IMLebanon

الطوفان، لكن من أين؟؟!!

كتب ميشال طوق:

منذ اللحظة الأولى للعملية التي نفذها الذراع العسكري لحماس على المستوطنات الإسرائيلية، طُرحت مئات علامات الإستفهام حول ما حصل، خصوصاً من الناحية الإستخبارية والأمنية والعسكرية.

حتماً بعد 7 تشرين الأول 2023، أبداً لن يكون كما قبله، فالتغيير سيكون كبيراً وجذرياً، بغض النظر عن الجهة المستفيدة من هذا التغيير.

بحسب ما تسرب من أخبار ومعلومات وفيديوهات وتقارير، يتبين كأن المهاجمين داخلين الى صحراء قاحلة من دون أي إعتبار لا لشرطة ولا لثكنات جيش ولا لأجهرة أمنية، ولا حتى لمستوطنين مدربين على إستعمال السلاح.

بحسب بعض الفيديوهات لعناصر خدمت سابقاً في تلك المواقع الحدودية، أكدوا أن تلك الحدود مجهزة بأحدث الوسائل التقنية من كاميرات عادية وحرارية وليلية ورادارات قادرة على كشف عصفور من مسافات بعيدة وإلى كل ما يلزم لمنع ليس فقط العبور، وإنما الوصول الى السياج الحدودي، المجهز أيضاً بأفضل الكواشف اللازمة.

ثم، بعد أن دخل المهاجمون وقتلوا المئات من الإسرائيليين، إستطاعوا أن يقتادوا العشرات من الرهائن وبعض الآليات العسكرية الى قطاع غزة، كأن الدنيا خالية مباحة!!

كل هذا حصل على مدى ساعات، والسؤال، أين كانت وحدات الدعم والتدخل السريع وسلاح الجو والمدفعية…؟؟ ونحن نتكلم عن أقوى جيوش العالم بحسب التصنيف العالمي وأهم الأجهزة الإستخباراتية!!

كيف يصل المهاجمون الى الجنود في ثكناتهم وهم في ثياب النوم؟؟ صراحة لا نرى هذه الأمور إلا على قناة بوليوود.

طبعاً هذه كلها تساؤلات مشروعة وغير مبنية على معلومات دقيقة، وسننتظر الأيام المقبلة لتؤكد لنا إن كان كل ما حصل هو عملية أمنية حضرتها حماس، علمت بها إسرائيل، وغضت الطرف عنها لأجل هدف كبير من المبكر التكلم عنه.

أما عندنا، فمع كل الصراخ من فصائل إيران بوحدة الساحات، نأمل أن يكون حزب الله قد أدى قسطه للعلى بالسماح بإطلاق بعض الصواريخ والقذائف من الجنوب، وتنتهي أو تبقى عند هذا الحد، وهو يعرف جيداً أن الدخول في الحرب مع حماس ستكون عواقبه وخيمة جداً، خصوصاً إذا كانت نظرية غض الطرف من إسرائيل عن العملية صحيحة، ومع وقوع هذا العدد الكبير من المدنيين الإسرائيليين، في خطأ مميت وقعت به حماس، فإن المخطط سيكون أكبر من الجميع وسينتهي الى تفكيك كل البنى العسكرية لحماس، وكل من سيساندها، وسير العمليات والتصاريح تدل على أن الهدف لن يكون أقل من ذلك، ناهيك عن الدمار الكبير الذي سينتج عن هذه الحرب والذي سيعيد غزة عشرات السنين الى الوراء.

فرحمة بالبشر والحجر، إحسبوها جيداً لأن الغلط هذه المرة ستكون نتائجه كارثية على كل لبنان، وبالأخص، على محور الممانعة.

أما النكتة المضحكة السمجة في كل ما يجري، تحذير إسرائيل الدولة اللبنانية بأنها تتحمل أي مسؤولية لما سيقوم به حزب الله!!

فعن أي دولة يتكلم هؤلاء؟؟ هل لهذه الدرجة أصبحت معلوماتكم مُضَلَلَة ومغلوطة؟؟