IMLebanon

رولان أبي نجم: فلسطين محظورة وهكذا نتحايل على الخوارزميات

حاورته ماريا خيامي:

عمّ الغضب مواقع التواصل الاجتماعي مع اندلاع الحرب في غزة، وتداول رواد هذه المواقع صور وفيديوهات ومنشورات حول الضحايا الفلسطينيين ما دفع بإدارة هذه المواقع الى وضع قيود على المحتوى الفلسطيني منعا لدعم هذه القضية.
وتمّ تعليق بعض الحسابات وسحب المناشير والـstories للمدافعين عن فلسطين وشعبها.
ولجأ الكثيرون إلى حيل مختلفة للهروب من خوارزميات مواقع التواصل والتحايل عليها لنشر المحتوى الذي يريدونه من دون التعرض لحذف المنشور، أو حتى حظر وتعطيل الحسابات، ولكن دون جدوى.
تلك الحيل التي يعتقد البعض بأنها ناجحة في التحايل على معالجات اللغة المستخدمة من جانب خوارزميات تلك المنصات، تحدها في الوقت نفسه شكوك حول مدى نجاحها، بالنظر إلى تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل لافت، وتعاملها حتى مع مختلف اللغات، بما في ذلك اللهجات العامية.

ما هي الخوارزميات وكيف تعمل؟

يوضح الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم أن الخوارزميات تلعب في البرمجة على سبيل المثال لا الحصر دورًا كبيرًا في كيفية عمل وسائل التواصل الاجتماعي وتتحكَّم في ظهور المحتويات والإعلانات المناسبة وفقًا لبيانات المستخدم وشخصيته، إذ تُتَخَذ جميع هذه القرارات وتقودها الخوارزميات من خلف الستار، فالخوارزمية ما هي إلا نهج تفكير وتمثيل منطقي للخطوات حتى تصل إلى النتيجة.

ويتابع: “جميع شركات مواقع التواصل الاجتماعي تخضع للـ DSA، أي لقانون الـ Digital Services Act، الذي وضعه الاتحاد الاوروبي لضبط المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، ولإلزام الشركات، من خلال الخوارزميات، بمنع المحتوى الزائف وتلفيق الأخبار.
إذا فالخوارزميات تعمل على مراقبة محتوى مواقع التواصل، ان كان نصّاً، صورة أو فيديو، وإذا تضمّن كلمة أو عبارة محظورة مثلا، يتم سحب المحتوى، أي إلغائه، أو عدم ايصاله للجمهور، كما نرى اليوم في ظل الحرب الإسرائيلية-الفلسطينية ومنع المحتوى المناصر لفلسطين من الانتشار، أو في بعض الحالات، يتم حظر الحساب. ولأن مواقع التواصل لا تستطيع ضبط الخوارزميات، بسبب اختلاف اللغات واللهجات خاصة في العالم العربي، تلجأ للشركات التي تستعين بأشخاص لمراقبة المحتوى شخصياً.

وتواجه مواقع التواصل، خاصة تيك توك، مشكلة وهي البث المباشر، إذ ليس بإمكانهم التحكم بما يقوله الشخص حينها، ولذلك تقوم بالحد من امكانية وصول بعض الاشخاص لهذه الميزة، وتمنعهم من البث، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لضبط المحتوى ومنع المستخدمين من التكلم بما يريدون، يضيف أبي نجم.

التحايل على الخوارزميات

يشرح الخبير في التحول الرقمي، أنه بإمكاننا التحايل على الخوارزميات من ناحية بسيطة، وهي تقطيع الكلمات مثل (فلس*طين). ولكن العائق أن هناك أشخاص يراقبون المحتوى الآن، كما بإمكانهم منع المحتوى الصادر من بلد معين، ومن أشخاص معيّنين كالذين ينشرون محتوى مناصر لفلسطين مثلاً، إذا بهذه الطريقة التحايل على الخورزميات أصبح محدوداً.

صفحات المشاهير والمؤثرين

هناك مراقبة مشددة على حسابات المشاهير والمؤثرين، وبالتالي فإن التحايل بالمحتوى شبه مستحيل، وبالطبع هناك أشخاص يراقبون هؤلاء، والاتكال لا ينحصر فقط على الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، ما يجعل تخطيها أمر صعب.

نصائح لتفادي خسارة صفحتك

باختصار، عليك الابتعاد عن المحتوى الممنوع، يشرح أبي نجم، مثلا، في الوقت الحالي يتم منع المحتوى المرتبط بالحرب الدائرة في فلسطين واسرائيل، إذا فعليك الابتعاد عنه، تفادياً لخسارة حسابك.

ويختم ابي نجم: “تستطيع التحايل من خلال تقسيم الكلمة الممنوعة، كما شرحنا سابقاً، والابتعاد كلياً عن المحتوى الذي يضم مشاهد عنيفة، ان كان على علاقة بالحرب أم لا، لأن هذا الموضوع هو من أساسيات عمل الخوارزميات، وسيتم حذفه تلقائياً وستخسر حسابك إذا ما تكرر هذا الأمر. كما تستطيع استخدام الـ vpn ان كنت داخل فلسطين أو لبنان في هذا الوقت، كما أنه من المهم الابتعاد عن التفاعل مع المحتوى المرتبط بدعم فسطين، ولكن باختصار، تستطيع التذاكي مرّات محدودة ولكن في النهاية ستصل للحظر أو لسحب منشوراتك.”