IMLebanon

الجمعيات الأهلية… بين الصمت والحيادية

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

العدوان الإسرائيلي المتمادي على غزة المنكوبة، أرخى بتداعيات كثيرة على الواقع اللبناني، لم تتوقف عند حدود التصعيد العسكري على طول الحدود، ولا قيام مدن الجنوب الرئيسية بإعداد خطط طوارئ لمواكبة أي احتمال لتوسع رقعته على لبنان، بل وصلت إلى الجمعيات والمؤسسات الأهلية ودورها في النصرة والمساعدة والحفاظ على الحيادية.

ومع طول الأمد، بدأت بعض مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات «الواتسآب»، تتحدّث عن قرار أبلغه بعض السفارات وممثلي الدول المانحة للمساعدات إلى عدد من هيئات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية العاملة في الإغاثة في لبنان، تحذّرها من نتائج إثارة قضية العدوان الإسرائيلي على غزة أو إدانة العدوان أو المشاركة في أي مسيرة أو تظاهرة تدعم غزة.

واللافت أن هذا البلاغ جرى بالتوازي مع قيام إدارة بعض وسائل التواصل الاجتماعي بحذف وحظر أي كتابة أو نص يدين الاحتلال الإسرائيلي أو يدعم أهل غزة ويصف الضحايا أو المقاتلين بالشهداء على قاعدة وقف التمويل المالي أو فصل الأعضاء أو المؤسسات أو الجمعيات، في حال المشاركة في أي نشاط داعم لفلسطين». ويقول أمين سرّ «تجمع المؤسسات الأهلية» في منطقة صيدا ماجد حمتو لـ»نداء الوطن» إنّ «بعض الدول المانحة تشترط قبل تقديم أي مساعدة مالية أو دعم مشروع أن لا يصل إلى ما تصفه بالإرهاب، ليس ذلك فقط، إنما إلى كل ما يمت بصلة إليه، وهذا معروف لدى الجميع في السابق، حالياً لم يتغير الأمر من جهتهم، إنما من جهة بعض المؤسسات والجمعيات والهيئات التي ترفض أي تمويل باعتبار أن بعض الدول المانحة للمساعدات تعتبرها مشاركة في العدوان على غزة وشعبها لجهة الغطاء السياسي أو الدعم العسكري أو الأمني أو أي من أشكاله».

توازياً، تقول مصادر بارزة لـ»نداء الوطن» إنّ «الأمر لا يتعلق ببلاغ جديد، وإنما بتركيبة الجمعيات المحلية وتعاطفها مع ما يحصل من عدمه من جهة، إضافة إلى حرص البعض على مبدأ الحيادية»، مشدّدة على أنّ «لا حيادية مع إسرائيل ولا في قتل الأطفال والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، كما يجري في غزة. ناهيك بالفهم القاصر والخلط بين السامية واليهودية والصهيونية».

في المقابل، أثارت «الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين» الموضوع، وقالت في بيان «سنعتبر أي مؤسسة يثبت عليها ما سبق، هي مؤسسة منبوذة ومشاركة في العدوان على أهلنا وشعبنا في قطاع غزة وستتم مقاطعتها فوراً».

وبعد مضي أكثر من شهر على العدوان، أصدر تجمع المؤسسات الأهلية في منطقة صيدا بياناً دعا «الرأي العام العالمي إلى مزيد من رفع الصوت لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات العاجلة من غذاء وأدوية ورعاية صحية، والضغط على الحكومات التي ما زالت تلتزم الصمت حيال ما يجري في قطاع غزة للعمل على وقف المجازر التي تحصل يومياً».