IMLebanon

موسم الإنفلونزا بدأ… إتبعوا هذه الإرشادات لتفادي المضاعفات

تقرير ماريلين عتيّق:

مع دخولنا موسم الـ”Grippe” رسميًّا، علينا أن نبقى متأهبين لفيروس قد يبدو بسيطًا وسهل المحاربة، ولكنه في بعض الأحيان يستغل ضعف جسم الإنسان فيفتك به.

ويعد الطقس البارد بالإضافة إلى الأماكن المكتظة بالأشخاص مثل المدارس، بيئة حاضنة للإنفلونزا الموسمية، التي تتفشى بسرعة عن طريق السعال أو العطس، حيث ينتشر الرذاذ الحامل لجزيئات الفيروس في الهواء ويصل إلى الأشخاص القريبين من المريض، كما يمكن أن تنتقل العدوى عبر الأيدي الملوّثة بها.

فما هي الخطوات التي يجب اتباعها للوقاية من هذا الفيروس؟ ومن هي الفئات الأكثر عرضة لمضاعفاته؟

أفادت دراسة طبية، بأن فترة حضانة فيروس الإنفلونزا الموسمية تستغرق ما بين 2 إلى 4 أيام حتى تظهر الأعراض.

في السياق، أوضحت الاختصاصية في الأمراض المعدية والجرثومية الدكتورة منى يوسف أبو عون، أن “الإنفلونزا هي إلتهاب يصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن يصل إلى الرئتين، وسببه فيروس وليس بكتيريا”، معلنة أن “موسمها في لبنان يبدأ تحديدًا من نهاية شهر أيلول ويمتد حتى شهر آذار”.

وأكدت أبو عون في حديث لموقع IMLebanon، أن “كل الفئات العمرية يمكن أن تصاب بهذا الفيروس، لكن هناك أشخاص قد يتعرضون لمضاعفات وعوارض قاسية يدخلون بسببها إلى المستشفى وحتى إلى العناية الفائقة، وهم الأطفال دون عمر السنة، كبار السن أي الذين تزيد أعمارهم على الـ65 سنة خصوصا إذا كانوا يعانون من مشاكل صحية، النساء الحوامل، المسنون في دور العجزة، الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو والسكري وغيرها، وكل من يعاني من نقص في المناعة ومن الوزن الزائد”.

كما ذكرت أن “اللقاح لا يحمي مئة في المئة من الإصابة بالفيروس، ولكن من الضروري أن تحصّن هذه الفئات الضعيفة نفسها، لأن التطعيم يساعد في تفادي المضاعفات ودخول المستشفى الذي أصبح مكلفًا للغاية على المواطنين من جهة، وعلى المستشفيات التي تعاني من أزمات مالية كبيرة من جهة ثانية”، مؤكدة أن اللقاح موجود في لبنان.

وأشارت إلى أن “الإنفلونزا لا تشبه فيروس الرشح العادي مثل الـ”Rhinovirus” والـ”Adenovirus” والـ”Parainfluenza” وغيرها من الأنواع التي لا لقاح لها ويمكن أن تصيب الإنسان مرات عدة خلال الشتاء، ففيروس الإنفلونزا أصعب لأنه لا يبقى في الأنف بل يتمدد إلى الرئتين كالكورونا، ما يسبب التهابات قوية ونقصًا في الأوكسجين”.

وقالت أبو عون: “يمكن كشف إصابتنا بهذا الفيروس عبر فحص الـ Antigen الموجود في الصيدليات، أو عبر الـPCR الذي يعطي نتيجة أكثر دقة وهو موجود في المختبرات.”

وشددت على أنه “لا يجب أبدًا تناول الـAntibiotics في حال الإصابة لأن الإنفلونزا ليست بكتيريا”، مضيفة: “على المصاب أن يرتاح ويبتعد عن الإرهاق، وأن يستهلك الكثير من السوائل كي لا يخسر جسمه المياه جراء الحمى القوية التي سيتعرض لها. كما أن هناك أدوية معروفة باسم الـAntiviral تخفف من العوارض إذا بدأ المريض بتناولها خلال اليومين الأولين”.

وللوقاية وتفادي الإصابة، نصحت الطبيبة بالتالي:
– شرب الماء بكثرة
– أخذ الـVitamin C والـZinc طوال فصل الشتاء
– الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالرشح
– تفادي الدخول إلى الأماكن المكتظة
– التأكد من مستوى الـVitamin D في جسمنا لأنه مرتبط بالمناعة
– تنظيف اليدين باستمرار
– التخلص من المناديل الملوثة فورًا
– النوم باكرًا
– ممارسة الرياضة.

وكشفت عن أنه “لا يوجد مكملات غذائية يمكنها أن تحسّن المناعة، ولكن من الضروري اتباع نظام غذائي صحي لا يتضمن الكثير من الدهون والزيوت والسكر”.

وبالعودة إلى بعض الأرقام الرسمية، فإن “الإنفلونزا الموسمية” تُسبب ما بين 3 إلى 5 ملايين إصابة بأمراض خطرة سنويًّا، وحوالي 290 إلى 650 ألف وفاة بسبب مضاعفات في الجهاز التنفسي، خصوصًا بين الفئات المعرضة للخطر، بحسب ما أفادت منظمة الصحة العالمية.

أما في لبنان، فيقدّر معدل الحالات الحرجة الناتجة عن الإنفلونزا، بنحو 12.9 لكل 100 ألف مريض، مع تسجيل أعلى معدلات بين البالغين الذين تزيد أعمارهم على الـ65 عامًا ويعانون من أمراض مُزمنة. وفي ما يتعلّق بالوفيات، تشير التقديرات إلى أن الإنفلونزا تتّسبب بـ347 وفاة كل موسم.

ولمحاربة هذا الفيروس والتخفيف قدر المستطاع من عبئه على المستشفيات، أطلقت وزارة الصحّة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حملة التلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية، وذلك بعد وصول هبة 10 آلاف جرعة من لقاح الإنفلونزا إلى لبنان.

وقد أعطيت الأولوية لثلاث فئات أساسية، بناءً على توصيات “الصحة العالمية”، وهي:

– العاملون في مجال الرعاية الصحية كالمستشفيات العامة ودور المسنين والمراكز العامة لعلاج السرطان وغسيل الكلى.

– كبار السن المقيمين في دور رعاية المسنين المتعاقدة مع الوزارة.

– الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة، وخاصة مرضى غسيل الكلى الذين تغطيهم الوزارة.

ولأن “الوقاية خير من قنطار علاج”، تحصّنوا جيّدًا، أوّلًا لحماية أنفسكم ومَن تحبون من “عدوى ملعونة”، وثانيًا للمساهمة في تخفيف العبء على المستشفيات التي تحارب بجعبة فارغة.