IMLebanon

موسكو تحذّر طهران… والسبب لبنان

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

بالنظر الى الواقع المستجد في اليومين الاخيرين وما رافقه من اجتماعات وتحضيرات واستنفار رسمي ولوجستي وإعداد خطط عملانية للطوارئ، وبالركون الى الدعوات الدولية للرعايا الاجانب لمغادرة لبنان فورا وآخرها جاء من السفارتين العمانية والبلجيكية، وما اعقبها من بدء عدد من شركات الطيران الغاء رحلاتها الى بيروت، وجديدها اليوم الطيران السعودي الذي الغى رحلاته حتّى 31 تشرين الأول. بالنظر الى هذه المعطيات كلها، لا يمكن للمرء الا توقع لحظة الانفجار ودخول ساحة المعركة بامتداد فتيلها من غزة الى لبنان، باعتبار ان حزب الله الملتزم حتى اللحظة قواعد الاشتباك مدركاً خطورة الخروج عنها، لا يمكن ان يبقى متفرجا على الصراع مكتفيا بمناوشات حدودية، بخاصة إن دقت ساعة النفير الاسرائيلي باجتياح القطاع، وقد اعلنت تل ابيب انها حصلت على الضوء الاخضر.

احد في لبنان لا يعلم الساعة ولا المصير الذي ستؤول اليه تطورات الميدان، علما ان طهران الآمر الناهي في سياق انخراط حزب الله فعليا في المعركة واستجلابها الى لبنان، ما زالت تحاول النأي بنفسها عن الصراع، وقد اعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اخيرا “مشاركة العقول العراقية في تطوير القدرة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية” في ما يُقرأ فيه محاولة لتجنب تحميل ايران مسؤولية الصراع ودخولها حلبة المعركة مباشرة نسبة للمخاطر الجسام التي قد تنتج عن خطوة كهذه يرى فيها المحللون حربا عالمية ثالثة، مع استقدام واشنطن حاملات طائراتها الى المنطقة ورفع مستوى التحذير الروسي. وكما أبسط مواطن، يؤكد المسؤولون السياسيون والامنيون ان لا معطيات في شأن احتمال جر لبنان الى الحرب، باعتبار ان القرار اقليمي -دولي وليس لبنانيا. وتبعا لذلك، تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية” ان نسب اندلاع الحرب تساوي عدمها اوالاكتفاء بالآخذ والرد الى حين بلوغ المفاوضات نقطة الاتفاق والتسوية.

وتؤكد المصادر ان عشية زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن اسرئيل للمشاركة في قمة رباعية كان يفترض ان تضمه الى الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس وملك الاردن عبدالله بن الحسين في عمان، وقد الغيت بعد الاستهداف الاسرائيلي للمستشفى الاهلي المعمداني في غزة ، اتصل مسؤول روسي رفيع في وزارة الخارجية بنظيره الايراني، ليبلغه رسالة تحذير “من توسيع الحرب وفتح الجبهات وتمدد المعارك الى لبنان في ظل الغضب الاسرائيلي، بخاصة ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هدد لبنان باعادته الى العصر الحجري اذا شارك حزب الله في المعركة. ويكشف ان طهران ابلغت الرسالة الى قيادة حزب الله الذي لم يبادر الى الانتقام للمجزرة الا بالمواقف واستهدافات حدودية محدودة.

في الموازاة، لم يعد من مجال للشك في الدعم الاميركي المطلق لإسرائيل، لا سيما بعد زيارة الرئيس جو بايدن اليها والمواقف التي اطلقها في مؤتمره الصحافي مع نتنياهو. في هذا السياق، تقول المصادر ان الدعم هذا جدي حتى ولو بلغت الامور حدّ مواجهة ايران، موضحة ان لا نية لدى واشنطن بوقف المعركة قبل ازالة حماس على غرار اخراج منظمة التحرير من بيروت، في ضوء توافق اميركي – اسرائيلي على تطهير بؤر التوتر في غزة والضفة نهائيا، والانتقال من نظرية التعايش مع من تصنّفهم بـ”الارهابيين” اي (حماس وحزب الله) الى مرحلة جديدة، الا وهي القضاء عليهم، معتبرة ان احتمال المواجهة مع “حزب الله” قائم بقوة، انما هي مسألة وقت.

وبالسؤال عن امكان انفجار المنطقة برمتها والانزلاق نحو حرب واسعة النطاق، تختم المصادر بالقول: كل الخيارات واردة، ولو بلغت الامور حد تهجير مئات الاف الفلسطينيين الى الخارج باتجاه دول عربية اخرى.