IMLebanon

منسوب اشتعال جبهة لبنان في أعلى مستوى؟

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”: 

كل التطمينات المنهمرة على اللبنانيين بأن وطنهم لن يلقى مصير غزة المأسوي، تبقى قاصرة ازاء حجم القلق الذي يعتريهم جراء شعورهم، مع كل يوم يمر منذ ٧ تشرين الجاري، انهم ينزلقون تدريجا نحو اتون النيران المشتعلة، بإرادة فريق مسلّح يستأثر بقرار الحرب والسلم ضاربا عرض الحائط كل ما يتصل بمفهوم الدولة ومؤسساتها الدستورية والسلطة المفترض ان الكلمة الفصل لها وحدها.

عبارة واحدة يرددها اللبنانيون جميعهم، بمن فيهم البيئة الشيعية، باستثناء من خضع لغسيل الادمغة من بينهم، “لا نريد الحرب، ما منحمل…اللي فينا مكفينا”. يدرك حزب الله الواقع هذا جيدا ويعلم ان ظروف الاحتضان اللبناني لاهل الجنوب في حرب الـ 2006 لم تعد قائمة، وان الانهيار الشامل الذي اصاب لبنان وضرب مقومات الصمود يجعله اعجز من ان ينخرط في حرب لا قدرة لاي لبناني على تحملها، الا ان قرارا كهذا لا يملكه الحزب ولا امينه العام ولا الدولة اللبنانية حتما. وحده “خامنئي” يملك المفتاح ويقرر اعطاء الضوء الاخضر للحظة “اعدام لبنان”.

على ذمة عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، تبدو الخطوة اتخذت في الحرب، اذ قال اليوم”ان ما يحصل في الجنوب يعني انهم لم يدخلوا بعد في الحرب وهو الحد الأقصى الذي وصل اليه الإيرانيون والإسرائيليون. وبعد مراقبة الخطاب الإيراني والإسرائيلي منذ السبت يبدو وكأن الخطوة اتخذت للدخول في الحرب، فبلّغنا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ان لحظة دخول الجيش الإسرائيلي الى غزة سنوحد الساحات وندخل المعركة”.

في الموازاة، سلسلة عوامل استجدت تؤشر الى قرب لحظة الانفجار. الجيش الاسرائيلي اعلن تفعيل خطة لاجلاء سكان الشمال الذين يعيشون على مسافة تصل إلى 2 كم من الحدود اللبنانية. منظمة الصحة العالمية ارسلت الى لبنان امس امدادات عاجلة “للاستجابة لأي ازمة محتملة، على خلفية تصاعد وتيرة الاشتباكات الحدودية بين مقاتلي حزب الله وإسرائيل. وقد وصلت بالفعل شحنتان من مركز الخدمات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، وتشمل ما يكفي من الأدوية والإمدادات الجراحية لتلبية احتياجات ما بين 800 إلى 1000 مريض ومصاب”. في حين بدأت شركات كبرى تتخذ اجراءات تحسبا لاندلاع الحرب ووجه عدد من السفارات رسائل تحذيرية لرعاياه.

في المقابل، اعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” ، أن إسرائيل وافقت على عرض أميركي بألا تقوم بالمبادرة بشن هجوم على لبنان مقابل التزام أميركي بالتدخل حال مبادرة حزب الله إلى الهجوم. لكن، لا شيء يضمن عدم مبادرة الحزب في ما لو طلبت ايران ذلك، خصوصا مع توسع دائرة الاستهداف الاسرائيلي وصولا الى رأس الناقورة وسقوط صاروخ مباشر في مقر الكتيبة الماليزية، وشن هجمات على تلة بلاط التي لا تعتبر متاخمة للحدود بواسطة الطيران الحربي المروحي

حتى الساعة، خيط رفيع يفصل بين البقاء في دائرة المناوشات المحدودة واحترام قواعد الاشتباك وبين اشتعال الجبهة على نطاق واسع. فهل يستمر ضبط النفس من الطرفين تلافيا لانفجار لن يقتصر على لبنان وغزة بل يتمدد فتيله الى المنطقة برمتها وصولا الى الخليج، في ما لو تدخلت واشنطن وطهران عسكريا؟ وهل تنوي واشنطن دخول معترك الحرب مباشرة في مواجهة ايران بعدما عجزت عن مفاوضتها بالطرق السلمية والدبلوماسية؟ وتاليا ماذا عن مصير لبنان وشعبه في ظل وضع كهذا؟

لا تستبعد مصادر سياسية مطلعة وفق ما ابلغت “المركزية” امكان تدحرج الاوضاع الى نقطة اللاعودة، اذا ما ارتأت تل ابيب الانتقام لهزيمتها التاريخية امام حماس وحصلت على ضوء اخضر اميركي، الا انها تتوقع الا تُفتح جبهتها الشمالية مع لبنان، مشيرة الى احتمال نقل المواجهة الى الجولان حيث وطأة الصراع أخف وثمن المواجهة أقل والمصالح النفطية في الحفظ والصون، فهل ينفذ لبنان “بريشه” في هذه الجولة القتالية،ام يدفع مجددا ثمن الصراع الايراني- الاميركي؟…الجواب رهن الايام القليلة المقبلة.