IMLebanon

نديم الجميّل: سنبقى ندافع عن سيادة بلدنا وقيمه

أقام قسم هيوستن -اقليم الولايات المتحدة عشاءً على شرف النائب نديم الجميًل الذي يزور الولايات المتحدة بدعوة من الهيئة الإغترابية في حزب الكتائب، في احتفال حاشد أقامه قسم هيوستن الكتائبي لتكريم خمسينيي الكتائب (اليوبيل الذهبي) ولتكريم الكتائبي منذ 75 سنة إيلي بجاني، وذلك في فندق هيلتون، بحضور شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية فاعلة في المجتمع الأميركي. كما حضر المرسلان اللبنانيان الأبوان ميلاد ياغي وإدوار حنّا وممثل الكنيسة الأرتوذكسية في هيوستن ألأب جوزف جريج. كما حضر وفد من القوات اللبنايّة والبروفسور فيليب سالم وممثلون عن ولاية تكساس.

وتمثّل حزب الكتائب برئيس الهيئة الإغترابية في الحزب ميشال الهرواي ورئيس إقليم الولايات المتحدة طوني فارس وعضو المكتب السياسي الكتائبي ابراهيم مرجي.

وألقيت في الإحتفال التكريمي لكتائبيي اليوبيل كلمات لرئيس الهيئة الإغترابية ولرئيس قسم هيوستن ولفتيات كتائبيات جدد سيقسمن يمين الإنتساب إلى الحزب غدًا، تحدثنّ بكلمة لهنّ عن أهمية الإنتساب إلى حزب آمن بالله والوطن والعائلة،عن حزب تأسس لخدمة لبنان وأبنائه وسيستمر في رسالته الوطنية والوجدانية ما دام هناك شابات وشباب يريدون الإنتساب إليه.

وقبل تسليمه الأوسمة اليوبيلية والشهادات للمكرمين، ألقى النائب الجميّل كلمة استهلها بالترحيب بضيوف الحزب الأميركيين الذين شاؤوا المشاركة في مناسبة عزيزة على قلوبنا، وهي تكريم أصحاب اليوبيل في خدمة لبنان من خلال انتسابهم منذ خمس وسبعين سنة وخمسين سنة إلى الحزب الذي قدم التضحيات والشهداء ليبقى لبنان.

وقال للأميركيين الحاضرين: “نحن في لبنان ما زلنا وسنبقى ندافع عن سيادة بلدنا وقيمه. نحن اعتدنا مواجهة التحديات وسنبقى نواجهها مهما كانت الأثمان غالية. لبنان الذي نريد سيبقى مصدرًا للقيم والمبادئ التي ترتكز على الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والحرية،هذه القيم نفسها تؤمن بها الولايات المتحدة وسنعمل كل ما بوسعنا لحماية هذه القيم والتي علينا أن نعممها في عالمنا العربي. وكيف لنا ألا نحافظ على هذه القيم والمبادئ التي من أجلها استشهد مئات الآلاف من المقاومة اللبنانية التي حملت السلاح للدفاع عن الوطن من كل محتل وغاصب ومن أجل أن تبقى للبنان حريته وسيادته واستقلاله”.

