IMLebanon

رسالة اميركا الثانية لتل ابيب: للتهدئة والاستعداد للحل السياسي

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

عاد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الى المنطقة اليوم. فالتطورات في غزة حيث باشرت حليفة واشنطن الاولى في الشرق الاوسط والعالم، التوغل برا في القطاع، تستدعي زيارة ثانية لرأس الدبلوماسية الاميركية الى المنطقة.

امس، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن الوزير بلينكن سيتوجه إلى إسرائيل والأردن الجمعة، وقال إن بلينكن سيجتمع مع قادة حكومة إسرائيل، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للاطلاع على آخر خطط الاحتلال بشأن أهدافه العسكرية في حربه على غزة وسبل تحقيقها. وأضاف ان بلينكن سيتحدث بشكل مباشر مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن ضرورة العمل على مراعاة القانون الدولي خلال العمليات العسكرية في غزة.

اما بلينكن فأكد أنه سيطلب من إسرائيل “خطوات ملموسة” لتقليل الأذى اللاحق بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال للصحافيين في قاعدة أندروز الجوية قبل توجّهه إلى الشرق الأوسط “سنتحدث عن خطوات ملموسة يمكن وينبغي اتخاذها لتقليل الأذى الذي يلحق بالرجال والنساء والأطفال في غزة” مؤكداً “هذا أمر تلتزم به الولايات المتحدة”. وكرر بلينكن أن بلاده تؤمن بأن إسرائيل “لها الحق بالدفاع عن نفسها” بعد هجوم حركة “حماس”. ولفت الى انه “يشعر بالحزن إزاء مقتل فلسطينيين، وهو أمر يثير غضب كثيرين في العالم العربي”. وقال “عندما أرى طفلا فلسطينيا – صبيا أم فتاة – ينتشل من تحت أنقاض مبنى منهار، فهذا يؤلمني مثلما أشعر عند رؤية طفل في إسرائيل أو أي مكان آخر”.

قبل هذه الجولة، التقى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الوزير بلينكن الأربعاء في واشنطن، واستعرضا العلاقات الإستراتيجية والجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع في المنطقة. كما أجرى الوزير السعودي مباحثات مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تناولت المستجدات الإقليمية “ورؤية بلدينا في حفظ الأمن ودعم الاستقرار”، وفق بن سلمان. كما التقى الاخير الثلثاء، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، وأكد خلال اللقاء “ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية واستئناف مسار السلام”، بحسب تغريدة سابقة.

تركز الاتصالات الدولية كلها اذا، على ضرورة التهدئة، وعلى اولوية منع تمدد الحرب، وايضا على اهمية ان تراعي اسرائيل القوانين والاصول والمعاهدات، في عملياتها العسكرية. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” بعد الزيارة الاولى التي قام بها بلينكن الى اسرائيل والتي كان عنوانها الدعم المطلق لتل ابيب واعطاءها ضوءا اخضر مطلقا للدفاع عن نفسها بما يسمح لها باستعادة البعض من ماء وجهها بعد الصفعة القوية التي تلقتها في 7 تشرين، يبدو ان ثمة تبدلا بدأ يظهر في الخطاب الاميركي، حيث ينقل بلينكن الى اسرائيل هذه المرة، ضرورة التروي والعقلنة في ما هي في صدده، بما انها ذهبت بعيدا في مجازرها، كما انه سيبلغها بضرورة بدء التحضير للتهدئة ولتسوية اعتبارا من حل الدولتين. فصحيح ان واشنطن غير مستعجلة وقف اطلاق النار اليوم، تتابع المصادر، الا ان اي تصعيد غير مدروس قد يقضي على حظوظ تبادل الاسرى وتحرير الرهائن الموجودين لدى حماس ومن بينهم اميركيون.

هذه رسالة واشنطن في نسختها الثانية الى تل ابيب، ومن الضروري ان تلقى اذانا صاغية كي لا يدفع الرهائن، وربما ايضا امن المنطقة برمّتها، الثمن، وهو السيناريو الذي لا تستسيغه ابدا الادارة الاميركية، تختم المصادر.