IMLebanon

“الحزب” يحصر لقاءاته مع قائد الجيش بالأمن… لماذا؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في تعليق “علني” نادر على اللقاءات التي تجمعه وقائد الجيش العماد جوزيف عون، رفض مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا اعطاءها اي ابعاد سياسية.

ففي مقابلة مع وكالة تسنيم الايرانية، شدد على ان “اللقاء ليس له منحى سياسي.. وهو لقاء كما اللقاءات التي حصلت قبل معركة التحرير من التكفيريين.. واليوم نلتقي من أجل موضوع اليونيفيل وما يجري على الحدود الجنوبية، ومن أجل ضبط الوضع الأمني في المناطق اللبنانية، وبالتالي اللقاء مع العماد جوزف عون من أجل العمل والتنسيق الأمني”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، يُمكن ان يُفسّر هذا الموقف – الذي يأتي ايضا غداة لقاء لافت جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بالقائد – بطريقتين مختلفتين لا بل متناقضتين. فبِرفضه “تسييل” اللقاءات في السياسة وبالتالي في الملف الرئاسي، قد يكون الحزب يقطع الطريق نهائيا على احتمال ان يدعم في المرحلة المقبلة قائدَ الجيش للرئاسة. وبذلك، يكون قرر الالتصاق بحليفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وقدّم له جائزة ثمينة تكاد تكون الهدف الذي أراد تسجيله مِن وراء كل “قصّة” الحوار بينه وبين الضاحية حول اللامركزية الادارية والمالية والصندوق الائتماني… وقد اكد صفا في المقابلة ذاتها ان “اتفاق “مار مخايل” بين التيار وحزب الله هو بالتأكيد تفاهم وتوافق الشرفاء في البلد والذي كان من شأنه إحباط مؤامرة فتنوية في البلاد”.

لكن في التفسير الثاني لمقاربة صفا، قد يكون الرجل تعمّد حجبَ الجانب السياسي عن المحادثات مخافة ان تؤثر على تموضعات الحزب السياسية الراهنة والمستقبلية، لناحية دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولجهة حواره مع ميرنا الشالوحي وكل ما يمكن ان يتخذه من قرارات في الفترة المقبلة… اي ان الضاحية قد تكون ترفض حرق الجسور مع العماد عون. ولتعزيز هذه “النظرية”، تتابع المصادر، صفا اراد الاضاءة على التنسيق بين الجيش وحزب الله وتحدث عنه بلغة ايجابية.

من هنا، تضيف المصادر، وبما ان التواصل كان قائما بين الطرفين على مر السنوات الماضية، مِن الجنوب الى البقاع خلال عملية فجر الجرود، وبما ان اي صدامات لم تُسجّل بين الطرفين بل على العكس، وفق ما يدل عليه كلام صفا، فإن هذه نقطة “التجربة الجيدة امنيا” قد تشكّل مدخلا يعبر من خلاله الحزبُ، في المرحلة المقبلة، الى ضفة دعم او “لا ممانعة” انتخاب العماد عون رئيسا، اذ انه لن يطعن المقاومة في الظهر، وهو الشرط “الرئاسي” الذي لا ينفك يكرره الحزب.

فأي من السيناريوهين هو الادق؟ الجواب في قابل الايام، تختم المصادر.