول”. واضاف “التيار لن يقبل إلا بأن تكون اللامركزية الادارية ماليةً أيضاً، ولم نسمع رفضاً من الحزب على هذه النقطة وننتظر ملاحظاته على ورقتنا المكتوبة”. واشار الى ان” الحوار مع الحزب بعد حادثة الكحالة لن يخسرنا مسيحياً، فصحيح أن ما حصل مُدان، لكنّ نظرتنا وطنية. وما النفع اذا ربحنا بالمفرّق وخسرنا بالجملة على الصعيد الوطني”. اما الاثنين، فأعلن: الأجواء مُشجعة لدى حزب الله والرئيس نبيه بري وعند فرنجية حتى، وننتظر الأيام لكي يظهر كل شيء بوضوح أمام الرأي العام، مضيفا “نقطة الخلاف هي في اللامركزية الادارية والمالية، واذا تم الاتفاق عليها فنكون أمام خطوة جدية لانتخاب رئيس للجمهورية”. وقال: رئيس التيار النائب جبران باسيل ليس أسير موقف مُعيّن وهو يملك القدرة على تدوير الزوايا خاصة في موضوع بناء الدولة والرجل السياسي هو مَن يتمكن من التوصل الى قواسم مُشتركة مع الأفرقاء.

وفق المصادر، بات التيار والحزب على قناعة بأن في حال لم يتفقا، فإن الخارج سيتمكّن من فرض مرشّح توافقي ثالث، لملء الشغور، ليس لا فرنجية ولا الوزير السابق جهاد أزعور، خاصة وان ثمة ارضية داخلية قوية، مهيأة لهذا الخيار، قوامُها قوى نيابية وازنة، قد تكون مؤيدة لهذا التوجه، خاصة اذا ما كان الاسم المطروح هنا، اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون. وبما ان حزب الله بات اكثر تشددا بعد حوادث الكحالة، في مسألة انتخاب رئيس من صلب محور الممانعة، وبات اكثر رفضا لاي توجهات “توافقية وسطية رمادية”، فإنه يعلم جيدا انه مضطر للاتفاق مع “لبنان القوي” لايصال فرنجية، لانه يحتاج اصوات الفريق البرتقالي لكسر المعادلة النيابية القائمة اليوم، وترجيحها لصالحه… فهل هو مستعد ليدفع ثمن “اللامركزية” لباسيل مقابل انتخابه زعيم المردة؟

عليه، تقول المصادر ان معركة الحزب اليوم هي لاقناع حلفائه وعلى رأسهم بري، بإعطاء التيار هدية “اللامركزية”.. فهل ينجح؟ اذا اصاب، قد نشهد انتخابا في ايلول، اما اذا أخفق، فإن المراوحة السلبية ستستمر حتى اشعار آخر، ولن يبدّلها الحوار الذي يعتزم المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان رعايته في لبنان الشهر المقبل، تختم المصادر.