وأضاف: “فخور جدًا لأن أكون معكم اليوم وسعيد جدًا لا للتعرّف إلى الجالية اللبنانية، بل لأني أكتشف اليوم حقيقة لبنان المغترب واكتشفت خلال هذه الزيارة أن لبنان ليس فقط 10452 كلم مربع، بل لبنان لا حدود لمساحته، وهو أكثر بكثير من ال 10452 كلم مربع التي هي مساحة قيم وأخلاق ومبادئ وحرية وأمن في الوقت نفسه. هذه المساحة هي أمانة تحملونها في قلبكم من أجل لبنان الذي اضطررتم أن تغادروه. وحيث أنتم تكونون يكون لبنان الذي نفتخر به وسنناضل، كما ناضل الذين نكرمهم اليوم في يوبيلهم الكتائبي، من أجله. خلال جولتي الأميركية، سمعت من اللبنانيين هنا، الأسئلة. هل هناك أمل بلبنان؟ هل سنعود إلى أرضنا؟ وهل سنعود نرى لبنان كما عرفناه؟ لكم أقول وبكل ثقة لبنان الذي نعرفه لن يتغيّر. لبنان الذي نعرفه ونحبه ونحمله بقلبنا هو لبنان الوطن والإيمان هو لبنان المناضلين والأبطال. هو لبنان العمالقة الذي لا يمكن لأحد أن ينهيه. نعم أننا نمرّ في لبنان بظرف سياسي صعب ودقيق، واسمحوا لي أن أقول بظرف سياسي “مقرف”. لكن كونوا على ثقة أن هذه الظروف ليست سوىj مرحلة صغيرة وإن كانت صعبة سنتخطاها بإذن الله، وكل الأوطان تمرّ بمراحل صعبة. سنتخطاها بقوة إيماننا وأهم من قوة إيماننا بإرادتنا لتحويل هذه ألأوضاع إلى أوضاع أفضل تلاقي طموحاتنا وأحلامنا التي ستتحق ولبنان سيشهد قيامة جديدة له، لبنان سيعود لبنان بشير الجميّل ولبنان الدولة القوية ولبنان الدولة التي نحلم بها نحن، لبنان الذي سيفتخر به أولادكم الذين لا يعرفون اليوم وطن أجدادهم وأبائهم بسبب الأوضاع السيئة التي نعيشها في لبنان بسب الإحتلال الذي نعاني منه وبسبب مَن يحاول تغيير هوية لبنان ويريد أن يفرض علينا هوية لا تمت بصلة إلى لبنان الحرية والثقافة والديمقراطية. يحاولون فرض علينا الهوية الإيرانية وولاية الفقيه. لبنان الذي نريده وتريدونه من أجلكم ومن أجل أولادكم هو لبنان الذي سنعود ونحرره من كل احتلال. وهكذا أقول للبنانيين في الولايات المتحدة وفي عالم الإنتشار، شكرًا لهذه الدول التي استضافتكم لتحقيق طموحاتكم بالعلم والعمل لتوظيف كل ما اكتسبتموه من أجل لبنان الذي تريدون وأنتم على ذلك قادرون. ولكم أقول لبنان الذي تحلمون به أنا أعمل لتحقيقه من خلال عملي السياسي. وللمحافظة على لبنان يجب أن يبقى الأمل موجودًا ويجب أن تكون لدينا الإرادة لنقول الأمور كما هي ونواجه على الرغم من كل الصعوبات والتضحيات والتحديات، لتحقيق أحلامنا المحقة ببلدنا. هكذا علمنّا بشير وهكذا نحن اليوم وهكذا سنبقى”.

وتابع النائب الجميّل كلمته متطرقًا فيها إلى موضوع رئاسة الجمهورية، فقال: “بعد سنة تقريبًا على غياب رئيس الجمهورية والفراغ في رئاسة الجمهورية. نحن في معركة الرئاسة نعيش تصادمًا بين مشروعين ومحورين وبين فكرتين للبنان. نحن اليوم لسنا فقط في مرحلة انتخاب رئيس جمهورية. نحن لسنا بصدد الإختيار بين مرشح معارضة أو مرشح ممانعة أو موالاة أو مرشح حزب الله. نحن في ظل مرحلة نختار فيها نهجًا ورؤية للبنان منذ سبع سنوات اختار لبنان الرسمي رئيس جمهورية، ولم يكن الخيار لإسم أو شخص، كان الخيار لنهج ونبّهنا منذ ذلك الحين، أن اختيار هكذا رئيس جمهورية سيؤدّي إلى الخراب الذي نعيشه في لبنان. انتخبوا الرئيس ووصلنا إلى الخراب الذي حذرنا منه، ليس لأن الرئيس كان عاطلًا وليس لأن ميشال عون هو الرئيس، ولكن لأن هذا الرئيس كان يمثّل مشروع الإحتلال الإيراني للبنان وكان اسمه مشروع حزب الله، وعندما نختار هكذا محور سيكون مصيرنا كما الدول التي اختارت قبلنا هكذا محور. صراعنا اليوم ليس صراعًا على شخص أو على سليمان فرنجية أو جهاد أزعور، الصراع الحقيقي اليوم الذي لم يحسم بعد وأتمنى أن يكون الحسم لمصلحتنا، أي لمصلحة لبنان، كي لا نهدر ست سنوات أخرى في جهنم، ونحرر لبنان من هيمنة إيران واحتلالها واستعادته هويته الطبيعية وليستعيد لبنان علاقاته الجيدة والطبيعية مع العالم العربي والشرعية الدولية. كانت هناك محاولات تحت ما يُسمى مبادرات، لتمرير مرشح حزب الله، أحبطنا هذا المخطط ونحن اليوم أصبحنا بمرحلة أخرى في ملف رئاسة الجمهورية تقتضي منّا اليقظة لمنع أيًا كان أن يبدي مصالحه على مستقبل لبنان الذي يعتقد البعض أنه من الممكن تحويل لبنان إلى ولاية إيرانية من خلال سيطرة حزب الله وسلاحه. لن نتخلى عن هوية لبنان وتاريخه مهما غلت الأثمان ولن نتخلى عن حرية لبنان وديمقراطيته الذي قدمنّا الشهداء بالألاف على مذبح الوطن لانتسابهم منذ خمس وسبعين سنة وخمسين سنة إلى الحزب الذي قدم التضحيات والشهداء ليبقى لبنان”.

