IMLebanon

التنقيب عن الغاز رُحّل إلى العام 2025

كتبت إيفا أبي حيدر في “الجمهورية”:

كشفت معلومات لـ«الجمهورية» عن أنّه بتاريخ 22 تشرين الاول الماضي سلّمت «توتال» البلوك 4 الى الدولة اللبنانية، بعدما تبين في مرحلة سابقة انّه لا وجود للغاز فيه. وفيما كان يُتوقع ان تعيد الشركة الحفر في البلوك نفسه انما من نقطة مختلفة، ارتأت ردّه إلى الدولة اللبنانية، ليعود وينضمّ راهناً الى البلوكات المعروضة للتنقيب.

أقدمت اسرائيل أخيراً على تلزيم 6 بلوكات لتحالف شركات تدخل من ضمنه شركة «ايني» الايطالية، التي سبق ودخلت بشراكة مع كونسورتيوم للحفر في البلوكين 4 و 9 في لبنان، كذلك تقدّمت للمشاركة في دورة التراخيص الثانية لتلزيم البلوكات 8 و10 بالتحالف مع شركة «توتال» و«قطر للطاقة». فهل يمكن لهذه الخطوة ان تهدّد هذا التحالف؟ وهل سيكون هناك قبول لاستمرار التعاون مع شركة تعمل في الوقت عينه مع لبنان واسرائيل؟

في السياق، اوضحت مصادر في هيئة ادارة قطاع البترول لـ«الجمهورية»، انّ الجانب الاسرائيلي كان يسعى الى تلزيم 4 مناطق، وتمّ امس الاول انتقاء كونسورتيوم للمنطقة G التي تقع على الحدود مع مصر، يكون بإدارة شركة «ايني» التي تنقّب راهناً في حقل ظُهر في مصر، وهذا ما يبرّر اختيارها للتنقيب في هذه المنطقة.

اما في ما يعنينا من التلزيمات التي قامت بها اسرائيل أخيراً كونسورتيوم المنطقة I ويشمل شركات SOCAR (operator) و BP و NewMed Energy والتي ستباشر التنقيب في البلوكات المجاورة للبلوك 8 اللبناني.

وعمّا اذا كان عمل شركة «ايني» مع لبنان واسرائيل في الوقت نفسه سيسبب مشكلة ويهدّد تلزيم دورة التراخيص الثانية كون «ايني» مشتركة فيها، استبعدت المصادر ذلك، وأكّدت انّه لا يجب ان يكون لذلك اي تأثير على التحالفات، خصوصاً انّ «ايني» ستعمل على الحدود مع مصر. وتساءلت المصادر، اذا ما قرّرت شركة «شيفرون» الاميركية او Exon العمل في التنقيب عن النفط في لبنان، فهل يجوز منعهما؟ تابعت: «انّ ما نسعى اليه هو جذب الشركات العالمية للعمل في لبنان»، لذا طمأنت المصادر الى أن لا خطورة على فضّ تحالف الشركات الذي تقدّم للعمل في البلوكين 8 و 10 والذي تدخل «ايني» من ضمنه.

وعن المرحلة المقبلة، لا سيما بعد الاعلان عن نتائج البلوك 9، أكّدت المصادر انّ موضوع التنقيب عن النفط رُحّل الى العام 2025. إذ في ما خصّ البلوك 9 نحن في انتظار صدور التقرير النهائي لنتائج الحفر من شركة «توتال»، والذي استناداً اليه ستقرّر ما اذا كانت تنوي العودة للحفر في هذا البلوك مجدداً، والذي لن يكون قبل العام 2025. أما في ما خصّ دورة التراخيص الثانية للبلوكين 8 و 10، فإنّ هيئة ادارة قطاع البترول تدرس راهناً العرض التقني والمالي المقّدم من تحالف شركات «توتال وايني وقطر للطاقة»، وبعدها ستقوم بالتفاوض مع هذا التحالف والاتفاق على البلوكات التي ستُلزم اي البلوك 8 وحده او البلوك 10 فقط او الاثنين سوية، لافتةً الى انّ هناك ميولاً للتوجّه نحو الخيار الثالث لانّه يعكس اهتماماً بـ off shore اللبناني. وأوضحت المصادر انّ هذا المسار سيستغرق وقتاً ايضاً ما يعني انّ المباشرة بالحفر اذا ما حصلت فلن تكون قبل العام 2025.

إلى ذلك، شدّدت المصادر على ضرورة عدم ترك البلوك 9 والاستمرار بالضغط على «توتال» لإعادة الحفر في هذا البلوك في اقرب وقت ممكن، الى جانب اطلاق دورة التراخيص الثالثة التي يجب ان تشمل البلوكات من 1 الى 7، والتسويق للتنقيب عن النفط في لبنان لدى الشركات العالمية. فمن المخيب للآمال ان تتعاون كل من «ايني» و DP مع اسرائيل في مقابل عدم اهتمام الشركات العالمية بلبنان. لذا المطلوب اليوم جذب اهتمام الشركات الاجنبية ولا سيما الاوروبية منها، خصوصاً اننا في سباق مع المنطقة لوضع لبنان على خريطة النفط العالمية، كما يجب ان يترافق ذلك مع ضرورة تسهيل الاستثمار للشركات كي تتشجع للدخول في السوق اللبنانية.

واعتبرت المصادر، انّ التوقعات الزائدة والعناوين الرنانة أذت لبنان أكثر مما أفادته، لاسيما منها نظرية «المؤامرة» التي تهرّب الشركات العالمية وتضرب صدقيتها وتالياً كيف لها ان تتشجع للعمل في لبنان مجدداً.

البلوك 4 يعود للدولة

من جهة أخرى، كشفت معلومات لـ«الجمهورية»، انّ الدولة اللبنانية تسلّمت بتاريخ 22 تشرين الاول الماضي البلوك 4 من شركة «توتال» التي سبق وحفرت فيه في العام 2020، وتبين لها أن لا وجود للغاز التجاري فيه.

ورغم انّ الآمال كانت منصّبة نحو توجّه الشركة لإعادة الحفر فيه انما من موقع مختلف، يبدو انّ الدراسات التي أُجريت للموقع من قبل «توتال» ارتأت ان لا جدوى اقتصادية فيه. لذا أعادت البلوك الى الدولة لينضمّ الى مجموعة البلوكات المعروضة للتنقيب.

وفي السياق، ورداً على مسوّقي نظرية «المؤامرة»، تساءلت المصادر لو انّ نظرية المؤامرة صحيحة هل كانت أقدمت «توتال» على ردّ البلوك 4 للدولة؟ لو كان في هذا البلوك غاز تجاري أما كانت تمسّكت به؟

وعمّا اذا كان هناك تخوف من ان يلقى البلوك 9 نفس مصير البلوك 4، اي ان يُعاد للدولة، اكّدت المصادر انّه لا يزال من المبكر الحديث عن مصير البلوك 9 في انتظار انتهاء الدراسات الجيوليوجية للمنطقة وخصائص مخزونها، وطبيعة تكوين الطبقات فيه، والذي يتوقع ان يصدر في تقرير لتوتال في غضون 4 إلى 5 اشهر.

اضافت المصادر: «انّ المعلومات المتوفرة عن البلوك 9 غنية جداً، وهناك وضوح جيولوجي كبير عن البلوكات المحيطة بهذه المنطقة، لذا من المستبعد ان يتشابه مصير البلوك 9 بمصير البلوك 4، بسبب الاختلاف الكبير في طبيعة المنطقة».