IMLebanon

لا قيامة للبنان بوجود السلاح الإيراني!

كتب ميشال طوق:

إن كل ما يقوم به القيمون على الدولة اللبنانية وكل الإجتماعات مع وفود البنك الدولي والمسؤولين الدوليين، وكل الآمال التي يتم بناؤها على المساعدات والسياحة والنفط والغاز وغيرها من ضرورات وضع لبنان على السكة الصحيحة للعودة لإحياء إقتصاده والخروج من أزمته الجهنمية، حتماً لن يؤدي الى أي نتيجة، فكل ما سيُبنى سيكون مبنياً على الباطل، وكل ما بُني على باطل، فهو باطل وزائل.
البرهان الملموس على ما تقدم، هو الصورة الهزلية التي نراها اليوم أمام أعيننا، نحن وكل العالم.

دولة عاجزة خائفة لا حول لها ولا قوة، وبدل أن يخجل مسؤولوها ويلزموا مكاتبهم بعيداً عن الإعلام، يعترفون بكل وقاحة أنهم لا دخل لهم في ما يجري ولا يملكون أي سلطة على مَن يسرح ويمرح ويلعب بمصير لبنان واللبنانيين على هواه!
طيب هل يمكن لأحد أن يتحفنا بمعلومة مفيدة ما هو عمل هذه السلطة بالضبط؟
فهي غير معنية بقرار الحرب والسلم لا من قريب ولا من بعيد، فقط تتمنى وتفضل وتسعى مع المعني بهذا القرار، كالولد الذي يعيش مع خالته ولا يزعلها كي تتحنن وتعطف عليه!!

هي غير معنية بضبط حدودها ولا المعابر البرية والبحرية والجوية، وكلها سائبة في الإتجاهين لتهريب السيارات المسروقة والأسلحة والمخدرات والبشر وكل ما هو غير شرعي، وليس فقط الى لبنان وإنما الى دول أخرى!

هي غير معنية بالسياسة الخارجية للدولة إلا صُورياً فقط ولا تزيح قيد أنملة عن السياسة التي كان يضعها الطاغية السوري ومن بعده ربيبه حزب ولاية الفقيه!
هي حتى غير معنية بموظفيها التي لا تعرف عددهم الحقيقي الذين أتخموا الإدارة العامة وأهلكوا ماليتها وليس بمقورها إلا الموافقة على توظيف المحسوبيات المدعومين من النافذين المستقوين بقوة الأمر الواقع!

لهذه الدرجة سلطة مهملة مستغنية عن كل واجباتها الأساسية ومتلهية بالصفقات والسمسرات والمنافع الآنية، بينما تضع مصير كامل الوطن وكل أبنائه في يد مَن يسيطر على قرارها ومقدراتها.

فلكل مَن يتأمل بأن الوضع الإقتصادي والمالي والمؤسساتي سيتظم يوماً في لبنان في ظل هكذا سلطة منبطحة أمام قوة الأمر الواقع، فهو مخطىء بالكامل وكل المساعي المبذولة هي كمن يعالج مرض السرطان بحبوب منع الحمل.

وطالما هناك قوة محتلة للدولة اللبنانية تسرح وتمرح على هواها الأيديولوجي المتعصب، فلن يقم قائمة لأي شيء في لبنان، ولن يكون بإستطاعة أبنائه أن يتأملوا بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم، وكل ما سيتم بناؤه وتكوينه في ظل هذا الوضع الهجين، سيختفي بلمح البصر وسيُهدم على رؤوسنا كما يحصل في غزة اليوم، والحل الوحيد الأوحد هو بسط سلطة الجيش اللبناني على جميع الأراضي اللبنانية ومنع أي سلاح خارج سلاح الشرعية اللبنانية، ثم تفعيل كل الهيئات القضائية وإستقلاليتها لتبدأ المحاسبة على كل الجرائم التي إرتُكبت، وتفرض هيبتها بالقانون على كامل الساكنين في لبنان، مواطنين وأجانب، عندها فقط، يمكننا أن نحلم بدولة عصرية متطورة قادرة، عندها فقط سنرى النمو المتسارع والقوي للإقتصاد اللبناني وإنتظام المالية العامة للدولة، عندها فقط نطمئن أن مصيرنا لن يكون مربوطاً بأشخاص يحلمون بالليل وينفذون أحلامهم في الصباح، أحلام مستوحات من مؤلهين بعيدين آلاف الكيلومترات عنا.