IMLebanon

اذا طلب منه الانخراط في الحرب.. هل يراعي “الحزب” هذين العاملين؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”: 

منذ انطلاق عملية طوفان الاقصى في الاراضي المحتلة السبت الماضي، سُجّل إجماع داخلي على دعم القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية، الا ان شبه إجماع ايضا تبلور مع الايام، على ضرورة عدم جر لبنان الى هذه المواجهة.

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط، كان اول المحذرين من اي خطوات غير مدروسة. فقد أشار الى أن “الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال ولا أفهم بعض التصريحات من بعض أقطاب الممانعة في لبنان حول تدمير إسرائيل فلسنا بحاجة الى صراع يهودي – إسلامي”. وطلب جنبلاط، في حديث تلفزيوني من “حزب الله ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى خصوصاً من بعض التنظيمات التي قد تتسلّل الى الأراضي المحتلة وسأتواصل مع الحزب وكلام النائب محمد رعد عن أنه آن الأوان لزوال إسرائيل غير مفيد”.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان له ايضا الموقف ذاته. فقد رأى ان التجاوزات الإسرائيليّة غير مقبولة وحلّ القضية الفلسطينيّة لا يكون بالحروب وبمقولة إزالة إسرائيل. واضاف “الحرب بين غزة والإسرائيليين لها حسابات إستراتيجية على صعيد الشرق الأوسط ولا سيما إيران، مشيرا الى ان طالما لا حل للقضية الفلسطينية فالأمور مفتوحة على مختلف المفاجآت ويجب إيجاد حل على قاعدة الدولتين. وتابع جعجع ان “لا شيء إسمه حزب الله بما يجري بين حماس والإسرائيليين والقرار في إيران”، قائلا “علينا العمل لعدم اشتعال جبهة الجنوب وأسجل غيابا كبيرا للحكومة اللبنانية”.

حزب الكتائب اعتبر بعد اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه سامي الجميل أن “ما حصل أمس في الجنوب يهدد بانزلاق لبنان الى حرب جديدة هو بغنى عنها خدمة لمخطط يهدف لتثبيت معادلات القوة في المنطقة واعطاء الاولوية لمصالح خارجية على حساب المصلحة اللبنانية. ان استعمال الاراضي اللبنانية وربطها بالساحة الفلسطينية مرفوض جملة وتفصيلا ولا يستطيع ان يتكلم حزب الله أو اي من الفصائل الفلسطينية باسم لبنان حرباً كان ام سلماً، لان هذا القرار تملكه الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها. لذا، حذر الحزب من جرّ لبنان الى المواجهات الدائرة في غزة معتبرا أن سيادة لبنان “خط أحمر” ورأى أن أي خطوة متهورة سترتب تبعات لا يجب ان يتحملها لبنان خصوصا في وضعه الحالي حيث طال الإنهيار كل القطاعات والمؤسسات”.

شخصياتٌ مستقلة وسطية ايضا نبّهت وتنبه من أخذ لبنان الى الحرب. النائب غسان سكاف قال عبر اكس: تحييد لبنان أصبح اليوم أولوية ليتفرغ الى دعم القضية إنسانياً ودبلوماسياً وإلا سينتقل بلد الارز من الانهيار إلى الاهتراء وخطر الزوال بفعل نزوح خارجي الى الداخل ونزوح داخلي الى الخارج. النائب ميشال ضاهر من جانبه، قال: شعرت بالفخر لما حقّقه الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال الاسرائيلي. ولكنّني قبل كل شيء لبناني. ووطني لبنان محتلّ من قبل طبقة سياسية دمّرت مؤسساته. وطني يشهد نزيف أبنائه كل “طلْعت شمس” اقتصاديًا ومعيشيًا واجتماعيًا. وطني يُحتضر أمنيًا ويقف على فوهة بركان النزوح. بالمختصر: وطني لا يحتمل زجّه بأي صراع لا يمكن تقدير تداعياته.

ايضا، قوى ليست مِن فريق المعارضين لحزب الله، رفضت اي حرب. فقد اشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى انه “بقدر ما ندعم حق المقاومة الفلسطينية في قتال إسرائيل على ارض فلسطين، نرفض كل استخدام لأرض لبنان من جانب اي طرف غير لبناني، كمنطلق لأعمال حربية”، وتابع قائلا: “لا للعودة الى زمن فتح لاند”.

تُصرّ مصادر سياسية معارضة على سرد هذه المواقف كلها، لتسأل عبر “المركزية” سؤالا اساسيا: هل سيراعي حزب الله هذا الإجماع اللبناني فيمنع تصعيد الامور جنوبا؟ في قضايا كثيرة اخرى، هو لم يفعل، ورمى رأيَ اللبنانيين خلف ظهره، وتصرَّف وفق الاجندة الايرانية وكما تقتضي مصلحة “الولي الفقيه”. اليوم، وفي وقت يصل وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان الى بيروت في الساعات المقبلة حاملا “كلمة السر” الى الحزب، ثمة عاملان اساسيان يجب ان يأخذهما في الاعتبار قبل ان يسير بما تطلبه منه طهران خاصة اذا كان على شكل “أدخلوا في الحرب”: الاول، غيابُ اي دعم داخلي لقرار الحرب، فحتى التيار الوطني الحر الذي سانده عام 2006، ليس في الموقع ذاته ولا في الحجم الشعبي ذاته. والثاني، الانهيارُ الاقتصادي والمالي الذي يعيشه لبنان… فهل يمكن لهذه الحقائق اللبنانية ان تحمي البلاد من الذهاب نحو الاسوأ، ام ان كل شيء يهون كرمى لعيون المحور ومصلحته؟