تقرير ماريا خيامي:
يُخصص شهر تشرين الأول من كل عام للتوعية حول مرض سرطان الثدي، إضافة إلى تشجيع البرامج الصحية الوقائية للكشف المبكر عن المرض في مراحله الأولى، حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى خفض معدل الوفيات من خلال الكشف المبكر بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30%، ومع ذلك، يحصد المرض أرواح أكثر من 450 ألف شخص في شرق المتوسط كل عام.
إلى ذلك، يعتبر سرطان الثدي السبب الأول أو الثاني للوفيات الناجمة عن السرطان بين النساء في 95 في المئة من البلدان، كما ان 80 في المئة من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي وعنق الرحم تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ورغم التطورات الإيجابية التي حدثت في بعض بلدان شرق المتوسط، ظلت الوقاية من السرطان ومكافحته في بلدان الإقليم في مرحلة مبكرة من التطور، مع توجه استراتيجي محدود.
إلى ذلك، تشير منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للسرطان خلال العام 2023 إلى أن “هذا اليوم يهدف إلى تعزيز الوعي بالسرطان على أنه قضية من قضايا الصحة العامة، وإلى تقوية الإجراءات نحو تحسين الوصول إلى الرعاية الجيدة والفحص والكشف المبكر والعلاج والرعاية”.
وتشرح أن السرطان هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة في جميع أنحاء العالم، وفي إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، يتم تشخيص معظم حالات السرطان في مرحلة متأخرة عندما تكون العلاجات أقل فعالية مما يؤدي إلى نتائج سيئة للمرضى.
وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030 سيكون للإقليم أعلى زيادة في عبء السرطان بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة.
يشرح الطبيب الاخصائي في الجراحة النسائية والتوليد والعقم الدكتور آلان ضاهر في حديث لموقع IMLebanon، أن الاصابة بسرطان الثدي زادت مؤخراً بين الأعمار المتراوحة ما بين الـ 30 والـ40 عاماً، ومن دون أي عامل وراثي، إذاً فهناك عوامل خارجية تزيد احتمال الإصابة بالسرطان، ومنها التعرض للتلوث، الأكل غير الصحي، التعرض للإشعاع وغيرها…
ويعدد ضاهر العوامل المتعارف عليها، التي تزيد احتمال الاصابة بالمرض، ألا وهي:
-التقدم بالعمر، خاصة بعد عمر الـ 50 سنة.
-الوراثة أي الجينات الموروثة من خلال وجود تاريخ عائلي للاصابة بالسرطان.
-التعرض للهرمونات النسائية لمدة أطول، أي إذا بدأت دورتها الشهرية من عمر صغير.
-تأخر انقطاع الطمث.
وعن زيادة الكافيين والكحول احتمال الإصابة بسرطان الثدي، يجيب د.ضاهر أن هذه المعلومات غير صحيحة، مشيرا إلى أن البدانة تزيد من هذه الاحتمالية، إضافة إلى تناول الدهن بكثرة، ولا ننسى التدخين الذي بالطبع يزيد خطر الإصابة، كما ان ممارسة الرياضة مهمة لإبعاد المرض أو تقليل احتمال الاصابة به.
وسرطان الثدي هو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب الثدي ويظهر في قنوات وغدد الحليب، وقد لا تظهر عادة أي أعراض في مراحله المبكرة، ولكن قد تظهر علامات على شكل نتوءات صلبة تحت الجلد في منطقة الثدي أو الإبط، تغير ملمس الجلد وطبيعته في منطقة الثدي، خروج إفرازات غير طبيعية من حلمة الثدي، إضافة إلى ألم وتيبس الثدي (الألم لا يدل دائما على الاصابة بالسرطان)، يضيف الطبيب.
ودعا ضاهر كل امرأة تخطت الـ30 عاماً إلى البدء بالقيام بالفحوصات الدورية، بهدف الكشف المبكر عن سرطان الثدي ومعالجته في مراحله الأولى لتعزيز فرص الشفاء التي تصل إلى 100% إذا تم اكتشافه في المرحلة الاولى، إذ يتم استخراجه من خلال عملية صغيرة، أما لمن تخطّت الـ 40 فالصورة الصوتية مهمة جداً كل سنة حتى ولو كانت لا تشعر بأي من العوارض.
وشدد الطبيب الاخصائي في الجراحة النسائية والتوليد والعقم على أن هناك الكثير من الأفكار الشائعة الخاطئة حول العلاقة بين حبوب منع الحمل وسرطان الثدي، فحبوب منع الحمل ليست سبباً للإصابة بسرطان الثدي، ولكن قد تزيد احتمال الإصابة بنسبة جداً طفيفة إذا تناولتها المرأة خلال سنوات عدة، ولكن في المقابل، قد تقلّل بنسبة كبيرة احتمال الإصابة بسرطان المبيض والرحم.
الى ذلك وبهدف مساندة النساء للخضوع لفحص الثدي السنوي، دعت جمعية beirut power hub إلى المشاركة في حدث تقيمه في بيروت le Yacht club، في 19 من الشهر الحالي، إضافة إلى حدث آخر في Grand Cinemas في abc ضبيه من الشهر نفسه، من خلال حملة hugforacause الذي يعود ريعه لمساعدة النساء اللواتي لا يستطعن إجراء فحص الثدي.
وتشارك في هذه الحملة مجموعة من المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي بالاضافة الى وجوه اعلامية وفنية معروفة.
ويشرح جان كلود بجاني، مؤسس Beirut Power Hub عن مساهمته في مكافحة سرطان الثدي من خلال مبادرة المسؤولية الاجتماعية المبتكرة والخلاقة التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بين النساء وإعطاء الأمل والإيجابية لمرضى سرطان الثدي، وكذلك جمع التبرعات من خلال الحدثين الذين ذكرناهما سابقاً، لمساعدة النساء على إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية، الذي تبلغ قيمته حوالي الـ 100 دولار تقريباً.
وتستهدف الحملة التوعوية الكشف المبكر عن سرطان الثدي بجهاز “ماموغرام” لدى السيدات من عمر الأربعين وما فوق، وخصوصاً اللواتي لم يقمن بإجراء الفحص منذ أكثر من عامين، حيث تشمل الحملة إجراء الفحوصات السريرية والفحص الاشعاعي “الماموغرام”، وذلك تحت إشراف طبي تخصصي مبني على المعايير والتوصيات العالمية، بالاشتراك مع الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي.
وتهدف الجمعية الى زيادة مستوى الوعي العام بمرض سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر وأكثر الفئات عرضة للإصابة به.
كما رفع مستوى الوعي لأسباب الإصابة بسرطان الثدي وطرق الوقاية منه. ورفع مستوى الوعي بأهمية إجراء الفحوصات المبكرة كفحص الماموغرام؛ لاكتشاف التغيرات غير الطبيعية للسيدات وإجراء الفحص الذاتي للثدي.
بالاضافة الى تشجيع البرامج الشاملة لمكافحة سرطان الثدي كجزء من الخطط الوطنية لمكافحة السرطان، ودعم المصابين بمرض سرطان الثدي ومساعدة النساء اللواتي بحاجة إلى إجراء الفحوصات من دون تكلفة.
اذا رغم تطور الطب والعلاجات في العالم، تبقى الوقاية خير من العلاج، وعلى كل امرأة المحافظة على صحتها والخضوع الى فحوصات سنوية وزيارة طبيبها بشكل دوري.