وقال الجميّل: “كل مشاكل لبنان الإقتصادية والمالية والإجتماعية تحلّ عندما تكون سيادتنا صحيحة على أرضنا، وكل المشاكل التي ذكرنها ستتراكم إذا لم يكن لدى الدولة الخيار والقرار للسير بأمورها الإدارية والمالية والإقتصادية وفي كل القطاعات”.

وعن قضية النزوح السوري، أكد أن “هناك من قرر الذهاب إلى سوريا ليحارب، وأرسل السوريين إلى لبنان الذين يدفع الثمن غاليًا. مع كل احترامنا للنازحين ومن دون أي تعصب فهم عبء كبير جدًا على لبنان إقتصاديًا وتربويًا وصحيًا وإجتماعيًا وعلى البنى التحتية. نحن ضد الإضطهاد في الأوطان. ومثل ما كان لبنان بلد الحريات وحقوق الإنسان وسيبقى ولكن يجب ألا يكون على حساب وطننا وأهله. لذلك علينا دق ناقوس الخطر، ليس فقط في لبنان ولكن حيث ينتشر اللبنانيون في عالم الإغتراب، خصوصًا وإن الغرب لا ينظر إلى مشكلة النازحين السوريين كما يجب أن ينظر، وخصوصًا فيما يتعلق بالدول التي تعاني إقتصاديًا وحياتيًا، كما يعاني لبنان. علينا العمل كلنا مغتربين ومقيمين ليعي المجتمع الدولة خطورة أزمة النازحين على لبنان، وهذه القضية هي قنبلة موقوتة قد تضر بلبنان كثيرًا وبالكثير من الدول الأجنبية. والحجة الأساسية في عدم ضبط الحدود هي حزب الله المنتشر عليها ويعمل فيها ما يشاء ويستفيد اقتصاديًا وماليًا من فلتان الحدود والتهريب. لذلك كل مشاكلنا في لبنان أعود وأكرر هي حزب الله. وعلى الجيش اللبناني أن يتحمل مسؤوليته بضبط الحدود لمنع النزوح السوري غير الشرعي والمستمر”.

وختم الجميّل: “إذا أردنا فعلًا الإنتصار بمشروعنا من خلال التأكيد على أهمية القضية التي نحملها والتي استشهد الكثير من أجلها وهو لم يستشهد من أجل حزب، بل هم استشهدوا من أجل قضية لبنان، لذلك أدعوكم لتعملوا في الإغتراب من أجل القضية اللبنانية كما نحن نعمل في لبنان، وأقول وحدتنا هي مفتاح الإنقاذ للبنان الذي نريد والتي تجعلنا أقوياء لمواجهة كل مشروع لإحتلال لبنان وهويته وهذه الوحدة مطلوبة أولًا من حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية. وهذه الوحدة مطلوبة في الإغتراب وفي لبنان ومن كل الجهات المعارضة في الداخل اللبناني ومن كل اللبنانيين الذين يؤمنون بسيادة لبنان وحريته وأمنه وكرامته. لم نكن يومًا أقوياء إلا بوحدتنا وإلا عندما نظرنا إلى نفس الهدف. ويجب أن نستعيد تجربة 14 أذار 2005 وحمايته. هذه التجرية هي التي تنقذ لبنان وهي شجعت في حينها الكثير من المغتربين والمهاجرين للعودة إلى وطنهم وحمل علم لبنان”.