IMLebanon

معطيات رئاسية تدفع باسيل إلى تسعير حملته على قائد الجيش

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

كان لافتا ان يرد قائد الجيش العماد جوزيف عون على الانتقادات التي تُوجّه الى الجيش وقيادته، من قِبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لم يسمه عون بالاسم. ففي مواقف سياسيّة الأبعاد نادرا ما يُطلقها، قال منذ اسبوع من جرود الهرمل: نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقًا من مواقف سياسية معروفة. لم نرَ هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري حتى انهم لم يرسلوا وزراءهم الى مجلس الوزراء للمشاركة في جلسة كانت مخصصة للبحث في هذ الملف. نقول لهم إننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم.

غير ان باسيل واصل حملته هذه، مشيرا من بعلبك التي زارها نهاية الاسبوع الماضي، الى ان “آلاف النازحين يعبرون الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي”، محذّراً من “خطر وجودي حتمي على لبنان”، مطالباً بـ”تسكير الحدود”. واعتبر باسيل أن “أفراداً وضباطا وقادة في الجيش متواطئون سياسياً ومستفيدون مادياً من شبكات التهريب”، مشدّداً على أن “لبنان مهدّد بالزوال وشعبه مهدّد بالتهجير”. وقال “الجيش في عيوننا وقلبنا لا نتكلّم عليه كمؤسّسة لكننا نعلم أين التلكؤ والتقاعس. نحنا ما عنا شي بالشخصي على حدا بالرغم من كل المعطيات يلّي بين ايدينا من 17 تشرين وبالجايي”.

أداء باسيل هذا ليس مستغربا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، مذكّرة بأنها كانت قد أشارت عبر “المركزية” ايضا منذ ايام، الى ان حملة باسيل ستستمر على قائد الجيش طالما انه مِن أبرز الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية سيما غداة ارتسام إجماع دولي على ضرورة الذهاب نحو خيار ثالث رئاسيا، لا يكون لا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولا الوزير السابق جهاد أزعور، بل شخصية على الحياد، قادرة على الاصلاح والانقاذ ولا تستفز اي مكوّن سياسي في البلاد، وهي مواصفات تنطبق كلّها على “القائد”.

الى ذلك، تتابع المصادر، فإن ما يدفع باسيل الى رفع سقوفه اكثر، هو قلقُه المتزايد من احتمال ان ينتقل فرنجية في حال انسحابه من السباق الرئاسي، الى صفّ المؤيدين لقائد الجيش، اذ ان هذا الموقف كان أبلغه الى مقرّبين منه منذ اسابيع.. من هنا، فإن رئيس الوطني الحر، يرى ان لا بد له من تسعير انتقاداته للعماد عون لتشويه صورته قدر المستطاع كرئيسٍ يُمكن ان يقود مسيرة انتشال لبنان من حفرة انهياره الاقتصادية وان يتصدى للخطر الوجودي الذي يتهدده والمتمثل بالنازحين السوريين، علّ ّهذه السهام كلّها تنفع في حرق حظوظه الرئاسية.. حتى الساعة، اي من القوى المحلية او الدولية لم يقتنع بتُهم باسيل هذه، بل لا ينفك الداخل والخارج يشيد بأداء الجيش قيادة وعناصر.. فما الذي يمكن ان يلجأ اليه بعد رئيس التيار للتخلّص من “كابوس” وصول العماد عون الى بعبدا؟!