IMLebanon

بوجود “الحزب”… لا انتخاب الرئيس ولا اللامركزية يحلان الازمة

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

فشل اللجنة الخماسية في اجتماعها الذي عقدته على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في الاتفاق على رؤية موحدة لملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد اثبت ان الحراك الدولي لحل الازمة في لبنان غير جدي كون الظروف الاقليمية والدولية لانتاج التسوية المطلوبة لم تنضج باعتبار ان الملف اللبناني ليس اولوية على اجندة الادارة الاميركية على الرغم من الضغط الفرنسي على السعودية لبذل الجهود للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية لكن لا تسوية ولا حل من دون ضوء اخضر اميركي وتفاوض غير مباشر بين الاميركيين والقطريين من جهة والايرانيين ومعهم حزب الله من جهة ثانية للتوصل الى تقاطع ما يؤدي الى تسوية جزئية في لبنان. علما ان لدى واشنطن اهتمامات في ملفات كبرى تتقدم على الملف اللبناني تبدأ من الحرب الروسية – الاوكرانية مرورا بالصين وصولا الى العراق فسوريا اضافة الى ازمة الطاقة العالمية ومأزق الكيان الاسرائيلي الوجودي لجهة الخطر الاستراتيجي الكبير الذي تشكله قوى وحركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن.

النائب السابق مصطفى علوش يرى عبر “المركزية” ان لا حل مستداما لازمة لبنان الا برفع اليد الايرانية عنه وبإبطال مشروع حزب الله الرامي الى جعل لبنان جزءا من الجمهورية الاسلامية الايرانية على ما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله . قد تنجح فرنسا عبر موفدها الرئاسي الوزير جان ايف لودريان في الوصول الى الخيار الرئاسي الثالث او قد تتمكن قطر من صياغة اتفاق (دوحة -2) ولكن هذا الحل في حال تحقيقه لن يكون مستداما انما مرحلي. بمعنى ان انتخاب رئيس الجمهورية لا يحل المشكلة التي هي كما قلت اعمق بكثير. سيبقى سلاح حزب الله موجودا وفائض القوة معطلا للدولة وسلطاتها ولقضائها. وكل ما يحكى عن اللامركزية الادارية والمالية الموسعة او الفدرلة كلها مشاريع لا تنتج حلا مستداما كما قلت لانها تفترض البقاء ضمن الاطار المركزي. هل تقوم الدولة وهناك دويلة ضمنها بالطبع لا بدليل ما نحن فيه. الحل بالتقسيم ولكن هل يسمح المجتمع الدولي بذلك.

ويتابع ردا على سؤال قائلا ان لايران اهدافها ومشاريعها. صحيح انها توصلت الى اتفاق مع السعودية ولكنها اوعزت الى الحوثيين باستهداف البحرين بدل المملكة من اجل الاستمرار في ابتزازها للدول الخليجية بغية ازعاجها. هل العالم يجهل ما تتطلع اليه طهران اكيد لا. هو لا يسلم لها بذلك كما لا يريد اطلاق يدها في لبنان .اما ضمها الى اللجنة الخماسية بغية معالجة الازمة اللبنانية فهو يستوجب التسليم لها بمكاسب اخرى على طريقة الافراج عن المليارات لها مقابل الخطوات التي تحققت على هامش تبادل الاسرى في الملف النووي . امر لم يجد القبول لدى الدول الخماسية كون لبنان مغيبا راهنا عن دائرة الاهتمام العربي والعالمي نتيجة الممارسات العدوانية التي مارسها حزب الله في العقدين الاخيرين محليا وخارجيا.