IMLebanon

خطوة عسكريّة انطلاقاً من لبنان؟

كتب منير الربيع في “الجريدة” الكويتيّة:

على إيقاع الخطط الإسرائيلية لتنفيذ اجتياح بري متدرج لقطاع غزة، يعمل حزب الله في لبنان على وضع خطط واستراتيجية لمواكبة هذه التطورات العسكرية.

يأتي ذلك، بعد 3 أيام من الهدوء النسبي والحذر وسط مواجهات متقطعة شهدتها المناطق الجنوبية، وهو ما أوحى اعتماد الحزب لاستراتيجية عسكرية جديدة تتخللها تكتيكات مختلفة عما كان عليه الوضع في السابق.
ووفق ما تقول مصادر متابعة إن حزب الله يتابع مسار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، ويدرس كيفية التدخل وتوقيته ومداه، وما إذا سيكون بالتزامن مع الاجتياح البري «الرسمي والفعلي»، أم أنه سينتظر ما ستؤول إليه التطورات العسكرية هناك.

على الجانب الإسرائيلي، يتضح أيضاً أن هناك تغيراً في التعاطي مع الوقائع العسكرية مع لبنان، إذ انتقل الإسرائيليون من مرحلة الرد على الضربات التي يوجهها لهم حزب الله، إلى مرحلة جديدة ترتكز على تنفيذهم ضربات استباقية من خلال استهداف خلايا للحزب قبل تنفيذهم أي عملية، كما أنهم عملوا على تكثيف نشاط الطائرات المسيّرة في الأجواء اللبنانية وذلك للتعويض عن كاميرات المراقبة وأجهزة الرصد والتنصت التي استهدفها الحزب من قبل.

وفي تطور لافت من ضمن المتغيرات العملانية الإسرائيلية، تم استهداف منطقة جبل صافي في مرتفعات إقليم التفاح بطائرة مسيّرة. علماً بأن هذه المنطقة تقع شمال نهر الليطاني، وعلى عمق يصل إلى حدود الـ 20 كيلومتراً عن الشريط الحدودي، مما يمثل خرقاً اسرائيلياً جديداً لقواعد الاشتباك المفترضة. ووفق المعطيات، فإن الإسرائيليين استهدفوا موقعاً لحزب الله بثلاثة صواريخ، وهو ما سيحتم على الحزب الردّ بطريقة تشمل نفس العمق داخل الأراضي المحتلة.

حزب الله سيختار التوقيت الذي يراه مناسباً لتنفيذ أي عملية عسكرية وفق ما تقتضيه وقائع المعارك، ومن الممكن ان يكون تدخل الحزب بشكل أوسع مما كان عليه الوضع في الأيام الماضية متروكاً لمرحلة أخرى، ومن شأنه أن يهدف إلى تغيير في موازين قوى المعركة، بشكل لا يعود تدخله مقتصراً على إشغال الإسرائيليين فقط، إنما ينتقل إلى مرحلة جديدة فيها نوع من كسرهم أو إلحاق الهزيمة بهم في معركة أو أكثر.

ووفق ما يقول بعض العارفين بطريقة وآلية عمل الحزب، فبالتأكيد هناك من يعكف في المجلس العسكري فيه، لوضع خطط ورؤى حول آلية التدخل في المرحلة المقبلة، والتي ستكون مرتبطة بنقطتين، الأولى الردّ على الاعتداءات السابقة، والثأر للشهداء، إضافة إلى الردّ على الحرائق المتعمدة التي أشعلها الإسرائيليون وأرادوا منها «كشف الحزب» ومنعه من حرية الحركة بين الأحراج. أما الثانية، فهي تتصل باللجوء إلى آلية عسكرية جديدة، لا تعود مقتصرة على توجيه ضربات لمواقع عسكرية مقابلة للحدود اللبنانية، وهي المواقع نفسها التي استهدفها الحزب على مدى 16 يوماً، وبالتالي هناك بنك أهداف جديد يعمل الحزب على تحديده.

ومن بين ما تنص عليه قواعد الاشتباك هو تجنّب الطرفين استهداف المدنيين، وما قبل هذه المواجهات وعندما كان حزب الله يسعى إلى الردّ على أي عملية اسرائيلية كان يفضل اللجوء إلى تنفيذ عمليات عسكرية في مزارع شبعا المحتلة، باعتبارها منطقة عسكرية ولا يوجد مدنيون فيها. واليوم أصبح الوضع مختلفاً في كل المستوطنات التي تحولت إلى معسكرات بعد إخلاء المدنيين منها، وهذا ما سيعطي للحزب هامشاً أوسع وأكبر لتنفيذ عمليات عسكرية فيها، وجزء من هذه العمليات قد يكون نوعياً ولا يقتصر فقط على مسألة إطلاق صواريخ موجهة باتجاه مواقع أو آليات عسكرية، إنما كان الحزب أول من هدد ولوّح وأجرى مناورات في سبيل العبور والسيطرة على مستوطنات، فهل يمكن أن تكون هناك خطوة عسكرية مشابهة لعملية «طوفان الأقصى» انطلاقاً من لبنان؟