IMLebanon

هل يراعي نصرالله المزاج اللبناني في كلمته؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

أجرت شركة Statistics Lebanon Ltd. المتخصصة باستطلاعات الرأي العام والدراسات التسويقية، إستطلاعاً حول الحرب في غزة، ومدى تاثيرها على الواقعين السياسي والامني في لبنان. نفذّ الإستطلاع ما بين الثالث عشر من شهر تشرين الاول ولغاية السابع عشر منه من العام 2023. وإستعملت في هذا الإستطلاع تقنية الاتصال عبر الهاتف أي الـCATI، ومنهجية PPS أي”Probability proportional sampling” والمترجمة بالعربية إلى “العينة المتناسبة مع الحجم المصحوبة بأسلوب العينة المنتظمة”، شملت العينة مختلف المحافظات اللبنانية، كما شملت عينة من الجنسين، إضافة إلى الفئات العمرية المختلفة، والمستويات الإجتماعية الثلاث العليا، الدنيا والوسطى. فضلاً عن فئات الدخل المختلفة، وجميع المستويات الثقافية. وقد قام بتنفيذ العمل الميداني عشرة باحثين.

بالارقام، عارض 61% من المستطلعين عبارة “انه يجب على حزب الله ان يشارك في هذه الحرب وان يوجه ضربات من لبنان” مقابل 38.5% وافقوا على هذه العبارة. وبدا واضحاً ان غالبية الدروز والمسيحيين يعارضون فكرة مشاركة حزب الله في هذه الحرب وان يوجه ضربات من لبنان. ايضا، 69.5% وافقوا على عبارة انه “اذا اراد حزب الله ان يشارك في هذه الحرب ليشارك من الاراضي الفلسطينية” مقابل 29.0% عارضوا. وتبين ان غالبية المسيحيين والسنة يؤدون فكرة انه اذا اراد حزب الله ان يشارك في الحرب ان يشارك من الاراضي المحتلة.

تحرص مصادر سياسية معارضة على الاضاءة على هذه “العينة”، وتقول عبر “المركزية” انها خير تعبير عن المزاج اللبناني وعن نظرة الرأي العام المحلي الى التطورات في المنطقة والى دور لبنان الحالي والمستقبلي فيها.

وعشية اطلالة مرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، متوقَعة الجمعة المقبل، هي الاولى له منذ اندلاع المواجهات العسكرية في الاراضي المحتلة في 7 تشرين وما تبعها من اشتعال للجبهة الجنوبية مواكَبة لعملية “طوفان الاقصى”، تشير المصادر الى ان لا بد لنصرالله من ان يأخذ هذه الوقائع “الشعبية” في الاعتبار خلال صياغته موقفه في الكلمة المنتظرة.

حتى الساعة، تبدو خطوات حزب الله في الميدان مدروسة، وهي لم تخرج بعد عن قواعد الاشتباك، وإن تم توسيع هذه القواعد بتوافق ضمني بين تل ابيب والحزب في الايام القليلة الماضية.
غير ان “المقاومة الاسلامية في لبنان” والجماعات المسلحة التي تتحرك في الجنوب، تحت جناحها، لم تقدم بعد على ما قد يجرّ لبنان كلّه، نحو حرب مفتوحة. فهل سيبقى الحزب يراعي آراء اللبنانيين غير المستعدين للحرب لا معنويا ولا نفسيا ولا اقتصاديا … ام ان اطلالة نصرالله ستحمل ما يفجّر الوضعَ الميداني ويُدخل لبنان في دوامة الحديد والنار التي تعيشها غزة اليوم، انطلاقا من حسابات ايرانية واقليمية، لا لبنانية؟ فلننتظر ونرى، تختم المصادر.