IMLebanon

دخول أميركا وإيران المعركة يدفع بتوسعها إلى الخليج

كتب يوسف فارس في “المركزية”: 

يتدحرج الوضع في لبنان من سيئ الى اسوأ، فلا شيء ينبئ بوقف الانهيار المتمادي على مختلف الصعد وفي مجمل القطاعات والمؤسسات. وفي حين كان يعول على تمكن احد الحراكين الفرنسي او القطري في دفع الفرقاء لملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية ليشكل الامر بداية نهوض من الازمة المستفحلة، جاءت التطورات العسكرية في غزة وما سجل بعدها على جبهة الجنوب لتصيب الاهتمام بالملف الرئاسي بالتراجع بعدما كان من المفترض ان يتواصل التحرك بشأنه من خلال المساعي الفرنسية والقطرية التي باتت اليوم في اجازة اقله الى حين تبلور المشهد بعد هذه التطورات، علما ان انسداد الافق الرئاسي مرشح ان يطول من جراء ما حصل وان انتخاب رئيس للبلاد لم يعد يشكل اولوية، الا اذا ادت التطورات الملتهبة في غزة والمنطقة الى خلط جديد للاوراق وقلب الاوضاع بما يدفع في اتجاه تسريع عملية الانتخاب .

الوزير السابق فارس بويز يقول لـ “المركزية”: جاءت الحرب على غزة لتطغى على ما عداها من ملفات وخصوصا الملف الرئاسي اللبناني الذي كان استحوذ بعض الاهتمام العربي والعالمي. اليوم الجميع ينتظر نتيجة الحرب الحاصلة سيما وان اسرائيل تحاول دفع الفلسطينيين الى خارج غزة وتحديدا الى مصر، وهو ما لا يخفيه رئيس وزارئها بنيامين نتنياهو للخلاص من المشكلة. اخلاء غزة حلم قديم عاد ليتجدد بعد التحضير لهذه الفرصة بمعزل عن اوروبا المربكة في كيفية التغطية على هذا الواقع. الحرب ستكون في تقديري طويلة وقد تتوسع وهنا الخطورة لان المقاومة في لبنان لن تستطيع تحمل السكوت الدولي على ما يحصل. الامر الذي قد يدفع ايران ايضا الى دخول المعركة وتاليا فإن نشوب حرب صواريخ اقليمية غير مستبعد على الاطلاق سيما وان مجيء الاسطول الاميركي الى البحر المتوسط ليس صدفة. العالم يغطي راهنا كارثة جديدة تحل بالشعب الفلسطيني بعد كارثة العام 48 .

اضاف: لا شك في ان الكيان الاسرائيلي تزعزع .ثقة الاسرائيليين بدولتهم ومصيرهم اصيبت بنكسة كبيرة .امجادها العسكرية باعتبارها القوة التي لا تقهر بما تمتلك من تكنولوجيات وتقنيات سقطت اضافة الى الدعم الدولي، كل ذلك سقط نتيجة الظلم الذي تمارسه . الخوف الاكبر اذا ما دخلت كل من اميركا وايران المعركة من توسعها لتطال منطقة الخليج كون القواعد العسكرية هناك لن تبقى خارج الاستهداف.

وتخوف بويز ختاما من مشكلة نزوح فلسطينية وسورية جديدة باتجاه لبنان، اذا ما توسعت دائرة الحرب وانخرطت فيها دول الممانعة معتبرا ان المنطقة برمتها امام منعطف خطير جدا قد يحمل تبديلا في الكثير من الوقائع الراهنة مؤكدا ان العودة الى اتفاق اوسلو وتنفيذه كحل باقامة الدولتين هو السبيل الوحيد لاحلال السلام في المنطقة .