IMLebanon

الوجه الحقيقيّ للقهوة الـ”Decaf”!

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

يُعتبر شرب كمية معتدلة من القهوة يومياً، أي نحو 3 أكواب، مفيداً جداً للصحّة وللوقاية من أمراض عديدة. ولكن غالباً ما يتمّ تخطّي هذه الجرعة الآمنة، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالقهوة منزوعة الكافيين التي يعتبرها العديد من الأشخاص آمنة وخالية من أي أضرار. فهل هذا فعلاً صحيح؟

شرحت اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي لـ»الجمهورية»، أنّ «القهوة الـ «Decaf» تمرّ بعمليات مختلفة خلال تصنيعها وصولاً إلى التخلّص بأكبر قدر ممكن من الكافيين، مع الحفاظ على النكهة والرائحة ذاتهما. ولكي تصبح القهوة منزوعة الكافيين، تتمّ في أميركا إزالة نسبة لا تقلّ عن 97 في المئة من الكافيين، أمّا في الاتحاد الأوروبي فإنّ نسبة إزالتها لا تقلّ عن 99,9 في المئة. يعني ذلك أنّه حتى لو كانت القهوة منزوعة الكافيين، فهي لا تخلو منها كلّياً».

وأضافت: «إنّ الأمر نفسه ينطبق على النيسكافيه الـ «Decaf» الذي يحتوي على نحو 3 إلى 15 ملغ من الكافيين، كما أنّ أنواعاً عديدة منه قد تقترب من الـ 0 ملغ، ولكنها لا تخلو منها تماماً. لكن رغم ذلك، تبقى هذه الكمية ضئيلة جداً مقارنةً بالقهوة العادية التي تحتوي على 80 إلى 100 ملغ للكوب الواحد، وأحياناً قد تتخطّى 150 ملغ. أمّا بالنسبة إلى الشاي، فإنّه قد يحتوي على 30 إلى 60 ملغ من الكافيين».

وأشارت أبو رجيلي إلى أنّ «الأشخاص يميلون عادةً إلى تفضيل شرب القهوة منزوعة الكافيين إذا كانوا يتناولون مكمّلات الحديد، بما أنّ الكافيين تتعارض مع امتصاص هذا المعدن، أو يعانون من أعراض معيّنة تشمل تسارع دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم، واحتباس المياه في الجسم. كذلك يُنصح مُدمنو الكافيين باستبدال القهوة العادية بنظيرتها الـ «Decaf» تدريجاً، مع الحرص في الوقت ذاته على شرب أكواب إضافية من المياه».

وكشفت أبو رجيلي أنّ «القهوة منزوعة الكافيين تفقد مقداراً معيّناً من مضادات الأكسدة أثناء عملية إزالة الكافيين، لكنه لا يتخطّى 15 في المئة، وبالتالي تستمرّ في تزويد الجسم بمواد بوليفينول المضادة للأكسدة التي ثبُت أنّها تحمي الخلايا من الجذور الحرّة، وتحارب الشيخوخة المُبكرة، وتقي من السرطان، وأمراض القلب، والسكّري النوع 2، والألزهايمر. فضلاً عن أنّ القهوة الـ «Decaf» تستمرّ في توفير كميات ضئيلة من بعض العناصر الغذائية المهمّة كالماغنيزيوم، والبوتاسيوم، والفيتامين B3».

وتابعت حديثها قائلة، إنّ «كل كوب من القهوة، سواء كانت عادية أو «Decaf»، يحتوي على 2 إلى 3 كالوري فقط، شرط أن يكون خالياً من أي مواد مضافة مثل السكّر والكريما. ومن المعلوم أنّ القهوة العادية لديها القدرة على كبح الشهيّة لفترة زمنية ضئيلة. وصحيحٌ أنّ القهوة الـ «Decaf» لا تملك هذا التأثير بشكل مباشر، إلّا أنّها قد تساهم في تغيير مذاق الطعام وبالتالي تقليل الكمية المستهلكة. ناهيك عن أنّ القهوة العادية الخالية من أي إضافات تمنع ارتفاع معدل السكّر في الدم وهبوطه، وبالتالي تُجنّب الرغبة الشديدة في تناول السكّريات».

لكن رغم الخصائص الإيجابية للقهوة الـ «Decaf»، إلّا أنّها في المقابل لا تخلو من السلبيات، وليست آمنة تماماً كما يعتقد العديد من الأشخاص. إذ شدّدت أبو رجيلي على «ضرورة عدم تجاهل نتائج الأبحاث العلمية التي أُجريت على مرّ السنين، والتي توصّلت إلى أنّ القهوة منزوعة الكافيين قد ترفع نسبة الكولسترول السيّئ في الجسم، حتى لو كانت تخلو من أي إضافات. كما أنّها قد تسبّب انخفاض ضغط الدم، وتتعارض مع امتصاص بعض المعادن كالحديد، لذلك يجب أن تكون هناك فترة زمنية بين تناول مكمّلاته وشربها. بالإضافة إلى كل ذلك، إنّ القهوة الـ «Decaf» لا تملك القدرة على تعزيز النشاط، وبالتالي فهي لا تكافح كثيراً النعاس والتعب وانخفاض الطاقة، ولا تُسرّع معدل الأيض ومعه حرق المزيد من الدهون. لذلك يجب شربها باعتدال وحذر، تماماً كما هو حال نظيرتها العادية أو أي مادة غذائية أخرى مهما كانت صحّية».